انتصار الرأسمالية

بقلم: حسام عيسي

استطاعت القوة الرأسمالية البريطانية خداع المواطن الإنجليزي بالديمقراطية بحجة أن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو الأفضل رغم أن هذا الخروج أدى إلى تراجع النمو الاقتصادي البريطاني بحوالي 2%، وسوف يستمر ذلك لسنوات .
إن الخاسر الوحيد هو المواطن الإنجليزي؛ لأن الخروج يمنع المواطن من العمل في دول الاتحاد الأوروبى ليرفع نسبة البطالة ويخفض الرواتب، أما عن المكاسب الرأسمالية هي القدرة على التعامل مباشرة مع الكيانات الاقتصادية العالمية دون المرور عبر الاتحاد الأوروبى وجني الثروات لها دون المواطن، وبذلك استطاعت توجيه الدولة لصالحها وليس لصالح المواطن مستغلة الديمقراطية.
ويدل ذلك على تفوق العولمة على القومية أي تراجع اهتمامات الدول بالمواطن و تقديم القوى المالية عليه بالاهتمام أو فرض سيطرة المال على الدولة مما يؤدى إلى تراجع سيادة الدولة وعدم قدرة المؤسسات أن تعمل لصالح الأغلبية.
كما استطاعت القوى الرأسمالية الأمريكية خداع المواطن الأمريكي بالديمقراطية و أن بايدن هو الأفضل رغم أن ترامب قدم الأفضل للمواطن الأمريكي في ارتفاع الدخل، انخفاض في البطالة، انخفاض في التضخم، وأداء حكومي أفضل . يمثل ترامب القومية الأمريكية أي يمثل الدولة وحقق أكبر مكاسب لها و ثبت تفوق الإمبراطورية الأمريكية وأثبت أننا نعيش في النظام الأمريكي حيث هو الحكم و الضابط للعالم الذي يكافئ الدول ويعاقبها بقانون هي التي أقرتها وفقًا لمصالحها.
ففي عهد ترامب حقق المواطن الأمريكي أعلى مكاسب في تاريخه و استطاع أن يعلي شأن الدولة ولكن لم يحقق مكاسب لرجال القوى الرأسمالية لكنهم استطاعوا أن يأتوا بعجوز الحرس القديم ( بايدن ) ليحقق لهم مصالحهم .
كانت التحركات الاقتصادية الأمريكية تعمل لصالح الدولة مثل: تخفيض الأنفاق العسكرى وإجبار دول الاتحاد الأوروبى في زيادة إنفاقهم على حلف الناتو وإجبار الدول في التبرع لصالح الدولة الأمريكية نظير الحماية والسيطرة على التجارة العالمية، وتقليص دور تجارة دول العالم.
لقد عمل ترامب لصالح الدولة والمواطن دون رجال القوى الرأسمالية مما أغضبهم و سعوا لتغييره وخدعوا المواطن بالديمقراطية، وسوف يغير بايدن من السياسة الخارجية الأمريكية لصالح هذه القوى – العمل على السيطرة على الغاز في البحر المتوسط -، يتمثل ذلك في: 
 التعاون مع أوروبا وانعاشها تجاريًا –  
زيادة التعاون التجاري مع الصين 
 محاربة روسيا في بقاع الأرض –
السماح لإيران بالظهور بعض الشئ.
تراجع الدور التركي في المنطقة  –
 وضع دول الخليج تحت التهديد المستمر .
الضغط على مصر للسيطرة السياسية عليها. 
إلا أنه من قراءة الأحداث العالمية يتبين أننا في صدد إعلاء وانتصار للعولمة، تفوقها في البيئة الدولية، تراجع سيادة الدولة والقومية والوستفالية التقليدية، وذلك يصب في مصلحة القوى الرأسمالية فقط .
كما أن الصراع على القوى هو مفهوم الأساس في العلاقات الدولية كما قال ميرشايمر (الواقعية) وأن الفاعل الأساسى في العلاقات الدولية هي الدول مع تأثير محدود لأصحاب المصالح (القوى الرأسمالية) لصانع القرار الأمر اختلف الآن _ فإن الغلبة في تحديد القرار هم أصحاب المصالح ( القوى الرأسمالية ) . لقد تراجع دور الدول في العمل لمصلحة المواطن و تقديم مصالح القوى الرأسمالية كأننا نرجع للوراء و نظام الليبرالية الكلاسيكية (دعة يعمل دعة يمر). 
هكذا الصراع الآن فعلى القوى الفكرية المؤمنة بالقومية و الهوية و المثل العليا في إعلاء الأغلبية في أن الفرد يعمل لمصلحة الكل و ليس العكس في أن الأغلبية تعمل للقوى الرأسمالية _ هذه هي الحرب الأن (على القوى الفكرية أن تعمل على توحيد القوى المجتمعية لنصرة الدولة).

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى