بقلم د.أميرة الفيشاوي.
هل بداية عام ٢٠٢٠ سيكون بداية التطور التكنولوجي الذكي التعليمي من خلال المؤسسات التعليمية المصرية التي ستواصل وسنحافظ علي الهوية المصرية الوطنية وستصل للمنافسة العالمية ؟؟ أم أن عام ٢٠٢٠ سيكون البداية “للتعلم عن بعد “وبالتالي إتاحة فرصة لإستقطاب عقول أولادنا من خلال الشبكة العنكبوتية التي من خلالها سيندثر التعليم الوطني وتختفي دور المؤسسات التعليمية تدريجآ لتستبدلها بمواقع إلكترونية عالمية قد تحافظ علي أجيالنا القادمة وقد تدمرهم عقليآ ، تاريخيآ، تعليميآ وانتمائيآ حتي يصل الأمر إلي إلغاء الهوية التعليمية المصرية واستبدالها بأخري خارجية عالمية؟؟؟؟؟؟؟؟. منذ بضعة أشهر فقط أو منذ عام” ٢٠١٩” ، كانت الدولة لا تزال غير معترفة “بالتعلم عن بعد”من بعض الجامعات الأوروبية والأجنبية والعربية المختلفة. الآن ومع كورونا ، بدأت المؤسسات التعليمية في إستخدام إستراتيجية “التعلم عن بعد “من خلال تصميم موقع إفتراضي تابع لوزارة التربية والتعليم ، هذا الموقع يأخذ الطلبة إفتراضيآ لفصل دراسي إفتراضي من خلال شبكة الإنترنت.يقوم المدرس بالتعامل مع الطلبة والمنهج منً خلال العالم الإفتراضي. بالطبع هذا هو ما يطلق عليه في علم التربية استراتيجية “التعلم عن بعد”. وكم من أبحاث عربية وأوروبية بحثت في هذه الإستراتيجية “التعلم عن بعد”، من خلال البحث في المحاور المختلفة من حيث دور الطلبة ، دور المعلم ، طرق التقويم ، وضع المناهج. “وزارة التربية والتعليم” هذا مسمي الوزارة التي تشرف علي تربية وتعليم أبنائنا. تنقسم الوزارة إلي قسم التربية وقسم التعليم، التربية من حيث التطور السلوكي والنفسي والمجتمعي للطلبة والتعليم من حيث استراتيجيات التعليم ، طرق التدريس، تصميم المناهج وطرق التقويم. إذن هي ليست وزارة التعليم فقط وإنما وزارة التربية والتعليم . أعلم تماما أن إستراتيجية “التعلم عن بعد” نستخدمها الآن نظرآ لوجود ظروف طارئة مثل ظروف “وباء كورونا” أو مثلآ نستخدمه إن كان تعليم أولادنا في دول أخري أوروبية معترف بها من قبل الجهات المصرية. كل ما أتمناه الآن أن يتم إستغلال فرصة الأجازات المدرسية لتطوير المدارس والمؤسسات التعليمية وتحويلها إلي مؤسسات تعليمية تكنولوجية تدار بالذكاء الإصطناعي، وبالتالي هذا يأخذنا لمعرفة الفرق بين “التعليم التكنولوجي الإصطناعي” و إستراتيجية” التعلم عن بعد”. كما ذكرنا سابقآ أن التعلم عن بعد هو التعلم من خلال الشبكة العنكبوتية عن طريق موقع إلكتروني يصمم إفتراضيا ليقوم كل شخص في العملية التعليمية ” المعلم أو الطالب ” بدوره إفتراضيا وذلك لإتمام عملية التعليم والتعلم، وبالتالي هنا إفتقدت الوزارة الهدف الثاني وهو” التربية”. كيف نحقق هذا التوازن بين التربية والتعليم ؟؟ يتم ذلك من خلال إستمرارية أولادنا في مدارسهم بعد أن نتخطي أزمة كورونا ،ولكن التعليم هنا سيكون من خلال التكنولوجيا وهذا ليس معناه فقط إستخدام إستراتيجية ” التعلم عن بعد”. ولكن من خلال التطور التكنولوجي التعليمي الذي يدار بالذكاء الإصطناعي . كيف يتم ذلك ؟؟ يتم ذلك عن طريق تحويل مباني المؤسسات التعليمية إلي مباني ذكية تدار من خلال الذكاء الإصطناعي ، سبورة ذكية منفتحة علي العالم العنكبوتي ،مناهج مصممة بشكل بحثي مع شرح الأسس التعليمية لكل مادة ، تصميم المناهج القائمة علي البحث ، بمعني أن المعلومة لا تأتي بشكل مباشر للطالب ، ولكن تأتي من خلال إثارة فضوله المعلوماتي ، وذلك من خلال عرض مثلآ لغز منهجي قوي، يحفز إستخدام العقل البشري في البحث عن المعلومة.بالطبع سيتم هذا، بعد شرح له الأسس المنهجية لكل مادة سواء رياضيات ، كيمياء أو فيزياء . وبالتالي هنا أصبح المنهج عبارة عن ألغاز معلوماتية تعمل علي إثارة الطالب من خلال الخصائص العمرية له ، وذلك لجعله هو نفسه من يسعي في محاولة كشف اللغز والبحث في الشبكة العنكبوتية،بعد شرح له أسس وقوانين كل مادة ، طرق تقويم تواصلية إجتماعية من خلال الموقع للإستفادة من تقويم المدرسين والطلبة وبالتالي خلق فكرة التطوير الدائم فالبحث عن المعلومة البحث والمناقشة والاستنتاج أخيرا. إضافة المواد البحثية في المدارس مثل مادة ” طرق البحث ” حتي يتعلم الطالب كيفية البحث العلمي، وأخيرا أيضآ إضافة مادة عامة للمؤسسات التعليمية وهي” مخاطر الإنترنت ” وذلك لكي يحمي الطالب نفسه من أي محاولات قرصنة ، إستقطاب أو تنمر من خلال الانترنت. نعم المؤسسات التعليمية يجب أن تتحول إلي مؤسسات تكنولوجية ذكية، ولكن مع الإحتفاظ بهويتنا الوطنية وتاريخنا الوطني والديانات السماوية من خلال الآتي :. (١) خلق التطبيقات العملية من داخل معامل المدرسة ، من المعامل الكيمائية والبيولوجية ، لغوية ، ورياضية. (٢)إستخدام كل خواص التكنولوجيا داخل المدرسة من خواص الهولوجرام لتجسيد فيلم وطني للطلبة من داخل المسرح ، قصص الأنبياء، والتجارب العلمية والرياضية. (٤) الإحتفاظ بكل المواد التعليمية ولكن إعادة تصميم مناهجها القائمة علي البحث والتكنولوجية. (٥) تصميمً مادة إضافية لخلق بحث كلي لضم المعلومات الدراسية في جميع المناهج ووضعها في بحث إبداعي موحد. لا يعني وجود هذه المادة، إلغاء باقي المًواد واختباراتها وأساليب تقويمها. ( ٦) إضافة مواد” طرق البحث ” لتدريب الطالب علي البحث العلمي ( ٧) إضافة مادة ” مخاطر التكنولوجيا تدريب لأولادنا علي حماية أنفسهم من الأمراض التكنولوجية. كل هذا نطلق عليه التعليم الذكي التكنولوجي، وبالتالي فنحن الآن نواكب الذكاء الإصطناعي تعليميآ وفي نفس الوقت نحتفظ يهويتنا الوطنية والدينية. أعتقد أن هذه هي الموازنة الحقيقية بين العولمة التعليمية الجديدة وبين الحفاظ علي التربية وليس فقط التعليم والحفاظ علي المؤسسات التربوية بكل عناصرها. أما إذا تحولت المؤسسات التعليمية إلي فقط إستخدام استراتيجية “التعلم عن بعد “بعد الإنتهاء من أزمة كورونا. فدوري الآن أن أحذر من سلبيات هذه الإستراتيجية : أولا : إختفاء التربية لأولادنا وترك عقولهم لتربية العالم الإفتراضي. ثانيا: إختفاء دور المعلم والقدوة والمواقف التعليمية الحياتية من خلال المؤسسات التعليمية. ثالثآ: تدريجيآ ستنجذب عقول أولادنا إلي المواقع التعليمية الأخري الأجنبية ، وبالتالي هنا فكرة التعلم عن بعد تدريجيآ سيقضي علي التعليم الوطني المصري وسيتحول عقول أولادنا لرغبتهم في “التعلم عن بعد ” لدول أخري طالما أصبح معترف به. أرغب في التطوير العلمي التكنولوجي من خلال الذكاء الإصطناعي لأولادنا ولكن دون محو هويتنا الوطنية المصرية ومحو الديانات السماوية، ودون القضاء علي التربية من خلال إستمرارية المواقف الحياتية التعليمية التربوية داخل المؤسسات التربوية. سؤالي الآن لوزير التربية والتعليم وبعد أن إستعرضت الفرق بين “التعلم التكنولوجي بالذكاء الإصطناعي البحثي “وبين “التعلم عن بعد”. هل بداية عام ٢٠٢٠ سيكون بداية التطور التكنولوجي الذكي التعليمي من خلال المؤسسات التعليمية المصرية التي ستواصل وسنحافظ علي الهوية المصرية الوطنية وستصل للمنافسة العالمية ؟؟ أم أن عام ٢٠٢٠ سيكون البداية “للتعلم عن بعد “وبالتالي إتاحة فرصة لإستقطاب عقول أولادنا من خلال الشبكة العنكبوتية التي من خلالها سيندثر التعليم الوطني وتختفي دور المؤسسات التعليمية تدريجآ لتستبدلها بمواقع إلكترونية عالمية قد تحافظ علي أجيالنا القادمة وقد تدمرهم عقليآ ، تاريخيآ، تعليميآ وانتمائيآ حتي يصل الأمر إلي إلغاء الهوية التعليمية المصرية واستبدالها بأخري خارجية عالمية؟؟؟؟؟؟؟؟؟. مستقبل وعقول أولادنا والأجيال القادمة أمانة في أيد الدولة المصرية. تشكيل عقول أولادنا سيحدد مصير الأمة المصرية. نعم أثق في حكومة بلدي وخططتها المستقبلية، ولكن كل ما أتمناه هو عدم الوقوع في فخ العولمة الذكية التكنولوجية التي قد يكون لها أضرار سلبية علي الأجيال القادمة وبالتالي فيجب علينا دراسة أي خطط مستقبلية بحكمة وتأني من حيث خلق التوازن الوطني ، التعليمي ، التربوي والسلوكي.