المستشار أنور الرشيد يكتب لبوابة العرب الاخبارية ما الذي يحدث في تونس الخضراء؟

بقلم المستشار أنور الرشيد
“رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني
الكويت”

كمتابع ومهتم في مايحدث من تطورات في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وبعد ما قادت تونس الربيع العربي وتساقطت الأصنام واحداً تلو الأخر وبعدما أستقرت نوعاً ما وبدأت الديمقراطية والحُرية تأخذ طريقها نحو التجذر عبر العديد من المؤشرات، بدأت هذه الأيام هجمة شرسة على تونس من قبل قوى في المنطقة التي قادت الثورة المضادة لإرادة الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية.

فتونس والشعب التونسي الذي قاد شعوب منطقتنا المنكوبة بالأنظمة المُستبدة المدعومة من قوى الفساد وتجار الدين لا بل هناك تحالف تاريخي واستراتيجي مابين المثلث الاسود المتمثل في المُستبدين والفاسدين وتجار الدين، هذا المثلث هو الذي يتحرك الأن لأجهاض الديمقراطبة التونسية، نعم هذه هي حقيقة مايجري اليوم في تونس وهذا مايُحتم على كل القوى المدنية الحية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الاوسط بأن تُسارع بدعم تونس وشعبها لمواجهة هجمة ذلك الثلاثي الاسود الذي سيُدمر تونس وسيُجهض ثورتها ولا أستبعد أن يحول تونس لحمام دم كما حول العراق وسوريا واليمن وليبيا ليكونا عبرة وأنموذجاً للشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية.

اليوم لايستطيع أي متابع منصف أن يُنكر تدخل ثلاثي الشر في كل دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وتدمير كل محاولات الشعوب التي تتطلع للحُرية والديمقراطية، وهذا الذي حصل لشعب العراق وسوريا وليبيا واليمن، لذلك الإنتباه والحيطة والحذر واجب ليس على الحكومة التونسية ولا البرلمان التونسي وإنما علينا كشعوب حُرة ألا تترك تونس وشعبها لقمة سائغة يبتلعها ثُلاثي الشر وقوى الفساد من بقايا أيتام نظام بن علي.

أن الشعوب الحية هي التي تدافع عن مصالحها وحقوقها المشروعة المتمثله بحقها بأن تكون حُرة وتطور نفسها وذاتها بذاتها بعيداً عن لصوص الحُريات وحقوق الشعوب الذين نحن منهم ومن أواخر شعوب الأرض التي تحكمها أنظمة مستبدة تُصادر حُريتنا وحقنا المشروع بأن نختار من يمثلنا، لذلك نحن كشعوب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط نعيش في مرحلة إنتقالية قاسية وعميقة لم تحصل بتاريخها بعيداً عن مرحلة خمسينيات وستينيات القرن الماضي التي اتسمت بسقوط أنظمة وبروز أنظمة عسكرية أدت لكوارث إنسانية وحقوقية بحجة لا صوت يعلو على صوت المعركة وفي النهاية لم يكسبوا المعركة ولانجحنا بتطوير ذاتنا لا بل بالعكس تخلفنا أكثر عن الرُكب الحضاري البشري يكفي أننا الشعوب الوحيدة في العالم التي تزداد بها الأمية بينما تكاد تختفي لدى مُعظم شعوب المعمورة.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى