حينما أقول مدينتي ….. أنا مع التطرف قلباً وقالباً

بقلم م. أميره الحسن

بدايةً: وقبلَ أن أدخلَ في حواري أود أن أؤسسَ لعدةِ نقاطٍ جوهريةٍ كي يسهلُ علينا التعاطي مع كافةِ العقولِ والمستوياتِ الفكريةِ التي سترغب في مناقضةِ المقالِ أو طرحِ أراءٍ مغايرةٍ له، وبالمناسبةِ فأنا أرحبُ بكافةِ الأطروحاتِ الفكريةِ المتفقةِ معي أو المناقضةِ لتوجهاتي الفكريةِ بعيداً عن المساس بشخصي.

ثانياً: أنا بعيدةً كلُ البعدِ عن المحاصصاتِ السياسيةِ والإنتماءاتِ العقديةِ والأيدلوجيةِ ولا أنتمي لأي فصيلٍ هنا أو هناك، وليس لي أيُّ عداءاتٍ شخصيةٍ أو حزبيةٍ أو منافعَ حاليةٍ أو مستقبليةٍ إلا الشي الثابت والوحيد في قاموس حياتي وفلسفتي أنني متطرفةً في حبِ مصر، والباعث والمحرك الأول لي هو مستقبلُ مصر، ومستقبلُ شبابها وأبنائها ذكوراً وإناثاً.

ثالثاً: لا أعني بمقالي هذا المدن التي أقامت الدنيا ولم تقعدها على لسانِ عددٍ ليس بالهينِ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، ولا أعني مصانعَ الحديد والصلب، أو مصانع السجاد أو غيرها من الصناعات الوطنيةِ. ولا أتدخلُ في مسيرةِ أصحابها إيجاباً أو سلباً؛ لأن الحياة الشخصية لكل فردٍ ملكٌ خاص له؛ وما عداه فالقانون مظلةَ الجميع، وهنا ينبغي أن أوضحَ نقطةً واحدةً للذباب الإلكتروني الذي ينشط مع كلِ قضيةٍ كي يقسمُ الصف، ويخلخلُ وحدة وثبات المجتمع، ويدمرُ ثباتَ عقيدةِ العيش والتعايش، وفلسفة الإخاء، أقول لهؤلاء أياً كانت مذاهبهم وتوجهاتهم؛ لقد ارتضينا بالديمقراطيةِ الحقةِ دستوراً وفلسفةً منهاجاً، وما عداَ ذلك خروجٌ على القانون لا محالةَ، ومن يعترض منكم على فلسفةِ الدولةِ أو أحكام القضاء – بالِرغم من معاقبةِ القانون لذلك – نقول لهم إما القبول بالمسلمات أو الرحيل بالإنتقاءِ والإختيار، فتلك الدولة اختارت الرئيس المخلوع مرسي بحكِم الشرعيةِ، ونزعت عنه عباءة الحكم بأغلبيةٍ ساحقة، وبدستورية لا تقبلُ الطعن، فكما ارتضى فصيلُ بحكمكم ولم يطعن عليكم وعلى ممارساتكم عليكم أن ترتضوا بالشرعية والدستورية.

يا سادة الذي حرك كوامنَ النفس البشرية داخلي لكتابة هذا المقال؛ هو تلك الدوافعُ الدنيئةِ والمشاعرُ القميئةِ التي لطالما تحركت مع انجاز ونجاح كل رجلِ أعمالٍ في أي قطاعٍ ولا أعلم لماذا؟؟!! الفرصُ متاحةٌ أمامكم مثلما أُتيحت لرجالِ الأعمالِ إلا أن الكسل والخمول المسيطر عليكم هو الذي دفعكم الى ما وصلتم اليه؛ ودفع رجال الأعمال الى تحقيق ما صبت اليه نفوسهم. دعوني أُناطحكم الحُجةَ بالحجةِ والبرهانَ بالتبيانِ، كم ألفُ عاملٍ وكم ألفُ أسرةٍ تعمل في تلك المدن الجديدة، والمصانع، وبيوت الخبرة الإستشارية؟؟!! كم من المليارات التي يتم استثمارها في بلاد الخير مصر العطاء؟؟!! كم من المكاسب ينالها المستثمرين من خيرات مصر وهذه المكاسب تعود بالخير والنماء على المجتمع؟؟!!

يا سادة الأغنياءُ طبقةً رصينةً في المجتمعِ والله يقول في محكمِ التنزيل “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”. يا سادة لماذا دوما ودائماً نسعى لحرب أنفسنا وإفساد استثمارات الغير؟؟!! لمصلحة من هجرة هذه الإستثمارات وغيرها وإذا ذهبت الى أماكن أخرى من سيوجد فرص العمل لهذه الأسر؟؟!! أنا لا أريد أصواتاً نشازاً تقول أن هؤلاء تتاح لهم استثناءات، وأنهم وأنهم، ومن أين جاءت أموالهم، إنها من دماء الفقراء، أنها أموالنا، كفاكم ترّهاتٍ واهيةٍ لا تسمن من جوعٍ ولا تسدُ رمق، لماذا لم تقوموا بمثل ما قاموا به؟؟!! لماذا لم تستثمروا مثلهم؟؟!!. جميعهم عملَ، وجدَّ، واجتهد، وثابرَ، وواصل الليل والنهار، واقتنص الفرص، وغامرَ وضحى بوقتهِ ومالهِ حتى جاء وقُت الحصادِ، ليس من الإنصاف والحكمة أن نتكلمَ ليلَ نهارٍ عن النماذجِ الناجحةِ بهذه الصورةِ السلبيةِ فقط!! انظروا الى فخامة المدن المعمارية التي قدموها كنماذج رائدة للحياة البشرية التي يستحقها البشر، لماذا لم تطالبوا الدولة ببناء نماذج مشابهة لها للإسكان؟؟!! الأمر ليس بالغ الصعوبة والتعقيد، الأمور جميعها تحتاجُ دراسةٍ، وفكرٍ، وتقنينٍ، وتوجهاتٍ، وإرادة للتحقيق.

انها نصيحة لكافة القوى الشعبيةِ المتناثرةِ والمتناحرة التي أثبت فشلها حينما أُتيحت لها فرصة إرتقاءِ سُدةِ الحكم، نصيحةً لهؤلاء، انشغلوا بإصلاح ذواتكم أما إصلاُح المجتمعات فمهمةً شاقةً عليكم؛ وأكبر مما تتحمله عقولكم، بل أشد عبئاً على ذنوبكم التي لا تستطيعون تخفيفها على أنفسكم، تخّلوا عن فكرة الخلافةِ الوهميةِ في عقولكم لأنها وان كانت حقيقةً دامغةً فلم تُخلق لعبثيةِ عقولكم وتشدقات لحيتكم التي تنتظرُ إشارة البدء لبيع الغث والثمين من أجل المصالح الشخصية.

نصحيتي الى الشباب، اعكفوا على الدراسةِ والتحليلِ والعلمِ التفسيرِ، واقرؤا سير العظماء والمشاهير ورجال الأعمال وسيدات المجتمع الراقي، انتقوا من سيرهم ومواقفهم وانجازاتهم ما يتماشى مع مبادئكم وطرق تفكيركم، لا تقفوا في أماكنكم دون تطورٍ أو تطوير، فقديما قالوا إما أن تتقدم أو تتقادم، اجمعوا الأموال من بعضكم البعض، أقيموا المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مصر بها أكثرُ من 100 مليون عقل، أنها ثروة بشرية لا تقدر، لديكم ألاف المشاريع تستطيعون تحقيقها وتحويل الأحلام الى حقيقة، لماذا الحقد والحسد على الآخرين؟؟!!.

ونصيحتي الى كل رجال الأعمال وكل من تصل الى يده أُخطوطتي وكلماتي؛ لا تتوقفوا عن النهوض بالمجتمع، واصلوا العمل بجدٍ واجتهاد، نبارك خطواتكم المعلنةِ أمامُنا والهادفة لتطوير مجتمعاتنا عملاً بكتاب ربنا وسنة نبينا؛ أما نواياكم وخفايا أيديكم فتلك خصوصية العلاقة مع بارئكم…
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى