استجواب الوقت الضائع لوزير الصحة!؟..

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي

على الرغم من تأييدنا لحق النائب الدستوري في حق للاستجواب الذي كفله له الدستور.. إلاّ أننا نقول بأن أي حديث يتم تداوله اليوم في الشأن المحلي لايجب أن يتضمن الحديث الطرح الغير منطقي.. في إشارة منا لاستجواب كل الساده النواب الافاضل أحمد مطيع وسعود بوصليب، والاستجواب المقدم الى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، والذي يتألف من ثلاثة محاور..
وفيما يخص المحور الأول والذي يتضمن عجز وزارة الصحة خلال مواجهة جائحة الكورونا المستجد (كوفيد 19)… نقول هنا بأنه لايختلف اثنان في العالم بأكمله وليس في مجتمعنا داخل الكويت.. بأن هذا الوباء هو وباء العصر في ظل الالفية الجديدة أو القرن الجديد والذي يخبرنا فيه التاريخ بأن في بين كل مئة عام يأتي على البشرية وباء ينتشر فيه ويكتسحه من شرقه الى غربه.. مانريد قوله هنا بأن الظروف الحالية واقعة على جميع الدول في العالم ولم تستثني أحداً وبالتالي فإنها ظروف غير مسبوقة وغير اعتيادية وأنه مهما كان أداء الشخص الذي يتولى أمور وزارة الصحة بغض النظر عن مسئولية الوزير الحالي.. بشخصه.. فإنه لم ولن يتوفر لدى وزير الصحة.. حل أو عصا سحرية للتخلص من هذا الوباء العالمي.. هو أو غيره.. ولسنا هنا في معرض الدفاع عن وزير الصحة!… وفي المقابل فإنه على العكس تماماً نجد بأن أداء وزير الصحة في نطاق المعقول والمنطقي في كل الإجراءات المتخذة والتوصيات التي يقدمها للحكومة.. والدليل على صدق هذه الفكرة أو الرؤيا هو إشادة منظمة الصحة العالمية بأداء وزارة الصحة في الكويت.. وهو أمر له أهميته الكبرى.. فالموضوع أيها السادة ليس في الوضع الطبيعي إنه الوباء بعينه وعلمه.. وفي المقابل أيضاً فإننا نجد بأن تعامل وزارة الصحة أفضل من كثير من وزارات الصحة في العالم.. فأعداد الإصابات في أسوأ حالاتها لم تتجاوز النسب العالية مقارنة بأرقى الدول المتقدمة في العالم على الصعيد الطبي.. وهو أمر له دلالات مهمة تنعكس على أداء وزير الصحة في هذا الصدد.. وبالتالي نعود ونقول بأن جهود وزارة الصحة. هي جهود جبارة بعيداً عن أي مبالغات أو أي مزايدات.. وبناء عليه فإن أداء وزير الصحة هنا هو محل تقدير واحترام كبيرين.. ولابد لنا هنا من الإشارة لليوم الأول للوباء في بلدنا الحبيب حيث أنه الوزير صرح للمواطنين والمقيمين بأن استحلفهم بالله البقاء في بيوتهم.. في إشارة لها أهمية كبيرة لأهمية التباعد والمكوث في البيوت.. وبناء على كل ماسبق فأين مكمن العجز هنا!… لا أعتقد في تقديري أن هناك عجزاً حقيقياً!…
أما فيما يخص المحور الثاني.. والمتضمن الفساد الإداري والمالي بالوزارة.. فنقول بأن ومنذ وعينا على هذه الدنيا.. ونحن نسمع بوجود فساد اداري ومالي في كل الوزارات وليس الامر مقتصر على وزارة الصحة!.. “إن صح التعبير”… وليس هذا دفاعاً عن الفساد.. أبداً أبداً ولكن تؤخذ الأمور بالروية والطرح العقلاني لأي ملاحظة داخل الوزارة فساداً إداريا كان.. أو فسادا مالياً…
وأما فيما يخص المحور الثالث.. والمتضمن غياب الجدية في التعاون مع السلطة التشريعية.. فإن هذا المحور تشوبه الكثير من المغالطات الغير واضحة المعالم.. فما فتأت وزارة الصحة التعاون المثمر والبناء على مدار الوقت مع السلطة التشريعية والأخذ بكل ملاحظاتها وتوصياتها وذلك للعلم اليقين بأن المصدر أو الحافز الأساسي لعمل أي وزارة في الدولة ومن ضمنها وزارة الصحة هو ما تنفذه السلطة التشريعية وتوصي بها لتلك الوزارات.. وتقويم أداءها كلما تطلب الأمر.. ونصل هنا بأن الاستجواب بشكله العام يبدو غير منطقي في ظل الأوضاع الحالية في البلاد والعالم.. ويتوجب أن تتكاتف الجهود بين جميع الأطراف للخروج من هذه الأوضاع والوباء في أقل الخسائر بإذن الله، والذي نسأل الله أن يزيل أسباب الوباء والبلاء عن العباد في أقرب فرصة إن شاء الله.. وحتى لايكون الاستجواب.. استجواب الوقت الضائع.. والله الموفق.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى