اميرة الفيشاوي تكتب كورونا ٢٠٧٠

د. أميرة الفيشاوي

إستيقظت ذات يوم لأري نفسي في منزل غريب لونه أبيض كالسماء، ألواح كبيرة من الزجاج. تعجبت وتسآلت ما هذا المنزل العجيب؟؟؟؟!!!. فوجئت بفتاة جميلة تدخل إلي غرفتي قائلة: صباح الخير يا أمي.تسائلت داخل نفسي من هذه الفتاة الجميلة؟؟؟ إنها تقول أمي ، أهذه إبنتي!!!!!!! تعجبت. حاولت أن أبحث عن هاتفي ولكنني لم أجده. فقالت لي الفتاة ” أتريدين أن تتصفحي الإنترنت. إذهبي يا أمي إلي غرفة الإنترنت وهذه ساعة يدك التي تتصل بالحجرة إلكترونيآ ، أسرعت ذاهبةإلي هذه الغرفة لأري غرفة معقمة ، منعزلة، لا يوجد أي حائط بها.الغرفة عبارة عن شاشة كبيرة معزولة الصوت لتأخذك إلي ما تبحث عنه. دخلت الفتاة الجميلة مرة أخري وقالت أمي سوف أذهب إلي صديقتي في لندن ، تعجبت وتسائلت هل ستسافرين وتتركيني ؟؟؟ قالت أمي ماذا بك سأعود في نفس اليوم ، إن سيارتي الطائرة في انتظاري مبرمجة بسرعة تفوق الخيال لتصل إلي المكان.سأعود في تمام الساعة التاسعة في المساء. كانت ترتدي فستان خلاب ،ولكنني تفاجئت انها تحاول إرتداء سترة غريبة فوق هذا الفستان، سترة أشبه بسترة رجال الفضاء. ذهبت إلي غرفة التعقييم، نعم هناك غرفة خاصة بالتعقييم وإذا بها ترتدي هذه السترة. سألتها ما هذا؟؟؟ أجابت ماذا يا أمي ؟؟ هذه سترة الشارع.هناك مسافة بين سيارتي الطائرة والمنزل ، يجب علي إرتدائها. أسرعت إلي النافذة متعجبة،لأري في السماء كثير من السيارات الطائرة ،جميع الأشخاص يرتدون هذه السترة الواقية .وخرجت الفتاة الجميلة لتسبق الزمن بالسيارة الطائرة.خرج من الحجرة الأخري فتي وسيم قائلآ لي “صباح الخير يا أمي “. تعجبت ،ولكنني أجابت “صباح النور”. قال لي إنني لدي كثير من الأبحاث الخاصة بي هذا العام ، تسائلت لماذا لم تذهب إلي مدرستك ؟؟؟؟نظر إلي متعجبآ ساخرآ قائلآ ” مدرسة ، هههههه هذا كان في زمانكم يا أمي. لا يوجد يا أمي مدارس حاليآ،إننا نعتمد علي التعليم من خلال شبكة الإنترنت وأنا وجميع أصدقائي، الآن سنتجتمع لندرس في كوريا من خلال الإنترنت ، التعليم يكون من خلال فقط أربع بلدان إنجلترا، كوريا ، أمريكا ، فرنسا. اخترت أنا وأصدقائي التعلم عن بعد في كوريا. ماذا بك يا أمي ؟؟ هل تشعرين بالتعب مرة أخري؟؟؟؟. تعجبت،وتركته لأتصفح شبكة الإنترنت،لأري تحذيرات بجميع القنوات، حرب الفيروسات. أدركت هنا لماذا أصبح البشر مثل رجال الفضاء مرتدين مثل هذه السترة الواقية ؟؟؟؟. أثناء بحثي في الشبكة العنكبوتية ، وجدت أن كثير من الدول العظمي تحارب بعضها البعض ولكننا أصبحنا في زمن حروب الجيل السادس ،الحروب بالذكاء الإصطناعي، من خلال تدبير كوارث طبيعية مصطنعة مثل العواصف ، الإستمطار وحرب الفيروسات. أيضآً إستخدام الأقمار الصناعية والأشعة الزرقاء التي تخدع الشعوب بوجود واحتلال كائنات فضائية. تعجبت ، ما هذا ؟؟ هل نحن في آخر الزمان !!!!! بدأت أشعر بالرعب ولكنني شعرت بالجوع، فذهبت باحثة عن الطعام ، لأقابل هذا الفتي الوسيم مرة أخري قائلآ : عن ماذا تبحثين يا أمي ؟؟؟ ” أتريدين الطعام ، مرارا وتكرارا قلت لك يا أمي أن تطلبي غذائك من خلال هذا المطبخ الإلكتروني ، ونحن متعاقدين مع أسواق أوروبية . فقط إطلبي ما تتمنيه وسوف يصل ما تتمنيه بالعربة الطائرة فائقة السرعة،في أقل من نصف ساعة”. تعجبت وقلت له لا أريد هذه الأسواق ، فقط أريد أن أتجول في أسواق وطني. رد ضاحكآ قائلآ ” لا يوجد أسواق يا أمي ، هي فقط أسواق عالمية إلكترونية لتضخ إلي العالم بأجمعه من خلال هذا المطبخ الإلكتروني. ماذا بك يا أمي؟؟؟؟ شعرت بحزن ورهبة ، من هذا الفتي ومن هذه الفتاة ؟؟ وكيف تبدل العالم بأجمعه إلي سترة فضائية ليخفي ملامح البشر،. عولمة إلكترونية تعليمية ، أسواق عالمية تدار إلكترونيآ ،، سيارات طائرة بسرعة الصاروخ.التجول في العالم كله بهذه الطائرة، دون سائق ولكن عن طريق البرمجة، إنسان آلي يعمل علي تنظيف الشارع أو البيت. حروب غريبة عن طريق التحكم فالكوارث الطبيعية والحروب البيولوجية. لا لا لا أريد هذا الزمن . أريد أن أستخدم آلة الزمن لأعود إلي زمني ، زمن الطبيعة وليس الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا المستخدمة في تدمير الهواء النقي ، تدمير البشرية ، عولمة الإقتصاد والتعليم إلكترونياً لصالح من ؟؟ لصالح أي أمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟. بكيت ،ولكنني أثناء بكائي وجدت عروسة إلكترونية جميلة، مثل البشر في جسمها وملامحها ولمحت الفتي الجميل يداعبها،لترد عليه بعبارات مخجلة ،وكأنها حبيبته. صرخت باكية ، من هذه العروسة الإلكترونية؟؟؟انفعل الفتي قائلا: أمي هل نسيتي؟؟؟؟؟ إنها حبيبتي صوفيا وسأتزوجها بالفعل ، أري زوجتي الإلكترونية أفضل بكثير من البشرية ،أمي نحن بعام ٢٠٧٠ وزماننا يختلف عن زمانكم. صرخت باكية : لا لا لااااااااااااااااااااا كفي كفي. أين زماني ؟؟ أين أماني؟؟ أين بلادي ؟؟ أين ديني ؟؟؟؟؟؟؟؟ وإذا فجاءة ومن شدة الإنفعال أستيقظ من النوم ، تقول لي أمي ” أميرة أميرة استيقظي، الساعة الثانية عشر بعد الظهر ، كفاكي نومآ”.إستيقظت بالفعل لأجد نفسي في منزلي عام ٢٠٢٠. قالت لي أمي” أميرة لا تنسي أن تعقمي حجرتك ، نحن الآن في في كورونا ٢٠٢٠. تذكرت حلمي ، تنهدت قائلة إن كورونا ٢٠٢٠ اهون كثيرآآآآ من كورونا ٢٠٧٠.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى