هشام البقلى يكتب لبوابة العرب الاخبارية السحر ينقلب على الساحر

بقلم هشام البقلى “مدير مركز سلمان زايد للدراسات”

اصدر الرئيس الأمريكى ترامب قرارا تنفيذيا يضع قيودا على مواقع التواصل الإجتماعى ( فيسبوك – تويتر – انستغرام – إلخ) تلك القيود ستفتح الباب أمام الملاحقة القانونية لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى ، وأنا هنا لا انتقد القرار الترامبى ، ولكن أضع مجموعة من التساؤلات أمام القارئ العزيز .

بداية من حق كل دولة أن تتخذ القرارت التى تتناسب معها بما يحفظ أمنها ويحافظ على السلم الاجتماعى ، ولكن الأصوات الامريكية التى علت كثيرا مطالبة بحرية الرأى والتعبير ، وعدم فرض أى قيود على أراء المواطنين ، أين تلك الأصوات الأن ؟ ، خاصة فى الوقت الذى يفتح فيه ترامب النار على تويتر لمصالح شخصية وانتخابية وحزبية بحته لا تمت بصلة للأمن أو السلم الاجتماعى بل هى تقيد واضح وصريح للحرية الرأى والتعبير .

وسائل التواصل الاجتماعى كانت أهم الوسائل التى تستخدمها الإدارة الأمريكية فى مخاطبة الشعوب خلال الفترة الماضية ، فيظهر ترامب عبر تلك المنصات ليوجه رسائل إلى الشعب الإيراني بالفارسية ورسائل أخرى يشكر فيها المملكة العربية السعودية على الدعم الذى تقدمه المملكة فى مكافحة الأرهاب ، وبين تغريدة وأخرى يتشدق بها ترامب مطالبا بحرية الرأى والتعبير حتى انكوى بتلك النار ويطالب الأن بفرض قيودا عليها .

ما فعله ترامب يذكرنى بشعارات الموهوم رجب طيب أردوغان ، الذى يخرج علينا وعلى أنصاره بشعارات رننانة يتحدث فيها عن القضية الفلسطينية والقدس ثم يذهب مسرعا بإرسال المساعدات لإسرائيل ، ويطالب بحرية الرأى فى الدول العربية ، على الرغم من أن تركيا هى الدولة الأكبر فى الشرق الأوسط بعد إيران فى أعداد المعتقلين بسبب الرأى .

ختاما يبدوا أن كورونا لن تغير العالم اقتصاديا فقط ولكنها ستسقط الأقنعة عن تلك الأنظمة ، وينقلب السحر على الساحر

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى