بقلم دكتور ياسر السيد شحاتة
أستاذ إدارة الموارد البشرية وخبير التنمية المستدامة
فيروس كورونا هذا القدر الكوني فرض علي حكومات الدول تكاليف متزايدة اقتصادياً واجتماعياً مما لاشك فيه أن تجربة الدول الأخري في تطبيق نظام الغلق الكامل في إدارتها لأزمة فيروس كورونا المستجد، كان له عدة نتائج سلبية علي سبيل المثال لا الحصر تم اختفاء السلع الرئيسية، وتوقف الاقتصاد عن الدوران مما أدي إلي إنهيار كامل للعائد الاقتصادي. والجدير بالذكر أن فكرة الغلق الكامل تؤثرعلي الدول اقتصاديا ويرجع ذلك إلي تأثيره المباشرعلي انخفاض الناتج المحلي للدولة وهذا بدوره يؤدي إلي انخفاض في معدل النموالاقتصادي. ويعني أيضاً انخفاض الانتاج بشكل كبير الذي يؤدي إلي انخفاض المعروض من السلع والمنتجات مقابل الطلب، كما يؤدي إلي تراجع في ايرادات الدولة في مقابل التزاماتها من خدمات للمواطن في بعض القطاعات، بالإضافة إلي تراجع الخطط الاستثمارية، وبناءاً علي ذلك نواجه مشاكل كبيرة نحو توقف الاقتصاد عن الدوران بالتالي عرقلة التنمية الاقتصادية المقصودة. وبالاستفادة من تجارب الدول الأخري في هذا الغلق يتحتم علينا في مصر نشرثقافة هذه التداعيات السلبية التي نتقيها نحن وتتقيها الحكومة المصرية الآن في عدم تطبيق هذا الغلق حرصاً علي الصالح العام، من خلال الحرص علي عجلة الانتاج حيث يمثل الانتاج كلمة السرفي أى اقتصاد، واستمرار واتمام المشروعات الصغيرة والكبيرة الموضوعة في خطة الدولة والتي يليها بالتباعية رخاء المنظومة الصحية والحفاظ بشكل مباشرعلي صحة العنصرالبشري. وتعد مصرمن الدول التي حققت نمواً اقتصادياً في ظل هذه الأزمة التي عانت منها معظم دول العالم، وهذا نتاج البناء الاقتصادي القوي التي قامت عليه السياسة المصرية في الفترة السابقة، وبناءا عليه لم تؤثر أزمة كورونا تأثيرا قويا علي الاقتصاد المصري وان كان انخفاض الاحتياطي النقدي قد يؤثرعلي الحالة الاقتصادية والاجتماعية في المرحلة المقبلة ، فكانت خطة الحكومة القائمة علي فكرة التعايش مع الفيروس وعدم التقيد بالحظر، وهنا يأتي دورالمؤسسات والمواطن في ترشيد الاستهلاك وزيادة الانتاج والحفاظ علي الصحة العامة من اجل استمرار الحياة في نفس الوضع الحالي الذي يُعد هو السيناريو الأفضل للحياة في ظل كورونا. بالإضافة إلي يأتي دورالمسئولية المجتمعية المتمثلة في المجتمع المدني بكافة محاوره (رجال الأعمال- أعضاء البرلمان – المحليات- والجمعيات الأهلية) ودورالمواطن الذي يُعد الأهم في تحقيق المسئولية المجتمعية الحقيقية التي تلزمه باتباع الاجراءات الصحية السليمة حفاظا علي نفسه واسرته ومجتمعه مما يقلل تحمل الدولة الأعباء الاقتصادية والصحية والعودة الي الحياة الطبيعية التي يأملها الجميع، لذا نعود ونكرر أن دور المواطن هو الدورالأساسي في مواجهة هذه الجائحة التي ليس لها معايير أو حدود، لذلك راهنت الدولة علي وعي المواطن ولكن للأسف هناك فئة تحتاج إلي مزيد من التوعية واللقاءات التوعويه.وبالرغم من الأرقام المفزعة إلا أننا لازلنا من وجهة نظري الشخصية لم نصل إلي الذروة، وإلي الآن قادرون علي مواجهة هذا الشبح الذي يطارد العالم بأثره ولكي نستطيع أ ن نكمل يجب علينا عدم مساندة هذا الشبح وأن نساند الدولة وأن نتحمل تلك الاجراءات الاحترازية شبه الصارمة لكي نعبر تلك المرحلة الصعبة بأمان دعين المولي أن يرحم المتوفين من هذه الجائحة ويشفي المرضي وأن يحمي مصر والمصريين.