وزير شؤون القدس ..
فادي الهدمي : لن نقبل بسلخ القدس عن المحيط الفلسطيني

كتبت ماجي درويش

لا يجوز أن نكتفي بمواقف لا تفهمها اسرائيل ، بل لابد من موقف حاسم و متقدم ، وباسمي و باسم كل مقدسي في مختلف بقاع الأرض ، أطالب المجتمع العربي و الدولي بالوقوف معا جميعا من أجل التصدي للسياسة العنصرية و القمعية التي تتخذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المقدسيين . هكذا استهل حديثه الوزير المقدسي ” فادي الهدمي ” – وزير شؤون القدس و الذي أكد:” بايجاز شديد اسرائيل لا تريد للإنتخابات الفلسطينية  أن تكلل بالنجاح و نحن كفلسطينيون نعمل و نجتهد على أن يتم العرس الديمقراطي و لكن دون تقديم تنازلات و تحديدا فيما يخص ” القدس”  ، فالأمر دائما منتهى، و من المستحيل حتى عقب كل ما حدث سواء من خلال ما تدعى بصفقة القرن أو من قبل ادارة ترامب أن يتنازل فلسطيني واحد على هذه الارض عن ذرة تراب واحدة من القدس، و بالتالي لن نسمح أبدا أن يتم سلخ القدس عن المحيط الفلسطيني .. و ان كانت اسرائيل لم ترد بجواب واحد على اصرارنا و موقفنا الموحد ازاء العملية الانتخابية ، الا أن الرد جاء على الأرض و يوميا من خلال قمعها للشباب المقدسي ، الذي يحمل العلم الفلسطيني، بالاضافة الى اعتقالها للشباب و المرشحين للانتخابات ، لتكن بهذه الاعتداءات قد أرسلت جميع الرسائل القمعية بألا يمارس الفلسطيني حقه الطبيعي  في الحياة .

 كما أضاف الهدمي :” الإعتداء السافر من قبل قوات الاحتلال الذي تعرض اليه أهالينا في القدس يضرب بعرض الحائط جميع القوانين الدولية ، و يؤكد أن هناك نية للتصعيد أيضا من قبل اسرائيل ، و اليوم نشهد جميعا الاحتفاء بليلة القدر و هي ليلة على المحك لاثبات النية الاحتلالية ، كما أن هناك دعوات في ليلة الثامن و العشرين من رمضان لأفواج من المستوطنيين بالتواجد في باب العمود  و جميع أزقة و أحياء القدس و هو ما ينذر في نهاية أيام الشهر الفضيل  بأن الاسرائيلين مستمرين في هذه السياسة القمعية و في اللحظة التي نتحدث فيها هناك حملة اعتقالات واسعة تستهدف جميع الشباب المقدسي و هو ما يؤكد استمرارية لهجة  التصعيد و الغطرسة الاسرائيلية المباشرة ، فهناك تقريبا مئتي و خمسة من الجرحى ، يعانون من اصابات بالغة ، هناك من فقدوا أعينهم و البعض يعاني كسور في الجمجمة ، فالاعتداء هذه المرة ممنهج و هو ما بدا واضحا من خلال تركيز قوات الاحتلال على اصابة الجزء العلوي من الجسم و تحديدا منطقة الرأس.

و يواصل الهدمي حديثه مؤكدا :” في هذا الاطار ينبغي الاشارة الى التصعيد الذي يشهده حي الشيخ جراح و الذي يتضح من خلاله نوايا قوات الاحتلال الاسرائيلي و التي تسعى لتنفيذ مخططها بتهجير نحو ثمانية و عشرين منزل لعائلات مقدسية ،  في مخالفة صريحة للقانون الدولي ، و نحن نترقب الآن قرار المحكمة يوم الاثنين سواء بقبول الاستئناف الذي تقدم به أهالي الشيخ جراح أو رفضه ، للتعامل مع النتائج المترتبة و التي قد تسفر عن اخلاءهم  لمنازلهم .

في السياق ذاته اشار الهدمي :” من جهتي كان لي شخصيا تواصل على مدار الاسبوعين الماضيين مع العديد من الفاعلين بالمجتمع الدولي سواء كان قنصل فرنسا ، و بريطانيا ، و ألمانيا ، و أيضا ممثل الاتحاد الأوروبي  ، و تم بالفعل  تسليم خطابات رسمية للمطالبة بالمساعدة في إلزام إسرائيل بأن يكون هناك إنتخابات في إسرائيل ترشحا و انتخابا و ايضا فيما يخص العملية الدعائية على الارض ، و لكن رغم هذا مع الأسف استمرت اسرائيل في ممارساتها القمعية و على رأسها عدم السماح بممارسة السيادة الفلسطينية و الديمقراطية في قلب مدينة القدس.

و هنا أود أن أبعث برسالة للعالم أجمع :” ستظل القدس هي كلمة السر و البداية و النهاية ، هي ما تتكسر على صخرتها كل المؤامرت ، و ها هو التاريخ الفلسطيني المعاصر شاهد على كل المفترقات ، التي ستظل بدايتها و نهايتها هي ” القدس ” ، التي ستظل عنوان الوجود الفلسطيني ، و النضال لا يمكن أن يكلل إلا من خلال بوابة القدس . و اخيرا فيما يخص الموقف العربي و الدولي أكد الهدمي :” هناك تواصل مع جميع الاشقاء العرب و الجهات الدولية و لكن في المقابل هناك أيضا تسارع في وتيرة الأحداث على الأرض و اليوم و غدا كما ذكرت ستكون احياء ليلة القدر بالمسجد الاقصى في حضور الألاف من المقدسيين و بالتالي ما نأمله هو توحيد الموقف العربي و مساندة المجتمع الدولي للوقوف في وجه دولة الغطرسة ، فبينما يعاني العالم بجميع دوله من الأثار الناتجة عن وباء الكورونا تجدنا في القدس نواجه صامدين الى جانب وباء الكورونا وباء الاحتلال بكل تجاوزاته التي تزيد دائما من صعوبة الواقع .”

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى