رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون المصري يكشف كلمة السر لإذاعة «بيان 3 يوليو» والساعات الأخيرة في حكم الاخوان

تصوير محمد يونس حوار احمد الاشعل

بعد سبع سنوات من قيام ثورة ال 30 من يونيه عام 2013 يمكن النظر اليها ليس فقط لأنها ثورة اسقطت حكم الظلام والظلاميين ولكنها ايضا انقذت مصر والمصريين من الدخول الى نفق مظلم كاد ان يجعل من مصر الدولة الداعشية الأولى في الشرق الاوسط .

وأقولها بكل ثقة ان عملية الانقاذ هذه ما كانت ستتم  لولا عناية الله وقواتنا المسلحة الباسلة التي تدخلت في الوقت المناسب وفي اللحظات الحاسمة وقررت الوقوف الى جانب إرادة الجماهير التي خرجت الى الشوارع والميادين بالملايين في كل محافظات مصر  مطالبة بسقوط حكم المرشد وعزل رئيس  جاء  بالصدفة في لحظة ضبابية سيأتي يوم ويكشف التاريخ عن ملابساتها .

بهذه الكلمات بدأ الاعلامي ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار في التلفزيون المصري كلماته في مجموعة  مقالات له بعنوان رؤية مختلفة لثورة 30 يونية ومع هذه الذكري انفردت بوابة العرب الاخبارية بحوار مع رئيس قطاع الاخبار السابق بالتفزيون المصري وقد تم تصوير هذا اللقاء في مارس 2017

وكان الصياد شاهدا على ثلاث مراحل سياسية مهمه في تاريخ مصر وهي

1-حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة

2- حكم الاخوان وقيام ثورة ال 30 من يونيه

3-عزل مرسي في 3 يوليو عام 2013

 تولى الصياد رئاسة قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري في إبريل 2011، بعد 3 أشهر من قيام ثورة 25 يناير، موضحا أن الفترة كانت صعبة

كواليس رفض مرسي وشفيق المناظرة علي التلفزيون المصري

قال الاعلامي ابراهيم الصياد أنه في الفترة بين عامي 2011 و2013 تعاملت مع ستة وزراء للاعلام منهم إثنان هما اللواء طارق مهدي الذي اشرف على وزارة الاعلام واتحاد الاذاعة والتليفزيون بتكليف من قبل المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمدة 50 يوما فقط عام 2011  لم يغادر خلالها مكتبه وخلق مساحة تفاهم مع العاملين واللواء أحمد انيس الذي تولى وزارة الاعلام  عام 2011 و 2012 في حكومة د. الجنزوري منها فترة ثلاثة أشهر اثناء حكم الاخوان واتصور ان نجاح انيس استند الى خبراته السابقة عندما كان رئيسا للشئون المعنوية بالقوات المسلحة ثم كان وكيل أول وزارة الاعلام لسنوات وهو منصب مهمته الاشراف على ديوان الوزارة ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن قطاعات مبنى ماسبيرو  . نعود الى المرحلة السابقة لبداية حكم الاخوان .

عرضت على اللواء انيس خطة التغطية الاخبارية لانتخابات الرئاسة عام 2012 ووافق عليها حيث اعطينا كل مرشح في المرحلة الأولى نصف ساعة يشرح فيها برنامجه ويقدم فكره المواطنين من خلال برنامج مسجل وتعاملنا بشكل محايد مع الجميع شكلا وموضوعا بمعنى خصصنا ستديو بديكور واحد واضاءة ثابتة لكل المرشحين والتزم المخرج بكادرات واحدة اي سيناريو واحد للبرنامج.

ولم انزل لاستقبال  في الاستديو ايا من المرشحين عدا إثنين جاءا الى مكتبي للسلام علي هما د. محمد سليم العوا وحمدين صباحي وهذا الاخير كان زميلا وصديقا لي أيام الدراسة بجامعة القاهرة في السبيعنات .

وفي المرحلة الاولى من الانتخابات حصل أحمد شفيق ومرسي على اعلى الاصوات وكان ضمن خطة التغطية اجراء مناظرة بينهما على الهواء قبيل اجراء انتخابات المرحلة الثانية  نتجنب فيها الاخطاء التي وقعت فيها مناظرة  عمرو موسى و د. عبد المنعم أبو الفتوح التي انتجتها احدى القنوات الفضائية الخاصة في المرحلة الأولى. وناقشت مع وزير الاعلام اجراءات التنفيذ ورشح لي الصحفي مصطفى بكري لادارة المناظرة الذي اتصلت به واستقبلته في مكتبي وطلبت منه الاستعداد لاجراء المناظرة وكانت المشكله هي الحصول على موافقة المرشحين مرسي وشفيق والتقيت بوفدين من حملة كل منهما وفد حملة مرسي وهم د. ياسر علي والصحفي محمد عبدالقدوس والصحفي صلاح عبدالمقصود واقنعتهم باجراء المناظرة التي سنوفر لها كل الشروط المهنية ولكنهم تحفظوا على المرشح لادارة المناظرة كما عقدت اجتماعا مماثلا مع وفد حملة شفيق ولم يكونوا شخصيات معروفة وبعد أيام قليلة اتصل بي مسئولا الحملتين وقالا ان شفيق ومرسي  رفضا اجراء المناظرة وابلغت وزير الاعلام بما تم

توالي الإخوان حكم مصر

وعن توالي جماعة الإخوان حكم مصر وبعد عدة أيام من تسلمه مهام منصبه طلب مرسي عقد لقاء مع إلاعلاميين والصحفيين في مقر الرئاسة بمصر الجديدة وقال الصياد  ذهبت الى قصر الاتحادية وحاول مرسي ان يكسب كل الأطراف وأدعى انه لم يعد  منتميا لتنظيم الاخوان  وإن كان سيظل فكره متعاطفا معهم وهذا حقه على حد قوله وطلب من الاعلام الالتزام بنشر الحقائق و ابراز الرأي والرأي الاخر

وأضاف الصياد كنت اجلس في الصف الاول ولاحظت ان فريق البروتوكول والمراسم لم يتسلم الرئيس الجديد بعد  وذلك من خلال ادائه العشوائي وملابسه اذ كان احد ازرار جاكت البدلة  مقطوعا !!!

لكن سرعان ما تركت حالة التفحص هذه وحاولت التركيز فيما يقوله لكن إنتهى الاجتماع وطلب ياسر علي مني شرائط الاجتماع لاطلاع الرئيس عليها وأصبحت عادة مرسي بعد ذلك يتحدث ثم يشاهد نفسه ويطلب عمل مونتاج في بعض اللقطات التي لا تعجبه . ومع مرور الأيام لم يعد خافيا على احد ان مشكلة الاخوان الحقيقية ظلت عدم الثقة في الاخرين وكانت الخطوة الأولى عندما  قرروا انشاء تليفزيون خاص بهم بالتوازي مع التليفزيون المصري

إعفاء  حكومة كمال الجنزوري وتكليف هشام قنديل بتشكيل حكومة

في اغسطس 2012 تم اعفاء حكومة د. كمال الجنزوري وتكليف د.هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة وقال الصياد كان واضحا ان الاخوان بعد ثلاثة أشهر تقريبا من تولي محمد مرسي قد قرروا احكام سيطرتهم بوضع رجالهم في المناصب الرئيسية والدفع بعيونهم وبصاصيهم الى كل مؤسسات الدولة ويرجع ذلك الى فشل الرئيس  في المائة يوم الأولى من ولايته في حل 7 مشكلات جماهيرية كان في بداية حكمه  قد قطع على نفسه عدة وعود لتحقيقها في المائة يوم الأولى للحكم، كان أبزرها مشكلات المرور والوقود والأمن والخبز والنظافة، إلا أنه كعادة “جماعة الإخوان” منذ نشأتها دائما ما تتنصل من وعودها، حيث سرعان ما تبخرت تلك الوعود، لتقدم دليلا مبكرا على فشل حكمهم وتفضح مخطط إسقاط الدولة المصرية عبر سياسات وقرارات تأكد فيما بعد أنها كانت ممنهجة.

وقال رئيس قطاع الاخبار رأيت ان على الاعلام الرسمي فتح ملفات هذه المشكلات وطلبت من معدي ومقدمي البرامج التركيز عليها واستضافة المتخصصين من كل التوجهات السياسية لطرح بدائل واقتراحات حلها ولكن لم يستفد النظام من الحوار المجتمعي الذي اداره التليفزيون المصري وراديو مصر واخبار الاذاعة وقناتا النيل الأخبار والنيل الدولية في ذلك الوقت  بمهنية ودون ضجيج

وأضاف الصياد عندما حان وقت التغيير طال وزير الاعلام المهني الهادئ اللواء أحمد انيس واستبدل بوزير اعلام اخواني جاءوا  به من الظل  وكان تجسيدا حيا للقصور في رؤية هذه الجماعة لدور الاعلام وفي لقائنا الاول طلب صلاح عبد المقصود وهو صحفي لم اقرأ له يوما خبرا او مقالا وتعرفت عليه أول مره في مكتبي عندما جاء مع وفد حملة مرسي الانتخابية لمناقشة موضوع اجراء مرشحهم مناظرة أمام المرشح المنافس أحمد شفيق اقول طلب عبد المقصود اعطاء الفرصة لكل الاراء كي تعبر عن نفسها وقلت لنفسي  انها بداية جيدة لكن سرعان ما اكتشفت انه جاء لمهمة محددة اخونة الاعلام الرسمي فهل استطاع وزير الاعلام ان ينجح في تحقيق هذا الهدف

اللحظات الأخيرة في حكم الاخوان

وعن اللحظات الاخيرة في حكم الاخوان وقبل إنطلاق مظاهرات 30يونية قال رئيس قطاع الاخبار يوم 28 يونية وافق  يوم جمعة و نقل صلاة الجمعة مسئولية البرامج الدينية بقطاع التليفزيون إلا اذا كان رئيس الجمهورية حاضر الصلاة يصبح النقل مسئولية قطاع الأخبار ولاحظت انه تم تحريك سيارتين للنقل الخارجي لاذاعة صلاة الجمعة من مسجد رابعة بمدينة نصر حيث توجد حشود ضخمة لانصار جماعة الاخوان وهي التي تحولت الى اعتصام بعد ذلك و كنت أفضل في الاحداث السريعة والخطيرة ان يتم النقل بوسائل خفيفة الحركة مثل اجهزة البث المحمولة المعروفة بإسم تي ڤي يو أو سيارة جيمي جيب التي تحمل اجهزة SNG وهو الاسم المختصر لوحدة جمع الأخبار بالاقمار الصناعية Satellite News Gathering أو حتى باي هاتف نقال ذكي محمل عليه تطبيق النقل الحي حيث من يعمل في الأخبار يهمه بالدرجة الأولى الحصول على الخبر بسرعة بغض النظر عن جودة الصورة . في هذا اليوم جرى نقل صلاة الجمعة وتولى فريق من الأخبار بعدها التغطية لحشود رابعة وكانت لدينا مصادر اخرى من ميدان التحرير وقصر الاتحادية ومحيط وزارة الدفاع وجامعة القاهرة بالجيزة ومسجد القائد ابراهيم وسيدي جابر بالاسكندرية وكل محافظات مصر تقريبا كانت الاحداث تتطور بسرعة ولم يكن الجمعة 28 يونيه الا بروڤة جنرال لاحداث يوم الاحد 30 يونية ولاحظت ان سيارتي الاذاعة الخارجية لم تعد الى مبنى الاذاعة والتليفزيون عقب انتهاء البث المباشر من ميدان رابعة وطلبت فريق قطاع الأخبار التوجه الى هناك صباح يوم السبت 29 يونيه ولكن جاسوس اخوان الشيطان في ماسبيرو -كما سماه مدير راديو مصر ماهر عبد العزيز – وكما قلت سابقا انه طرد من ماسبيرو ولم يعد فتمركز في رابعة واخذ يتدخل في عمل فريق النقل هناك برئاسة المخرج ايمن الحبال وطلبت الهدوء وضبط النفس حيث ستكون الساعات القادمة في منتهى الخطورة

اللحظات الفاصلة في تاريخ مصر بيان 3  يوليو

يقول الاعلامي ابراهيم الصياد الاحد الثلاثون من يونيه عام 2013 يوم كان فيه المصريون على موعد مع القدر لإنقاذ الوطن من المضي في نفق مظلم ستكون عواقبه وخيمه

اذا استمر الاخوان في الحكم لا قدر الله لسنة اخري

*سياسة مرتبكة بلا رؤيه داخلية وخارجية ومشروع للنهضة لم يكن سوى كلام مرسل فشل بعد المائة يوم الأولى لحكم مرسي

واقتصاد اصبح  على حافة الافلاس ونقص حاد في السلع والخدمات

ومجتمع يتنازعه الاستقطاب وتشويه متعمد  للتاريخ بشكل تآمري

وعودة ارهابيي الثمانينات والتسعينات الى الصورة مصر أصبحت تابعة بعد  ان كانت قائدة

وبات هناك تفكير جدي لبيع مصر  وتقسيمها وفق خطة الفوضى الخلاقة وتراجع فكر الالتئام بين المصريين

وسيطر فكر غريب يقوم على العنصرية والتمييز بين من هو ينتمي للاخوان ومن لا ينتمي لهم ولهذا كان لابد من التغيير في اقرب وقت! الشارع المصري اصبح في حالة مخاض وامهلتهم القوات المسلحة ولم يستجيبوا وسدوا آذانهم عن كل نصح ولم يسمعوا غير صوت مكتب الارشاد !

كانت التعليمات تاتيهم على مدار الساعة من تنظيمهم في لندن ومن يحركونهم في استطنبول والدوحةوأضاف

ومن دراسة الموقف على النحو المتقدم اتخذ اعلام الشعب قراره بالانحياز الى الجماهير وسقطت خلال ساعات شرعيتهم المزعومة  لأن الشعب قد لفظهم ولم يكن هناك طريق آخر لهم غير الرحيل!

كنا نقسم الشاشة لنقل   الحدث الكبير على الهواء في كل المحافظات اكثر من 30 مليون مصري قالوا لا للاخوان خرجوا في مظاهرات عارمة فيما   تمركز انصار الاخوان  في ميدان رابعة وشارع نهضة مصر بالجيزة وتم تصوير جوي بشكل توثيقي لكل المظاهرات في القاهرة والاسكندرية والمحافظات ونقلت شبكة المراسلين تفاصيل الحدث الكبير الذي أصبح ثورة شعبية ايدتها القوات المسلحة.

وكان من المتوقع استمرار المظاهرات خلال الأيام التالية وتركت هاتفي مع السكرتارية الخاصة للتفرغ بهدوء  لادارة الموقف وعدم الرد  على الاخوان الذين كانوا في وضع لا يحسدون عليه! .

يوم الاثنين 1 يوليو ظهرا اخبرني المخرج ايمن الحبال انه قد تم طرد فريق العمل التابع للقطاع من عربات الاذاعة الخارجية برابعة وهي سيارتان كادتا ان تتعرضا للاتلاف الغريب ان الصورة ظلت تُستقبل في ماسبيرو معنى ذلك ان هناك من استولى على السيارتين ونقلت قناة الجزيرة صورة مباشرة من رابعة وتبين ان فنيين تابعين للاخوان وقناة الجزيرة حصلوا على شفرة البث ولم تعد عرباتنا تابعة لنا ! وجاءت الى هاتفي رسالةنصية يوم الثلاثاء 2 يوليو  يطلبوني في اعلام الرئاسة الى اجتماع عاجل يوم الاربعاء الساعة الواحدة ظهرا في قصر القبة طبعا لم ارد عليهم حيث ولم يكن هدف الاجتماع حسب وجهة نظري سوى  التخلص مني واكد ذلك ماهر عبد العزيز مدير راديو مصر حيث اخبره احدهم ان حسابهم معي بعد 30 يونيه

طبعا لم اهتم بالتهديدات ولم اذهب الاجتماع خاصة ان وزير الاعلام حضر الى مكتبه وجمع اوراقه واغراضه وغادر المبنى الى غير رجعه عصر 2 يوليو ويوم الاربعاء 3 يوليو استيقظت مبكرا حيث كنت اقيم في مكتبي ولم اعد لبيتي منذ اكثر من أسبوع وكنت على علم منذ الصباح ان اجتماعا  سوف يعقد اليوم ويعقبه بيان مهم

وكان السؤال هل هو هواء ام مسجل ؟ ومتى سيذاع؟ لم تكن هناك معلومات واضحة حتى تاكدت ان هناك بيانا مسجلا سيذاع في الوقت المناسب وكانت كل لحظة تمر علينا بسنة واي موقف غير محسوب أو خيانة من داخل المبنى أو خارجة ستقلب الموازين حتى دقت الساعة التاسعة مساء موعد نشرة الأخبار ودقت معها كل قلوب المصريين وجاء الشريط وفي سرية تامة تم تسليمة لفني ستديو 11 وقدم الزميل عمرو الشناوي وهو كان مذيع النشرة  بيان القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وضمت على التليفزيون المصري شبكات الاذاعة وجميع القنوات الفضائية الخاصة وكل قنوات العالم وتمت الاستجابة لنداء جماهير الشعب المصري وسقط حكم الاخوان

عند هذه اللحظة شعرت بالفخر وانا بين زملائي لاختم مشوار 38 عاما بانتصار مهني ووطني يتوج حياة أي مصري وهب حياته من اجل الوطن

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى