اللواء الدكتور عادل مصطفي يكتب لبوابة العرب الاخبارية تأثير وباء كورونا العالمي على الشركات والأفراد وسلوك المستهلك ودور الدولة والأفراد فى مواجهة هذا البلاء.

بقلم اللواء الدكتور عادل مصطفي “وكيل أول وزارة الانتاج الحربي سابقا “

“الزم بيتك ” هذا الإنذار تردد كثيرآ وكأنه الحل الوحيد لحميع المشاكل التي نمر بها حاليآ حيث قد أثرت كورونا على دول العالم صحيآ واقتصاديآ وحدود تأثيرها أصبحت خارج نطاق الإحتواء فهناك بلاد في حالة إغلاق كامل واعداد كثيرة من الأصابات والوفيات وفرضت بعض الحكومات القيود الصارمة للحد من إنتشار الفيروس بتطبيق شعار( إلزم بيتك – Stay at home # ) .
ما مدى الخسائر الأقتصادية التي تحدث في العالم بسبب كورونا؟

القيود التي فرضتها معظم البلاد مثل قيود السفر وإغلاق المدارس وحظر التجوال كان لها عواقب كبيرة على دخل الافراد والاقتصاد بأكمله فالجميع هنا سيشعر بعواقب تراجع النشاط الاقتصادى وربما يتم تسريح العديد من الاشخاص وبالتالى زيادة أعداد العاطلين عن العمل وارتفاع نسبة البطالة وتوقف نشاط بعض الشركات الصغيرة والاعمال لفترة من الوقت.

ترتبط أغلب الصناعات بالسفر والسياحة ويحدث في الوقت الحالى أن شركات الطيران والفنادق وكل الخدمات المصاحبة للقطاع السياحي جميعها تتلقى ضربة اقتصادية قاسية بسبب حظر التجوال وتوقف حركة الطيران وفرض قيود على السفر كما شهدت البورصة هبوطآ شديدآ في اسعار النفط لم تشهده منذ فترة طويلة .

موقف المزيج التسويقى من الازمة؟
بعد ظهور أزمة كورونا قد تغير المزيج التسويقى حيث السعر ارتفع بسبب هذة الازمة لزيادة الطلب وقلة المعروض وإستغلال بعض الأفراد مثل زيادة أسعار الكمامات والجلفزات والكحول وذلك للاهتمام الشديد بشراؤها من أجل تحقيق الوقاية لصحتهم وبدء ظهور أسوق خاصة بهم متعددة المنافسين ، ويتم الإهتمام بالتغليف والتعبئة حرصآ لعدم انتشار المرض والحرص على الوقاية مثل محلات الطعام والوجبات السريعة، ايضآ انتشار مراكز التوزيع على مسافات بعيدة وأحتل الترويج عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مساحات كبيرة للإعلان عن المنتجات والخدمات مرتبطآ بالتوصيل حتى المنزل متمشيآ مع الظروف الراهنة ، ومع رغبة المستهلك فى عدم الخروج من المنزل .

تأثير فيروس كورونا على سلوك التسوق عبر الأنترنت؟
فقد تحول السلوك الشرائى لدي المستهلك من الشراء عبر الاسواق والمحلات التجارية التقليدية المختلفة إلى التسوق عبر الأنترنت بل تغير الأفراد كذلك فيما يشترونه ومتى وكيف ؟
ويرجع هذا التغير فى السلوك االشرائي بشكل كبير إلى المزيد من الدول والبلدان حيث تطبق حظر التجوال وإغلاق العديد من المحال والمتاجر التقليدية ، وغيرها من الإجراءات الأحترازية مما أدى إلى تسارع الناس حول شرء مستلزماتهم بنسب كبيرة وبشكل شره من أجل التخزين خوفآ من عواقب تفشى هذا الوباء واستمراره لمدة طويلة.

وكان التفسير العلمى لهذا السلوك الشرائى الغريب لدى المتسوقين في وقتها هو أن عادة ما يستجيب البشر للكوارث والاحداث الكبرى الغير مسبوقة بطرق وأساليب مختلفة وهنا لابد للاشارة إلى أن إختلاف السلوك الشرائى بين الراجل والمرأة فى ظل أزمة فيروس كورونا حيث أفادت بعض البيانات الناتجة عن مسح أجرته بعض المعاهد والمراكز البحثية أنه فى حين أن النساء كانت أكثر عرضة للقلق بشأن آثار فيروس كورونا “كوفيد-19” إلا أن الرجال أكثر عرضه للتأثير على سلوك التسوق لديهم بشكل أكبر من النساء .

دور أجهزة الدولة والشعب فى مواجهة هذه الأزمة ؟
لم تقف أجهزة الدولة كلها عن التوعية المستمرة في إتخاذ الإجراءات الأحترازية فى كل وسائل الإعلام المختلفة إلى جانب إطلاق حملة موسعة لتطهير الشوارع ، والقطارات ، ومحطات المترو ، والسكك الحديدية وتقديم الرعاية الصحية للمواطنين وإتاحة الفرصة أمام الأجهزة المختلفة لتقديم كافة المعلومات الدقيقة بشأن هذا المرض اللعين ايضآ قامت أجهزة القوات المسلحة والشرطة بتأمين الاطقم الطبية المعنية من الجيش الأبيض بنقل تلك الحالات إلي المستشفيات المخصصة للعزل الطبى وإتخاذ إجراءات محكمة بما يضمن وصول الاطقم الطبية إلى أماكن المصابين في أسرع وقت دون أي معوقات .

ولم تقف أجهزة الدولة عند هذا الحد بل إمتدت لمواجهة محاولات البعض لاستغلال هذه الأزمة من خلال حجب السلع الغذائية والمنظفات والمطهرات والمستلزمات الطبية وطرح سلع غير المطابقة للمواصفات بغرض تحقيق مكاسب غير مشروعة حيث تم تكثيف الحملات التموينية لمواجهة تلك الممارسات والحفاظ على استقرار الاسعار.

ولكن حتما لابد أن يأتى دور الفرد نفسه في الوعي الاحترازى من هذا الوباء وهذا التأثير الذاتى في جميع سلوكياته من إرتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الإجتماعى في كل مكان والنظافة المستمرة السلوكيات العامة في الشارع والاماكن العامة للحفاظ على نفسه والأخرين.

حيث أن أجهزة الدولة قد أدت ما عليها من تحذيرات وتوعيات وأفلام توضيحية من خلال كل الاجهزة الاعلامية والآن اصبح النجاح فى مقاومة هذا الوباء يتوقف على سلوكيات الشعب المصرى حيث حتمية نشر التوعية بيننا جميعاً ، فليس أمامنا الآن غير الإعتماد على تصرفاتنا وسلوكياتنا الشخصية والاجراءات االاحترازية الذاتية تصبح هي تصرفتنا الطبيعيه في حياتنا المستقبليه حيث حتميه التعايش مع هذا الوباء .

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى