تاريخ الورق في كتاب جديد

كتب: د. محمد علي عطا

صدر عن دار أدب بالمملكة العربية السعودية ترجمة لكتاب “قصة الورق..تاريخ الورق في العالم الإسلامي قبل ظهور الطباعة”، تأليف جوناثان بلوم، وترجمة د. أحمد العدوي.
وعن أهمية الكتاب والدافع الذي دفع المترجم للعكوف على ترجمته ذكر أنه: قد حظي باهتمام كبير في الغرب، وفاز بعدة جوائز عالمية، منها جائزة شارلز روفوس موري لأفضلِ كتابٍ في تاريخ الفنِّ عام 2003، كما أن المؤلف قد اعتمد فيه على: أرشيفات أراغون، ووثائق الجنيزة، وروائع المخطوطات العربية والفارسية المحفوظة في مكتبات أوروبا وأمريكا؛ مما ساعده على الرصد الدقيق لتاريخ صناعة الورق في العالم الإسلامي وتطورها.
وعن محتواه ذكر المترجم أنه: “اعتنى بدراسة الآثار التي ترتبت على انتشار الورق وشيوعه، بدءًا من التغيير الجذري في طرق التفكير ونظم التدوين ولا سيما في علوم الرياضيات والجغرافيا وغيرها إلى التغييرات التي طرأت على الفنون والعمارة الإسلامية نتيجة استخدام الورق وسيطًا في نقل التصميمات والمخططات قبل تنفيذها. وكيف أدى استخدام الورق وسيطًا بمرور الوقت إلى فصم عرى التوحد التاريخي بين الحِرَفي المنفِّذ والفنَّان المصمم.
واستلزم استعراضُ بلوم لتاريخ الورق وآثاره على أصعدة الحياة الثقافية وغيرها من أوجه الحياة في القرون الوسطى حتى اختراع المطبعة، الدَّمج بين عدة علوم وتخصُّصات بينيَّة تطلَّبتها دراسة تاريخ الورق في العالم الإسلامي، فقد عرَض بلوم جوانب من التَّاريخ الإسلامي، مصحوبةً بجوانب أخرى من تاريخ الكتاب الإسلامي المخطوط، مختلطةً بلمحاتٍ أخرى من تاريخ التِّقنية، ممتزجةً بلمحاتٍ من تاريخ الفنون والعمارة الإسلامية، كل هذا في معينٍ واحد، فأخرج لنا عملًا شاملًا قلَّما نرى نظيرًا له. حتى قال بعض المستشرقين في وصفه: إن دراسةَ الورق الإسلامي بدأت على يد كاراباسك (Josef von Karabacek)، لكنها خطَت خطوةً مُهمَّةً على يدِ جوناثان بلوم. ووصف المستشرق المرموق ريتشارد بوليت هذا العمل بقوله: “كان بلوم -في ثنايا معالجته للثَّورة الثقافيَّة التي ترتَّبت على صناعةِ الورقِ- قادرًا على ربطِ الظواهر الثَّقافية بغيرِها في دراسةٍ أصيلةٍ تنتمي إلى تاريخ التَّقنيةِ. وعلى هذا النَّحو، ينبغي الاعترافُ بهذا العمل بوصفه إسهامًا رئيسًا في تاريخ التَّقنيةِ العالميَّة بوجهٍ عام. كما يستحقُّ جوناثان بلوم أن نرفعَ له القُبَّعة احترامًا وتقديرًا””.
جدير بالذكر أن أحمد العدوي، ترجم عدة كتب، منها: ترجمته لكتاب “المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام”، تأليف د. أسماء السيد، وصدر عن مدارات للأبحاث والنشر، والعديد من كتب البروفيسور جورج مقدسي، وكتاب “الطبري” تأليف فرانز روزنثال، وكتاب “الزواج والمال والطلاق في المجتمع المسلم في العصور الوسطى”، تأليف يوسف رابوبورت، وغيرها من الكتب القيمة.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى