وكالات: الصومال: معرض فنيّ يستثمر بطاقات الشباب

دشّن فنانو الصومال، معرضًا للإبداعات، بغية استثمار الطاقات والمواهب الفنيّة والابداعيّة عند الشباب الصوماليّ ويهدف معرض الإبداعات إلى تنمية مواهب وأفكار الشباب، وإيجاد فرص عمل لهم من خلال دعم مشاريع تجارية صغيرة، للمساهمة في تقليص نسبة البطالة، البالغة نحو 75% في بلد تتجاوز نسبة شبابه 70%.

ويسعى القائمون على المعرض السنوي للإبداعات، إلى إيجاد بيئة تُحفّز الشباب لإطلاق مواهبهم وأفكارهم، وصرفهم عن الصراعات الداخلية التي يعانون منها حتى اللحظة. وعانى الصومال من فوضى واضطراب أمنيين واقتتال قبلي وفساد وتدخلات أجنبية وأزمات جوع متكررة، منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991. ودفع الشباب الثمن الأكبر، وانعكس ذلك بشكل كبير على ارتفاع مستويات البطالة.

بداية التحوّل

صرّح المشرف العام على المعرض سياد محمود شري، أن “الفعالية تمثل نقطة تحول بالنسبة للشباب، من خلال تشجيهم وإثارة طاقاتهم الكامنة لتقديم مواهب وأفكار بما يعود بالنفع على الشباب وبلدهم”. الذي أقيم يومي 19 و20 شباط/ فبراير الجاري، وأضاف شري “إن المعرض ركز خلال العام الجاري على ثقافة الإبداعات، بمشاركة مئات الشباب وأكثر من 20 شركة محلية، بينها شركات ناشئة تأسست بفضل إبداعات شباب صوماليين.”

وأشرف على تنظيم المعرض للعام الثاني على التوالي، لجنة شبابية مستقلة من خريجي جامعات، بالتعاون مع بلدية مقديشو. وضمت النسخة الثانية زوايا عديدة متباينة، تمثلت في الإبداعات الثقافية والفنية، ومنها الغناء والرسم والكتابة، إضافة إلى الأفكار التجارية المميزة.

شحذ الأفكار

قالت مساعدة عمدة مقديشو للسياسة والشؤون الاجتماعية بسمة عامر أحمد، إن “نسبة البطالة المقلقة أثرت سلبًا على حياة الشباب وإبداعاتهم”. وأضافت أن المعرض شكّل وسيلة لدفع الشباب إلى أحضان الثقافة والإبداع، بعيدًا عن المشاكل التي قد تخلق البطالة. وتابعت أن “بلدية مقديشو تعمل بكل طاقاتها على توفير فرص عمل للشباب، عبر دعم مشاريع تجارية ومواهب وإبداعات، للمساهمة في تكوين شباب يحملون هم وطنهم، ويساهمون في استقراره”.

ووفرت بلدية مقديشو العام الماضي، ألف فرصة عمل للشباب، في محاولة لدمج الشباب في المؤسسات الحكومية وتقليص نسبة البطالة في بلد يبلغ عدد سكانه قرابة 12 مليون نسمة.

إبداعات صوماليّة

شهد المعرض مشاركة قوية من جهات مانحة وشركات وبنوك محلية، بهدف دعم الأفكار التجارية المتميزة، عبر تقديم قروض لمدة تتراوح بين سنة وسنتين، للمساهمة في إيجاد فرص عمل لعشرات الشباب.وعززت مشاركة الفنانة التشكيليّة، فاطمة أويس، إرادتها بتطوير موهبتها في الفن التشكيلي.

وقالت فاطمة، وهي تبحث عمن يدعم موهبتها “إنني سعيدة للغاية لمزاحمتي الرجال في هذا الفن الذي كان حكرًا عليهم، ليعرف الجميع أن المرأة تشارك في جميع مناحي الحياة”. وعرضت فاطمة خلال المعرض، صورًا تعبر عن المأساة التي مر بها الصومال، وجانبًا من الحياة الاجتماعية وصور قادة البلد، في محاولة لوضع أناملها في جميع زوايا الحياة الصومالية.

وتخللت المعرض ورشات عمل شارك فيها شباب موهوبون عرضوا نماذج من إبداعاتهم وتحدثوا عن كيفية تطويرها، وناقشوا مع الجمهور حيثيات الأفكار التي تم عرضها.وقال النائب في مجلس الشعب زكريا حاج عبدي، إن “المعرض أثار حماسة الحضور وأطلق طاقات الشباب، وحان الوقت للكشف عن جوانب الإبداع لدى كل فرد”.  وشدّد عبدي، خلال المعرض على أن “دعم تلك المواهب والأفكار قد يساهم في ازدهار البلد على أكتاف شبابه”.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى