بشائر الخير فى نسختها الثالثة .. لا يزال الخير مستمرا

بقلم د. رانيا ابو الخير

فى خضم ازمة لا تزال تداعياتها مستمرة صحيا واقتصاديا وبشريا، جاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروع التطوير الحضارى بمنطقة غيط العنب بمحافظة الاسكندرية فى نسخته الثالثة ليعطى مزيدا من الامل والنجاح أمام الشعب المصرى، وليؤكد على ان بناء الدول والاوطان لا يمكن ان يتوقف مع ازمة بحجم ازمة فيروس كورونا التى عطلت اقتصاديات دول كبرى واغلقت مشروعات عدة، إلا ان السياسة المصرية فى تعاملها مع الازمة منذ بدايتها تميزت عن سياسات دول كبرى بعضها اخفى الحقائق فتفاقمت الازمة وبعضها تهاون فيها فتفاقمت الازمة أيضا. أما من ادرك منذ البداية خطورتها وتعاملها معها بمعدل تصاعدى طبقا لمسيرة تطورها نجح فى تقليل الخسائر وتحمل التكاليف.

ومن ثم، عقب انقشاع الازمة وعودة الحياة الى طبيعتها كما هو متوقع فى منتصف يوليو القادم طبقا للتقديرات المطروحة، فإنه من المهم أن يعرف الجميع ما قامت به الحكومة المصرية فى إدارتها المتميزة لازمة عالمية متفاقمة.

وبعيدا عن الازمة وادارتها وعودة إلى المشروعات الحضارية التى تتبنها الدولة المصرية منذ ست سنوات، يمثل مشروع بشاير الخير- 3 نموذجا جديدا للنماذج التنموية التى تعكس الرؤية الشاملة للادارة المصرية فى كيفية تطوير المناطق السكنية غير الامنة والخطرة، إذ يضم المشروع قسمين: الاول إسكانى تبلغ مساحته 105 افدنة تضم 200 عمارة سكنية و10 آلاف و624 وحدة سكنية ليستفيد منها أكثر من 50 الف مواطن. والثانى استثمارى تبلغ مساحته 30 فدانا ويضم مشروعات تجارية وخدمية عديدة.

فضلا عما سبق يحمل هذا المشروع عديد الدلالات واجبة التسجيل، الاولى، ان المشروع يعد تطبيقا عمليا لاستراتيجية التنمية المستدامة التى تتبنها الدولة المصرية بتعديلاتها المستمرة طبقا لحجم الانجازات والنجاحات المحققة. والدلالة الثانية، أنها عكست حجم التعاضد المجتمعى مع الدولة إذ لعبت مؤسسات المجتمع المدنى مع اجهزة الدولة دورا مهما فى انجاح مثل هذه المشروعات، وهو ما يعكس حجم الثقة التى توليها الدولة لهذه المؤسسات شريطة ان تكون جادة فى عملها وتحمل اجندة وطنية فى أداءها. اما الدلالة الثالثة فقد جاءت من عنوان المشروع ذاته، فكلمة بشاير تعنى بدايات بمعنى أن مثل هذه المشروعات هى نقاط انطلاق نحو المزيد منها، يؤكد على ذلك رقم 3 الذى حمله هذا المشروع إذ يذكر ان هناك سلسلة من هذه البشاير لا تزال تخطيطها والعمل فيها مستمرا.

نهاية القول إن الدولة المصرية بقيادتها السياسية القادرة على تفهم حقائق الواقع وقراءة متطلبات المعاصر وتحديات المستقبل، تخوض معارك عدة بعضها سياسى وبعضها امنى/ عسكرى، وبعضها اقتصادى/ تنموى، وأهمها انسانى، إذ يأتى الاهتمام برأس المال البشرى فى اولوية كل المشروعات القومية التى تقدم عليها الدولة ايمانا بأن الانسان المصرى كما هو اداة التنمية فهو مقصدها ايضا.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى