الإرهاب الأكبر إيران..

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري “كاتب كويتي”

سمعنا ومازلنا نسمع برغبة إيران في مسح إسرائيل من على الخريطة الجغرافية في المنطقة.. وبأنهم سوف يلقون بإسرائيل في البحر بشكل نهائي.. حيث أنها سرطان يجب استئصاله!.. من جسد منطقة الشرق الأوسط.. وجاءت أولى التصريحات في بدايات الثورة الإيرانية بعد سقوط الشاه.. واستمرت تلك الشعارات الواهية الواهنة والتي لاتستحق الورق المطبوع عليها!.. وهي للاستهلاك الآدمي المحلي والعربي خصوصاً تلك الشعوب الساذجة التي لاتستوعب درس إيران وإسرائيل.. وبقراءة سريعة للتاريخ خلال حقبة مابعد سقوط نظام الشاه وصعود الثورة الخمينية ومقارنة بما قامت به إيران على مدى تلك العقود الأربعة الماضية وتاريخ العلاقة ما بين إسرائيل وإيران نجد بأن النتيجة لتلك العلاقة أو التوترات الكلامية بين الدولتين إذا ما استبعدنا التعديات الإسرائيلية على إيران في محطة الصراع في سوريا.. نجد أن الأفعال وردود الأفعال من الطرفين لاتعدو كلاماً فارغاً في الهواء.. ودغدغة لمشاعر الشعوب والجماهير المحلية فلم نشهد أي حدث له قيمة يوازي الكلام ولاتوجد أفعال.. وقد توجد تحريشات من قبل إيران عبر أذرعها في منطقة الشرق الأوسط.. لتحريك انتفاضة هنا أو افتعال حرب هناك في اليمن في لبنان في العراق في سوريا التي تعيث في تلك البلاد على أريحيتها!.. التي دخلتها عبر استغلال حاجة الشعوب للحرية فاستغلت تلك الظروف للدخول من هذا المدخل فعملت على تأجيج الطائفية في المجتمعات المتعددة المذاهب ولعبت لعبتها الدنيئة فأذلت الشعوب بمال البترول التي ضنت به عن شعبها الجائع وعلى حساب عملتها الساقطة التي ليس لها قيمة..

إن مغامرات إيران على مدى العقود الماضية كان لها تأثيرات سلبية خطيرة على إيران التي وجهت ثروات شعبها ونفطه إلى الإرهاب ومساندة الحركات الضلالية الإرهابية كما شهدنا ذلك في اليمن بعد أن تم الاتفاق بين الافرقاء في اليمن قبل سنوات فلم يناسبها هذا الاتفاق وعملت على تحريك الحوثيين لقلب الطاولة وتحريك الإرهاب الذي جاء على حساب هذا البلد وشعبه.. وحرضت الحوثيين للتحرش والهجوم على جيرانها في السعودية!؟.. هذا علاوة على تضييع ثروات شعب إيران للسلاح النووي.. وبناء المفاعلات النووية ومحطات الطرد المركزي!.. وكأن العالم أو منطقة الشرق الأوسط بحاجة لأخطار جديدة!…

ومن جانب آخر فإن مايثبت نظريتنا التي نقول بها بأن إيران لاتجرؤ على مواجهة إسرائيل فكل تهديداتها على مدى أربعون عاماً ليس لها أي قيمة.. فأجندتهم في هذا الصدد تتعارض مع حلم التوسع والهيمنة على الشعوب المستضعفة تفرض عليها إرادتها.. ولم تطلق على إسرائيل رصاصة واحدة بطريقة مباشرة إلاّ من خلال واسطة وعبر أدواتها الغبية كما أسلفنا… فهي تدرك تمام الإدراك بأن إسرائيل تعرف كيف تنتقم لنفسها وتضرب من يضربها وتكيل له الصاع عشرة!.. ومن سخريات القدر بكل معانيه!!! نقول بأن إيران تلقت الضربات تلو الضربات في سوريا من قبل الهجوم والقصف الإسرائيلي على مواقعها في سوريا بالقرب من حدود إسرائيل مع سوريا وفي أماكن متفرقة وآخرها في الصيف الحالي.. إنه حقا جبن مابعده جبن من قبل إيران.. فلم لم تضرب إيران إسرائيل التي استهدفت قواتها في سوريا؟.. لم هذا الخوف؟!.. إن زعماء إيران يجيدون ضرب شعوبهم عندما تنتفض أو تعترض أو مجرد أن ترفع رأسها وتعترض على أحداث سلبية في الداخل.. كما حصل في القمع الذي حصل على شعبهم عندما اعترضوا على نتائج إحدى الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ سنوات عندما رأينا قمعهم لشعبهم وقتلهم كأنهم حيوانات مسعورة!؟..

إن الأحلام الإمبراطورية الفارسية لم تغب يوماً عن ذهن الزعماء الإيرانيين الحاليين والسابقين على عهد الشاه.. في طمعهم بفرض السيطرة والنفوذ الأمة العربية.. وهدفاً لإسقاط وكسر أركان هذه الأمة بكل ما أوتيت قوة.. فالفكر الإيراني لم ينفك يوماً عن تلك الأحلام وسعيه خلال العقود الماضية على هذا الهدف حتى نجحوا في كثير من المواقع فأينما وجدت إيران نجد الشر والإرهاب الأكبر فيها. والله الموفق.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى