بقلم الدكتور الدكتور عيسى محمد العميري ” كاتب كويتي “
إن المملكة العربية السعودية في عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.. خطت خطوات غير مسبوقة في تاريخ المملكة ابتداءاً من رؤية المملكة 2030م والمشاريع التي تضمنتها، وأهمها المشروع الجبار “نيوم” في خطتها الطموحة بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى مثل إنشاء صندوق سيادي: تعمل المملكة بموجبه على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها تريليوني دولار إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك أضخم” الصناديق السيادية عالميا. حيث أن البيانات الأولية تتحدث هنا لتقول بأن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من 10% من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية، ويقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3%” من الأصول العالمية. وأضاف أن السعودية ستكون قوة استثمارية من خلال الصندوق الذي سيكون محركًا رئيسيًا للكرة الأرضية وليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. وأيضاً هناك التحرر من النفط : حيث سوف تستطيع المملكة العربية السعودية من خلاله العيش بدون نفط في غضون سنوات معدودة، وتستطيع تحقيق هذه الخطة الاقتصادية التعايش مع الوضع العام حتى في ظل وصول سعر برميل النفط ثلاثين دولارا أو أقل، وتهدف الخطة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنويا إلى 267 مليار دولار سنويا، كما تهدف إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية من 16% من الناتج المحلي حاليا إلى 50% من الناتج. وتسعى المملكة العربية السعودية تحت قيادة ولي العهد إلى تحسين وضعها لتصبح ضمن أفضل 15 اقتصادًا في العالم بدلا من موقعها الراهن في المرتبة العشرين. في ما يتعلق بمصادر الطاقة ستنشئ المملكة مجمعا ضخما للطاقة الشمسية في شمال البلاد، كما أن الصناعات السعودية ستركز على نقاط القوة وتتجنب نقاط الضعف مثل موارد المياه الشحيحة، وذلك بتوجيه الاستثمار في كل من جمهورية مصر العربية والسودان.
إن أفكاراً جريئة قدمها ولي العهد السعودي كان له عظيم الأثر في إحداث الأثر الإيجابي في الاقتصاد بالمملكة ومن تلك الأفكار مشروع طرح أرامكو بالبورصة حيث طرحت المملكة أقل من 5%” من شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو للاكتتاب العام في البورصة وستخصص عائدات الطرح لتمويل الصندوق السيادي السعودي، وأن أرامكو جزء من المفاتيح الرئيسية للرؤية الاقتصادية. طرح جزء من الشركة للاكتتاب سينتج عدة فوائد أبرزها الشفافية، إذا طرحت أرامكو في السوق يعني يجب أن تعلن عن قوائمها وتصبح تحت رقابة كل بنوك المملكة، وجميع المحللين والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية. يتوقعون تقييم أرامكو إجمالا بأكثر من تريليوني دولار. هذا بالإضافة إلى مشروع البطاقة الخضراء حيث أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن المملكة ستطبق نظام البطاقة الخضراء قريباً بهدف تحسين مناخ الاستثمار، وأن النظام سيمكن العرب والمسلمين من العيش طويلًا في السعودية، وأن المملكة ستفتح السياحة أمام جميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات البلاد. منا أن الإصلاحات الشاملة المخطط لها ومن بينها نظام البطاقة الخضراء ستطبق حتى إذا ارتفعت أسعار النفط فوق مستوى سبعين دولارا للبرميل من جديد. واستكمالاً لتطوير الاقتصاد في المملكة وبعد انتهاء جائحة كورونا الحالية السعي لتحقيق استقطاب ثلاثون مليون معتمر إليها كما وتخطط المملكة لزيادة عدد الحجاح سنويا من 4 ملايين إلى ثلاثين مليونا بحلول عام 2030. وأن أعمال تطوير البنى التحتية كالمطارات التي يتم استقبال الحجيج فيها سيدعم الخطة، إضافة إلى تطوير البنى التحتية في مكة واستثمار أراض محيطة بالحرم المكي والتي وصلت إلى مراحل متقدمة جداً لتحقيق هذه الغاية.. كما يأتي إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة ستنشئ أكبر متحف إسلامي في العالم وسيكون مقره الرياض، وذلك لإتاحة الفرصة لغير المسلمين لزيارته في بادرة غير مسبوقة تأكيداً لأهمية دور الدين الإسلامي على البشرية.
كل تلك المشاريع الجريئة التي يسعى لتحقيقها ولي العهد.. مثل التوظيف والقطاع الخاص لتخفيف معدلات البطالة.. وأيضاً هناك تطوير الصناعة العسكرية، وهناك مشروع الإسكان والمشروعات: ستعمل الحكومة السعودية على إعادة هيكلة قطاع الإسكان للمساهمة في رفع نسب تملك المواطنين السعوديين.. والأهم أيضاً هو مكافحة الفساد حيث أنشأت الحكومة السعودية لجنة مكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان… كل تلك المشاريع سيكون لها أثر ضخم جداً في تغيير شكل المملكة للأفضل في المستقبل القادم من الأيام فيما بعد الجائحة العالمية التي تمر بالكرة الأرضية حالياً.. ليصبح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراباً للمملكة بالمعنى الحقيقي للكلمة. والله الموفق.