وقف إطلاق النار باليمن سعودياً..مطالب وتحديات

تقرير – محمد البسيونى

استبعد محللون وخبراء أن يؤدي مقترح السعودية لـ”وقف شامل لإطلاق النار” في اليمن، إلى وقف العمليات القتالية، لا سيما أن جماعة “أنصار الله” سارعت إلى رفضه.

وصرحت الحكومة السعودية في بيان أن المملكة التي تدخلت عسكريا في اليمن منذ 2015 على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة المعترف بها دوليا، قدمت هذا العرض ضمن مبادرة تنص على “وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة”.

ورفضت جماعة “أنصار الله” الاقتراح، مذكرين “دول العدوان بوجوب إنهاء عدوانها بشكل شامل ورفع الحصار بشكل كامل”، بل وهاجمت الجماعة مطار أبها في المملكة مجددا اليوم بطائرة مسيرة فيما يبدو لتأكيد رفضها.

غير أن بعض المحللين يعتبرون أن السعودية تسعى من خلال العرض لإظهار “أنصار الله” على أنها الطرف “المعتدي”.

هل يبدل المقترح الوضع؟

لا يغير المقترح أي شيء ما دام أنه لم يلق قبولا من “أنصار الله” التي رفضته مؤكدة أن “لا شيء جديدا” فيه.

وعرضت المملكة ضمن مبادرتها تخفيفا جزئيا للحصار البحري والجوي الذي تؤكد أنه ضروري لمنع تهريب الأسلحة إلى الجماعة من إيران، بحسب المباردة.

ويتضمن المقترح خطة لإعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة، وتخفيف الحصار على ميناء الحديدة غرب اليمن.

وكان قادة الجماعة جعلوا من فتح كل المجالات الجوية والبحرية في اليمن، وهي تحت السيطرة السعودية، شرطا أساسيا لأي حوار.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري “يبدو أن المقترج السعودي يعزز فكرة أنه يتوجب على الجماعة اليمنية تقديم تنازلات هنا. وهذا لن يلقى استجابة من المفاوضين في صنعاء”، وفقا لوكالة فرانس برس.

وبحسب سالزبري فإن “رد قادة الجماعة كان واضحا: يقولون إنه عرض قديم وإنهم كانوا واضحين في موقفهم- إزالة كافة العوائق على الحركة في الحديدة ومطار صنعاء”.

لماذا يأتي المقترح الآن؟

تواجه السعودية ضغوطا عسكرية شديدة، فـ”أنصار الله” يشنون هجمات شبه يومية بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة، منها ما يستهدف منشآت الطاقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بحسب “فرانس برس”.

ويدعم التحالف بقيادة السعودية القوات الموالية للحكومة سعيا لصد هجوم قوات الجماعة باتجاه محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي تعد آخر معقل للحكومة في شمال اليمن.

ويرى الأستاذ في جامعة أوتاوا الكندية توماس جينو أن “السعودية تخسر الحرب، وتريد مخرجا”.

ويشير جينو إلى أن مسلحي الجماعة اليمنية “يسيطرون الآن على الأرض، لذا لا يجب توقع مرونة من جانبهم”.

 ويأتي المقترح السعودي الأخير على الرغم من فشل وقف إطلاق النار المؤقت من جانب واحد الذي أعلنه التحالف في نيسان/أبريل الماضي في إطار جهود التصدي لوباء كوفيد-19، بحسب الوكالة.

ويقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية كيسي كومبز إنه “على غرار وقف إطلاق النار في 2020، فإن (السعودية) تقدم نفسها كساعية للسلام (دون) الخضوع لمطالب الجماعة”.

وأضاف “مع العلم التام بأن مسلحي الجماعة سيواصلون القتال من أجل مأرب وإطلاق الصواريخ (على المملكة)، تراهن السعودية على أن تصور هذه الخطوة الحوثيين على أنهم المعتدون”.

ماذا بعد؟

يتوقع سالزبري “المزيد من الكلام والمزيد من الهجمات الجوية عبر الحدود وهجمات باصواريخ والطائرات المسيرة والقتال على الأرض”.

وأضاف “نحن في فترة تقوم فيها كل الأطراف باستخدام كل الأدوات المتاحة لهم لتحسين موقفهم التفاوضي”.

وكان مسؤولون سعوديون اعترفوا بالسابق بانخراطهم في اتصالات مع “أنصار الله” عبر قناة خلفية.

وسحبت الولايات المتحدة دعمها لعمليات التحالف الذي تقوده السعودية، بينما تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب. وأكدت مصادر لفرانس برس ان المبعوث الأميركي تيموثي لاندركينغ قام بالاتصال مع المتمردين في سلطنة عمان الشهر الماضي.

ويشير سالزبري إلى أن “الخبر الجيد هو أن (الأطراف المتحاربة) تتفاوض”مضيفا “الخبر السيء هو أن الكثير من الامور السيئة يمكن ان تحدث مثل ضربة جوية او صاروخية عن طريق الخطأ قد تقوض العملية برمتها”.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى