الأختيار .. صناعة الوعى

هشام البقلى – مدير مركز سلمان – زايد للدراسات

المنسي الأسطورة .. كلمة واحدة جسدت معنى التضحية والفداء وحب والوطن والإنتماء ، المنسي أسم لن ينسى فى ذاكرة تاريخ مصر الحديث ، هذا البطل ورفاقه قدما لمصر ما لا تستطيع الكلمات وصفة والتعبير عنه من بطولات يشهد لها القاصي والداني.

مسلسل الأختيار أعاد للذاكرة مفهوم ( صناعة الوعي ) تلك الصناعة التى نحتاجها اليوم بشدة أكثر من الاحتياج للمال أو السلاح ، فالوعي الحقيقي سيصنع الأجيال التى تأتي بالمال والسلاح ، وتبدأ تلك الصناعة من الأسرة التى تربي الأبناء مرورا بالمدرسة التى تخرج لنا الأجيال ثم الأعلام والفن ، فى الأجيال التى تحمل الوعى الحقيقى بوطنها وأرضها تكمن القوى الناعمة الحقيقية.

تابعت بشغف ردود الأفعال فى الشارع المصرى ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعى حول مسلسل الإختيار الذى يجسد درجة من درجات صناعة الوعى فصفحات الشخصية على الفيس بوك تحولت لصورة المنسي الأسطوريه وعندما تتصفح (التايم لاين) ستجد كل من ارتدى الأفارول المصرى يضع صورته ويحكي عن ذكرياته الجميلة فى الخدمة العسكرية والبعض يتمني العودة والشهادة ، ستجد من لم يلتحق بالقوات المسلحة يتمنى لو يقبلوه الأن جنديا فى صفوف قواتنا المسلحة.

أحاديث المواطنين فى الشارع لا تخلوا من كلمة المنسي الجميع أصبح يعى تماما ما يحاك بقواته المسلحة الاختيار استطاع أن يكون أحد أدوات صناعة الوعى فى ذاكرة المواطنين.

وعلى الجانب الاخر كان تأثير هذه الحالة صادم على أخوان الشيطان الإرهابية فحاولوا بكل الطرق التشكيك فى أبطالنا بالدين تارة وبالسياسة تارة أخرى ولكن الحقيقة أن رد الفعل الأخوانى أكد نجاح العمل الدرامي فى تحقيق هدفه وخلق حالة من الوعى الشعبي الجمعى لصالح الدولة المصرية.

بهذه الحالة الرائعة التى نعيشها اليوم وعشناها قبل ذلك من خلال العمل الفني المميز ( الممر ) تؤكد أن الفن أحد الأسلحة الهامة فى تشكيل الوعى الشعبي وصناعته وإجادة تلك الصناعة ، فالدوله المصريه في حاجة إلى استكمل مشروع بناء الروح الوطنية وفضح مخطط تيارات الاسلام السياسي وتاريخها في العنف والإرهاب على مدار سنوت طوال، لذلك الأمر فإننا لا نحتاج فى المرحلة القادمة سوى أن نعطي لكل ذى حق حقه ، وأن لا نعطى المساحة للحديث إلا لأصحاب الخبرة كل فى تخصصه فقط ، نتوقف عن تداول منشورات لصفحات مجهولة ، نوقف ظهور شخصيات تتحدث فيما لا يعنيها.

وأخيرا أثناء تصفحى لموقع التواصل الإجتماعى فيس بوك استوقفني منشور لصديقى الدكتور محمد محسن أبوالنور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ، يتحدث فيه عن الظاهرة الأكثر إنتشارا فى مصر وهى الكل يتحدث فيما لا يعنيه وليس مجال تخصصه ، فبدأ البعض بعد إذاعة الحلقة 28 من مسلسل الإختيار فى الحديث عن عدم وصول الدعم سريعا لموقع الإشتباك وكأنهم رجال عسكريون على دراية بموقع الأحداث وأساليب القتال ، تلك المنشورات ليس الهدف منها الإستفسار ولكن هدفها التشكيك وتخرج من أفواه أشخاص ليسوا أهل اختصاص ، وطالب دكتور محمد فى منشوره أن يبقى كل منا فى تخصصه يتحدث فقط فيما يعنيه ويعرفه ، وأنا هنا أضم صوتى له بأن الحديث بدون علم أمر كارثى وهؤلاء الجهلاء راغبي الشهرة لا مكان لهم ، لان تلك الرغبات عندما تأتى على حساب مصر وشعبها وشبابها فلا مجال للنقاش.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى