“المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي” يطلق مبادرة ” اصنع بصمتك” لتشجيع الشباب على العمل الحر

كتب – على ابو زيدان

أوصى المجلس العربى لسيدات الأعمال والاتحاد العام للكشافة والمرشدات خلال ندوة “التحولات الاقتصادية والمشروعات الصغيرة التى نظمها المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي،أوصى بإنشاء وزارة للصناعات الصغيرة والمتوسطة وإنشاء مدارس ابتدائي خاصة بالتعليم الفنى وتخصيص جائزة للمحافظ الذهبى الذى يحقق أعلى مستويات أداة خاصة به للارتقاء بالمشروعات الصغيرة وجودة التعليم الفني.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حدادا على روح اللواء حسان أبوعلى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المنتدى الإستراتيجي.
وفى البداية تحدث د. علاء رزق رئيس المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعى عن أهمية الندوة كونها تعطى رؤية حقيقية لما يجب أن يكون عليه وضع الاقتصاد المصري أثناء وبعد جائحة كورونا وتحدث عن الوضع الاقتصادي فى مصر والطفرة التى شهدتها حالياً فى هذا المجال، حيث يحقق الاقتصاد المصري معدلات نمو رغم جائحة كورونا التى أثرت بالسلب على جميع الاقتصاديات فى العالم وألحقت الضرر الكبير بالاقتصاد العالمى، إذ تكبدت ولا تزال تتكبد الدول التي أغلقت خسائر اقتصادية تقدر بتريليونات الدولارات.
وقد تكون الموجة الثانية أقوى من الأولى، لذا يجب وضع استراتيجية لمواجهة الخسائر المحتملة.

وأكد “رزق” أنه رغم انخفاض معدلات نمو الاقتصاد المصري بعد كورونا إلا أن ترتيبنا بين دول العالم فى معدلات النمو الاقتصادي قد ارتفع لأننا نجحنا فى التعامل مع الأزمة بشكل أفضل من غيرنا، مما يصب فى صالح المواطن المصري.
وطالب بالتفعيل الإلزامى (التشريعى ) لمفهوم المسئولية المجتمعية مع إلزام جميع الشركات المتوسطة والكبيرة بإنشاء وحدة للبحوث والتطوير والارتقاء داخل كل شركة.

بينما أشار محمد عباس رئيس اتحاد الكشافة والمرشدات، أن دور الكشافة يهدف إلى إعداد المواطن الصالح وتخاطب الشباب وتؤدى دوراً هاماً فى توعيتهم بقضايا المجتمع. وأشار إلى أن الاتحاد العام للكشافة والمرشدات يرعى ما يزيد عن مليونى شاب وفتاة فى جميع محافظات الجمهورية. ويعمل الاتحاد على تشجيع الشباب على العمل والكسب من خلال المشروعات الصغيرة أو عن طريق منصات الدعم المالى الخاصة به والتى تطرح مشروعات الشباب أمام الجهات المانحة ليتم تمويلها، كما تشارك الدولة بفاعلية فى كثير المشروعات وغيرها من المشروعات فى مجالات البيئة والصحة.

مشيرا أن الاتحاد شارك مؤخراً في عدد من المشروعات منها : مشروع ترشيد استهلاك المياه فى مصر ، ومشروع ” نحو محميات أفضل” ، ومشروع خاص بمواجهة جائحة كورونا وتشجيع المواطنين على اتخاذ الإجراءات الاحترازية.

كما أكدت الكاتبة الصحفية د. سامية أبو النصر مساعد رئيس تحرير الأهرام، أن ظاهرة الفقر تمثل إحدى التحديات التى تعوق جهود التنمية المستدامة فى الدول الآخذة فى النمو مؤكدة أهمية تكاتف الجهود خاصة جهود المنظمات المجتمع الأهلى للحد من الفقر والبطالة ، من خلال عدة وسائل منها المشروعات الصغيرة.

كما أشار د.أيمن عبد الغنى الخبير الاقتصادى أن مصر تحتاج إلى تفعيل كل طاقاتها فى هذه اللحظة لأننا فى مرحلة عبور جديد نحو مستقبل أفضل ، ولا يتأتى هذا إلا من خلال التوعية وأن يشعر الشباب برعاية مؤسسات الدولة. وأعطى مثالاً لأهمية التوعية القانونية حيث يخوض كثير من الشباب تجربة المشروعات الصغيرة بالحصول على قروض ومساعدات دون أن يكون لديهم الخبرة فى ناحية التعاون مع مؤسسات الدولة أو المعرفة بحقوقهم القانونية وواجباتهم وكذلك عدم الجهل بكيفية التسويق مما قد يؤدى إلى فشل هذه المشروعات. وقد ظهر هذا جلياً فى مرحلة التسعينات من القرن الماضى نتيجة عدم التوعية الكافية ونقص التدريب.

وطالبت “عبد الغنى” بضرورة عقد دورات تدريبية للشباب فى مجالي الإنتاج والتسويق بصفة خاصة حتى لا يتصادم الشاب مع القوانين المنظمة للتجارة والصناعة. كما شدد على أهمية أن تتبنى الجهات الحكومية والمدنية لأفكار الشباب وابتكاراتهم . كما أكد على أهمية توعية الشباب بالتحولات السياسية والاقتصادية التى تدور فى المنطقة وتسليط الضوء على الجهود والمشروعات العملاقة التى تقوم بها الدولة فى مواجهة ما نلاقيه من تشكيك مستمر.

مضيفاً إننا نأمل من خلال المنتدى الإستراتيجي أن نبنى من جديد الانتماء لدى الشباب المصرى. كما أكد أهمية العمل على توفير حماية خاصة للمشروعات الصغيرة التى يضع فيها الشاب كل جهده وماله ويحتاج إلى دعم الجهات المعنية، وان يشارك التعليم الجامعى أيضاً من خلال التدريب فى هذا المجال ودراسة التسويق والقوانين المنظمة.

وشدد على أهمية التعليم والتوعية لنحقق ما نصبو إليه لأن مصر تستحق أن تكون من أكبر القوى الاقتصادية والسياسية كما كانت وستظل.

وأضاف طارق جلال رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك التنمية الصناعية، أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر هى التى حصنت الاقتصاد المصري وقت جائحة فيروس كورونا من خلال توفير السلع والمنتجات المحلية فى ظروف الإغلاق ومن المنتظر ان تستمر فى تأدية نفس الدور ولكن للمستقبل نحتاج ان نؤسس مجموعة آخرى من تلك الفئة من المشروعات.

وأضاف “جلال” أن الأعمال هى الوسيلة والأداة الفعالة للحد من البطالة وخاصة وسط الشباب ولكن الذى ينشأ الأعمال ذاتها هم رواد الأعمال لذلك يجب تدعيم ريادة الأعمال كبداية وتبنى الافكار وتطويرها اذا كانت المشروعات متناهية الصغر( الميكرو فينانس) هى نواة المشروعات الصغيرة فإن المشروع الأصغر( نانو فينانس) هى بذرة الإنبات الأولى وهو الأولى بالرعاية كونه مرتبط برواد الأعمال كما انه تمارس من خلال المرأة المعيلة والأسرة المنتجة وخريجى التعليم الفني والتكنولوجى وشباب الخريجين وهناك عجز كبير فى المهنيين المصريين بسبب عدم التطوير بالتالى عدم إتاحة فرص عمل لذلك اقترح تبنى مبادرة بالتعاون مع الجهات المسئولة وأصحاب الفكر لمعالجة المشكلة قبل استغراقها أكثر من ذلك.

كما بدأت عبير عصام رئيس المجلس العربي لسيدات الأعمال وعضو مجلس إدارة جمعية مستثمر 6 أكتوبر، بتقديم الطالب محمد عبد الرازق الأول على الجمهورية فى التعليم الفنى للمنصة لتكريمه وتحدثت عن تجربتها الواقعية كسيدة من أسوان من جنوب مصر وتؤكد على قدرتها على العمل والإنتاج واضافت أننا قد تأخرنا فى تسليط الضوء على الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتى ساهمت فى تعزيز اقتصاديات العديد من الدول فى العالم.

وأكدت “عصام” أن هذه الصناعات موجودة بالفعل فى مصر إلا أنها موجودة بصورة فردية حيث لا يتم تجميعها فى مكان واحد وطالبت بعمل وزارة خاصة للصناعات الصغيرة . وتحدثت عن تجربة ” رزقك فى بيتك ” التى ساهمت أثناء الموجة الأولى لجائحة كورونا فى دعم 10 مشروعات من خلال قرض حسن دوار، حيث تم دعم هذه المشروعات تدريبياً وتسويقياً.

وطالبت بتكامل جميع الكيانات الداعمة للدولة بهدف خدمة المجتمع . كما أشارت إلى رعاية المجلس العربي لسيدات الأعمال لتكريم الطلاب الأوائل في الدبلومات الفنية للعام الدراسي 2019-2020، وتقديم 40 منحة للطلاب الأوائل للدراسة فى الجامعة.

كما تحدث د.مصطفى شرف مسئول الإدارة العامة للتعليم والتدريب المزدوج بوزارة التعليم عن الطفرة التى حدثت مؤخراً فيما يخص تطوير التعليم الفنى حيث إن التعليم الفنى بكافة أنواعه ( الصناعى – الزراعى – التجارى – الفندقى ) هو قاطرة تطوير الاقتصاد فى مصر.

بينما أشار د.جمال فخر الأستاذ بشعبة التعليم الفنى بالمركز القومى للبحوث التربوية الى حال التعليم الفنى فى مصر ومشكلة إلحاق الطالب حسب المجموع وليس حسب ميوله ورغباته، كما أشار إلى النظرة المجتمعية للتعليم الفنى والتى يجب تغييرها؛ ونادى بإنشاء وزارة أو هيئة قومية للتعليم الفنى والتدريب المهنى والتكنولوجى لتجميع كل الجهود فى هذا المجال وتحديد احتياجاتنا من الطلبة فى المجالات المختلفة بما يتواءم مع رؤية مصر 2030، وبما يؤدى إلى تنسيق جهود كل الوزارات والجمعيات والهيئات المعنية، وبما لا يتعارض مع قوانين الطفل وغيرها.

وقال إن الخطة الإستراتيجية للتعليم الفنى ترتكز على عدة محاور منها جودة المخرجات التعليمية والتنافسية والإتاحة وتوظيف التكنولوجيا للحصول على أعلى النتائج، مؤكداً على أهمية تطوير هذا النوع من التعليم من أجل دفع عجلة الإنتاج خاصة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وفي تعقيب للدكتور صلاح عرفة على كلمات المشاركين فى الندوة أشاد بثراء الندوة وتمنى أن توضع جميع المقترحات التى أثيرت فيها موضع التنفيذ. وتحدث عن التعليم البيئى والتعليم المجتمعى أى التعليم الذى يكون فى خدمة المجتمع والبيئة، وأهمية تعليم السلامة المهنية وقواعد الصحة العامة خاصة فى ظل جائحة كورونا التى تضرب العالم كله الآن. كما أشار إلى أن الشباب يحتاج منا إلى التكوين، والتمكين، والرعاية. وتعقيب د. سمير عليش: تحدث عن النظرة الاجتماعية لخريج التعليم الفنى والتى تجعل البعض يحجمون عنه رغم أهميته. بينما أشارت الإعلامية انتصار عطية إلى حاجة المرأة خاصة فى صعيد مصر للمشروعات الصغيرة، بشرط توفير الأمان الكافى لها فى التسويق لضمان الإستمرارية.

وقد أوصت الندوة فى ختام أعمالها بأهمية وجود برامج توعية فى الجوانب القانونية والاقتصادية للشباب المشاركين في المشروعات الصغيرة. وإنشاء وزارة أو هيئة قومية للتعليم الفنى لتجميع وتنسيق كل الجهود فى هذا المجال وإضافة تطبيقات الذكاء الإصطناعي والتكنولجيا الحديثة والتسويق إلى مناهج التعليم الفنى والبرامج التدريبية للشباب المشارك فى المشروعات الصغيرة.والاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى مجال الصناعات الصغيرة والتعليم الفنى.

شارك فى الندوة عدد كبير من الاقتصاديين والإعلاميين منهم د.صلاح عرفه الأستاذ بالجامعة الأمريكية والإعلاميين إبراهيم أمين أباظه، ومصطفى خالد، وحسن الشامي، وعدد من القيادات الكشفية والشبابية.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى