بقلم الدكتور عيسى محمد العميري “كاتب كويتي”
إذا أردنا أن نؤرخ لمسيرة الخير والعمل الإنساني من تاريخ الكويت.. فلابد لنا هنا من أن نذكر سمو الشيخة مرايم الخير.. فهي للخير عنوان.. وعنوان الخير لأفضل رائدات العمل الخير في الوطن العربي لعام 2019م.. تلك السيدة الفاضلة التي مدت أيادي الخير البيضاء في العديد من البقاع والمواطن العربية من المحيط للخليج.. بدءاً من اليمن ومروراً بجمهورية مصر العربية وبلدانا أخرى في هذا الوطن الكبير.. حتى أوصلت سمعة الكويت في مجال العمل الخيري لتلك البلاد والشعوب المحتاجة والتي تلهج بالشكر والعرفان لما قامت به هذه السيدة من أعمال تخفف بها على تلك الشعوب بكل ما أوتيت من قدرات وإمكانات ورفعت اسم بلدها الكويت في المحافل العربية وذلك من منطلق حرصها لمساندة من يستحق المساعدة في الإنسانية بالدرجة الأولى وبعيداً عن أي بروز اعلامي أو عرض لايلبث أن يتهاوى بزوال المناسبة!.. وتأكيداً لمضمون مقالنا هذا نسرد استضافة مرايم الخير لأيتام قرية صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أندونيسيا وذلك بمنزلها بدولة الكويت.. في بادرة إنسانية كان لها وقع وأثر كبير في نفوس أولئك الأيتام ومنحهم الإحساس بأنهم ليسوا وحيدين في هذا العالم على الرغم من أنهم أيتام فبوركت جهود مرايم الخير وحفظها الله وأدامها ذخراً للأيتام وغيرهم من المحتاجين والمساكين.. تلك الجهود التي تثلج الصدر وتمنح الشعور بوجود شخصيات مثل شخصية سمو الشيخة المنشغلة بالكامل للعمل الخير والإنساني في جميع أنحاء المعمورة.. فاستحقت لقب سيدة العرب بكل حق.. فقدمت المساعدات والتبرعات الخيرية للقاصي والداني ودون اعتبار لأي جنس أو لون أو دين أو أي اعتبارات أخرى بعيدة عن الشعور الإنساني الحقيقي ووقوف الإنسان بجانب أخيه في المحن والمواقف الصعبة للمساعدة وتقديم الخير بجميع أوجهه..
إن الحديث عن سمو الشيخة مرايم الخير يطول ولن توفيه كلماتنا المتواضعة هذه من هذا المقام.. حقه الذي يعبر عنه.. ولن يعبر عنه مهما اختصرنا أو فصلنا بالحديث عنه.. فأعمالها الخيرية تتحدث عنها بكل جوانب الحياة الإنسانية.. ونقول بأن أحد الصفات الطيبة لسمو الشيخة بأنه على الرغم من أنها تعد من أبناء العائلات سليلة الحسب والنسب إلاّ أن هذا الثراء لم يغير من ذاتها.. بل على العكس كانت إنسانية بامتياز ولم تلتفت لثروتها أو جاهها أو غيره بل التفتت للتخفيف وتقديم يد العون لكل محتاج وأشرفت بنفسها على كامل تفاصيل تلك الأعمال الخيرة.. وتولت بنفسها رعاية الكثير من مهرجانات ومناسبات العمل الإنساني والخيري في كل مكان .. فاستحقت ملكة العمل الخيري في الوطن العربي من خلال تكريمها في العديد من المناسبات المحلية والدولية.. تقديراً لدورها الكبير في مجال العمل الإنساني.. ومتخذة من قائد العمل الإنساني سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قدوة ونبراساً لها في العمل الخيري في العالم أجمع.. وأعطت الصورة الطيبة عن الشخصية النسائية الكويتية ومثلاً يمكن أن يقتدي به الكثير من بنات الكويت في هذا المجال الخيري والإنساني..
إن عالمنا اليومي بحاجة لهذا النوع من الشخصيات النسائية الرائدة في مجال العمل الخيري لكل تدلي فيه بجهودها للتخفيف من آثار الفقر والعوز وتداري فيه دمعة طفل لايجد من يربت عليه ويواسيه ويقدم له الدعم الإنساني وخاصة في بؤر الحروب والمجاعات والظروف الإنسانية السيئة..
فهنيئاً لدولة الكويت ابنتها البارّة والوفية لها والتي نتمنى وجود الكثير من أمثال هذه الشخصية الرائعة حفظها الله ورعاها وسدد على طريق تقديمها للخيرخطاها وأعانها الله على استدامة تقديم العمل الإنساني الخيري دائماً وأبداً. ولتصبح دائماً مرايم الخير عنواناً للخير. والله الموفق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com