السعودية والإمارات.. شعب واحد

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري “كاتب كويتي”

شأنها شأن العلاقات الأخوية بين دول الخليج تتميز العلاقات بين السعودية والإمارات دائماً بالعلاقات الودية والأخوية على كافة الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى.. والتشارك في التعامل الاستراتيجي بين البلدين مع القضايا الاقليمية والدولية.. وتوافق الرؤى والسياسات بينهما الأمر الذي دائما مايعطي أثره في نجاح تلك العلاقات والأهم العلاقات العسكرية ووحدة المصير المشترك وهو ما يثبته الجهود السياسية والعسكرية وجهود الإغاثة الدائمة المبذولة التي تقوم بها السعودية والإمارات لنصرة الشعب اليمني الشقيق خلال ظروفه الحالية… فتلك الجهود الغير واضحة بالنسبة للكثيرين وذلك بسبب غياب الكثير من التفاصيل لديهم.. فتكون النظرة وبالتالي الفهم غير كامل.. ويتوجب توضيحه وإلقاء الضوء عليه.. في أكثر من مناسبة.. ومواجهة حملة التشويه التي طالت دولة الإمارات على خلفية الأحداث التي جرت مؤخراً في اليمن!؟.. ونسي أو تناسى أصحاب تلك الانتقادات الأسباب الأساسية التي قادت لجهود الدولتين في اليمن.. وهو المعاناة التي يتعرض لها الشعب اليمني.. ويضاف إليها التهديدات من الميليشيا الحوثية التي دعمتها إيران من بعد انقلابها على الشرعية اليمنية بالإضافة التنظيمات الإرهابية الأخرى فيها..
إن تلك الجهود الطيبة والخيرة سوف يكون لها الأثر الكبير على المستقبل القادم من الأيام بإذن الله.. حيث أنها تدعم الشعب اليمني بدرجة كبيرة ضد الإرهاب الذي يتعرض لها بشكل يومي وعلى مساحات شاسعة في هذه البلاد.. وإن اختلاط الدم السعودي والإماراتي واليمني على أرض اليمن هو دم غالي جداً يتوجب أن نأخذه ضمن أي جهد يذكر لمساندة الشعب اليمني والشرعية التي اختارها هذا الشعب.. ويجدر بنا القول هنا بأن التعاون والعلاقات بين السعودية والإمارات تتجلى في أبهى صورها في هذا الموقف المساند للشعب اليمني في محنته..
وعودة لمتانة العلاقات السعودية الإماراتية التي تعتبر نموذجاً للعلاقات الأخوية بين الدول.. نقول بأنه ما كان لأي جهد أو عمل يتم أن ينجح ويحقق النتائج الطيبة.. دون توفر نجاح العلاقات بين الشعوب والدول. كما أن امتداد الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها كل الحكام في البلدين الشقيقين من زمن طويل.. ومازالت تلك القيادات الرشيدة في البلدين تعمل على ترسيخها.. تلك العلاقات التي مرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات سواء على مستوى البلدين أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق المصالحة المشتركة بينهما.. وتلك العلاقات الوطيدة منذ زمن بعيد والتي يربطها الكثير من الروابط بالعادات والتقاليد والمصير المشترك.. فتلك العلاقات ليست جديدة أو وليدة اللحظة وإنما تلك العلاقات لها تاريخاً عريقاً منذ بدايات نشوء منطقة الخليج وعلى مستوى القادة العظام الراحلين في البلدين الذين أسسوا لتلك العلاقات الطيبة منذ البدايات.. فكانت بذور تلك العلاقات التي أنشأها الأولون سبباً في نجاحها وتنمية تواصلها لهذا الشكل الذي نراه اليوم عليه.. واستمرار القادة والزعماء الحاليين في البلدين استمرار جهودهم لإنجاح تلك العلاقات وتوطيدها وتواصلها الدائم ومن ناحية أخرى نقول بأن اللجان المشتركة بين البلدين والتي تعزز العلاقات التاريخية بين الأشقاء لها فضل كبير في تعزيز تلك العلاقات على جميع الصعد.. ومن ناحية أخرى يجدر القول بمبدأ كان له عظيم الأثر في إنجاح العلاقات الأخوية بين البلدين هو الرغبة الحقيقية الجادة بين أبناء شعب البلدين للتوجه نحو بعضهم البعض والالتقاء فيما بينهم بالعديد من العوامل المشتركة التي عززت تلك الرغبة المفضية للعلاقات المتميزة بين البلدين.. والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة العامة المشتركة، وأيضاً وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن رفع نسبة التبادل التجاري والاستفادة من جميع الفرص الاستثمارية المتاحة فيها عبر إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة بين السعودية والإمارات. تؤكد مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين، لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكاملها على الصعدي الاقتصادي، فالدولتين تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية، ما ينبئ بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين. والذين نتمنى لهذا النوع من العلاقات الاستدامة الدائمة بإذن الله ليكونا بالنهاية شعب واحد. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى