عالم آخر

بقلم:أمل محمد أمين

ينقلك الفن إلى عالم آخر، إلى بعد مختلف من الحياة هذا ما شعرت به عندما زرت معرض الأشغال اليدوية الذي أُقيم مؤخرا في أرض المعارض بمدينة نصر الذي أضاف إلي  الكثير ..لقد رأيت فنًا راقيًا أبدعته أنامل بشرية من خامات بسيطة وبعض تلك المواد يعتبرها البعض نفايات ..قابلت”مريم التي تصنع الدمى المتحركة”الماريونت” من صناديق الرنجة – السمك المجفف- وعصيان المكانس القديمة، لتتغلب على مرضها وترسم السعادة على كل من يرى عرائسها الجميلة.. و”إسلام” القادمة من العريش تصنع ملابس وحقائب مبهرة من التطريزات السناوية الفريدة والتي لا نرى مثيلا لها في المدينة.
لقد امتلأ المعرض بقصص السيدات التي تغلبن على المرض والمحنة بالفن ..لتتحول الهواية من علاج إلى مصدر رزق ..
في عقلي دار السؤال ملحا كيف يمكن أن نتعلم التطريز، الرسم، الحياكة؟
وكانت الإجابة منهن لكي تتعلمي عليكي أن تحبي ما تمارسيه.
فالأمر يحتاج إلى صبر طويل ومثابرة..
مررت على أكثر من عارض وعارضة لأطرح نفس السؤال هل  توجد دروس او مدرسة لتعليم تلك الحرف اليدوية؟
وكانت الإجابة”لا” !!
لا أعرف لماذا يقام معرض سنوي للاحتفال بتلك الأنامل الذهبية، لكن لا يوجد مدرسة أو أكاديمية تتبع وزارة التعليم العالي لتعليم من لديه الرغبة والقدرة على الإبداع هذه المهارات.
ان الأعمال والحرف اليدوية ليست فن راقي ونادر لكن أيضا وسيلة مهمة للحفاظ على الهوية المصرية، فلماذا لا ننشئ سواء كمجتمع مدني أو حكومة مدرسة أو أكاديمية لتعليم تلك المهارات وتصنيفها للحفاظ عليها من الاندثار بل وتحويلها إلى صناعة هامة تميز بلادنا عن باقي الدول،  ان معظم الاعمال اليدوية يعتمد على خامات ومواد استخدامها يخدم البيئة ويساعد على ملء الفراغ النفسي لدى كل من يمارسها..
أتمنى أن أرى اليوم الذي تولد فيه تلك الاكاديمية وسأكون أول الملتحقين بها.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى