اميرة الفيشاوي تكتب التزييف والحروب الإلكترونية

د.أميرة الفيشاوي

بينما كنت أتصفح شبكة الإنترنت، فوجئت بمقطع فيديو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب معترفآ بأنه “هو من قام بصناعة فيروس كورونا، وإنه يستعد الآن للمحاكمة الدولية كمجرم حرب وإتهامه بإبادة البشرية”. أصابتني الصاعقة ، وإستكملت تصفحي بالشبكة العنكبوتية، فشاهدت مقطع فيديو آخر للرئيس الصيني وهو” يتهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيع هذا السلاح البيولوجي وتعمد نشره في العالم”. أصابتني الصاعقة للمرة الثانية.حاولت التأكد من مدي صحة هذه الأخبار والفيديوهات التي تبث علي الهواء مباشرآ. وبعد بحث ، تأكدت أن مثل هذه الفديوهات ما هي إلا فديوهات مصنعة ومزيفة لنقل صورة خيالية وصوت خيالي ومعلومات أيضآ خيالية وذلك من خلال تطبيق البرنامج الإلكتروني ” التزييف العميق”. سيشهد العالم الفترة القادمة تحول إلكتروني في معظم مجالات الحياة التعليمية والتجارية والسياسية والإعلامية. أتسائل الآن : كيف ستتم هذه الخطوات الإنتقالية في التحول الرقمي دون توعية الشعب المصري بمخاطر هذا العالم الإلكتروني أو توعيته من مثل هذه البرامج ، برامج التزييف التي من الممكن أن تزور الصورة والصوت والمعلومات أيضا. ومن الممكن أن يتم هذا التزوير لمسؤليين وهذا هو الخطر ومن الممكن أن يكون بداية لحروب إلكترونية وإتلاف جميع مؤسسات الحياة . سيتحول العالم بأجمعه إلي شبكة الإنترنت دون التوعية بالتطبيقات المزيفة المليئة بهذا العالم. وبالطبع أصبح الآن البشر شعبآ وعلماء وحكومة متعلقين بشبكة الإنترنت وبالتالي تدريجآ ستزداد الثقة بين البشر والعالم الإلكتروني بعد تحول جميع مجالات الحياة إلي الشبكة الإلكترونية. نعم ستزداد الثقة ، ولكن علي غير وعي بخطورتها وتزييفها الخطير الذي من الممكن أن يدار من خلال تطبيقات مختلفة مثل تطبيق “التزييف العميق ” وغيرها من التطبيقات لإدارة حروب إلكترونية . الحرب الإلكترونية التي ستعتمد علي الخداع والتزييف والإحباط النفسي. فما هي تأثيرات هذه الفديوهات المزورة إذا شاهد الشعب فيديو إغتيالات وإعترافات وتصريحات مفبركة ومزيفة وما هو الإ تطبيق لتزييف الحقائق ، ولكن هذا التزييف من الممكن أن يؤدي إلي إسقاط أمم في لحظات أو خلق فوضي إلكترونية ومن ثم فوضي واقعية. وإذا إنتقلنا إلي الواقع ، سنجد أن هناك أيضآ إحتمالية إدارة حرب إلكترونية تكنولوجية ولكن في العالم الواقعي، وذلك عن طريق خواص تكنولوجية متطورة لإثارة الرعب في نفوس الشعوب عن طريق خواص تكنولوجية مثل خاصية الهولوجرام وإستخدام أشعة من أجل تصنيع بعض الأشكال والأصوات تصدر من السماء لإثارة الرعب والتدمير النفسي. خداع التكنولوجيا سيحاصر البشر إلكترونياً وواقعيآ. السؤال الآن ، هل سنطلق جميع مجالات الحياة إلي الحياة الإلكترونية دون توعية الشعب بخطورتها وتزييفها؟؟؟ أين الإعلام الآن لخلق خطط توعية ووقاية من الخداع الإلكتروني وتوعية الشعب بهذه البرامج المزيفة والمزورة ؟؟ أين الإعلام الآن من تحضير الشعب المصري لإستعداد إحتمالية خوض حروب إلكترونية تعتمد علي خداع العقل؟؟ لماذا لا يتم تدريس مثل هذه التطبيقات المزيفة للشعب من خلال الإعلام وخلق دائرة ضوء عليها للتوعية ؟؟ مخاطر التكنولوجيا، من الممكن أن تستخدم فالحياة الواقعية لخداع الشعوب بالصور المزيفة كطائر مخيف أو أصوات مرعبة تماما مثل أي فيلم سينمائي ، فعلي حماة الوطن والمنابر الإعلامية توعية الشعوب بهذه المكائد خوفا من التعرض لها يوما ، فتكون الشعوب غير قابلة للسيطرة العقلية بسبب ما قام به حماة الوطن من التوعية من مخاطر التكنولوجيا والخداع والحروب التكنولوجية التي ستعتمد علي الخداع والإرهاب النفسي. “المدارس والتعليم”. سيتحول تعليم أجيال المستقبل إلي المنصات الإلكترونية دون وجود مادة خاصة بخداع التكنولوجيا والتطبيقات المزيفة. أطالب وزير التربية و التعليم وأيضا وزير التعليم العالي بوضع هذه النقطة فالإعتبار وتصميم مادة خاصة بمخاطر التكنولوجيا من خلال تحليل وتشريح برامج التزييف العميق وماشابه هذه البرامج المضللة للطلبة.هذه البرامج تعتمد علي الإستقطاب والخداع العقلي الإلكتروني وذلك من خلال تزييف الواقع إلكترونياً ، أو خداع الشعوب واقعيآ بخواص الهولوجرام والأشعة.تكمن الحلول لهذه الظاهرة في ثلاث محاور ، أولا :الإعلام ،يأتي هنا دور الإعلام في توعية الشعوب من مثل هذه التطبيقات المزيفة الإلكترونية ، ثانيآ:مسؤولية التعليم لتوفير مادة خاصة لتوعية الأجيال القادمة من الحروب الإلكترونية. ثالثآ: الجيوش الإكترونية ذات المهام الصعبة التي لا تقل أهميتها عن الجيش العسكري الذي يحمي الحدود والجيش الأبيض الذي يحارب الفيروسات ، أيضا يأتي هنا دور الجيش الإلكتروني الذي يحمي الوطن من الفديوهات المزيفة التي من الممكن أن تهدم أمة في لحظات.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى