أين تقف دولة الصين من صفقة القرن؟
سؤال يطرح نفسه في ظل انهماك اميركا والمجتمع الدولي ودول اقليمية ببنود “صفقة القرن”، التي تقضي على حق الفلسطينيين في بناء دولتهم على ارضهم وعاصمتها القدس، وتضرب نضالاتهم في تحرير بلادهم من الاحتلال الاسرائيلي، فتأتي صفقة القرن لترضي أجندات امريكية واسرائيلية مع دول عربية على حساب فلسطين وشعبها المناضل، لذا يحق السؤال ما هو دور الصين من هذه الصفقة وما هو موقفها ؟ في وقت أن باقي الدول الكبرى اميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، عملوا على هندسة الصفقة، منهم من كان راعياً اساسيا وكنهم من يساند ليستفيد في ملفات الشرق الأوسط، ومنهم من كان ممولاً. وكان جلياً وواضحاً غياب الصين إحدى كبرى دول العالم وأغناها اقتصاداً، ليسجل غيابها اعترافاَ واضحاً وصريحاً غن عدم موافقتها على هذه الصفقة، لتترك حبل السرة ممدوداََ بينها وبين الشعوب العربية والاسلامية الرافضين ل”صفقة القرن” ، وبالنظر الى الخارطة السياسية والاقتصادية لحيثيات طرح هذه الصفقة زمنياً يأتي في ظل غياب الوزن العربي السياسي والعسكري، مقابل ارتفاع نسبة تخوف العرب من النمو النووي الايراني وتشعب اذرعتها في العديد من الدول العربية، وكانت سبباً في احداث قلق دائم، وصولاً الى الداخل الفلسطيني هذا ما ساهم في الانقسام الداخلي، وعزز نجاح المشروع الاميركي والاسرائيلي في المنطقة، حتى وصل التمادي الى واقع داخلي واقليمي مشرذم كان عاملاً أساسياَ لاضعاف القضية الفلسطينية.
وتعليقاً على موقف الصين من هذه الصفقة، يشرح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين، معطيات “الصفقة” والدوافع والاطماع منها والنتائج بحال نجحت، ليؤكد أن الفشل يلاحق هذه الصفقة، وقال “لا يمكن أن يكتب لها النجاح لأنها تتناقض مع أسس الشرعية الدولية، القائمة على مقررات مجلس الأمن” ،
واعتبر أن صفقة القرن قائمة على أساس استئصال القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته، وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة واستعادة حقوقه المشروعة” .
واعتبر أن موقف الصين المساند للشعب الفلسطيني وللشعوب المقهورة، ما يجعلها تتعرض لحملة اشاعات كاذبة إعلاميًا، فيما يخص أقلية الإيغور المسلمة بقصد خلق حالة عداء إسلامية لها في الشرق الاوسط لدفعها الى تبني موقف آخر معادي للقضية الفلسطينية، و قبول صفقة القرن وعلى العرب التنبه لذلك.
وأوضح ياسين “أن موقف الصين مساند لحقوق الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، وحق عودته ورفضه للتوطين، فهذا الموقف لم ولن يتلون أو يتغير بل انه ثابت وواضح في مساندة قضيتهم بقوة”.
وشدد أن”الصين ثابتة في موقفها على قاعدة حل الدولتين هو الطريقة الصحيحة الوحيدة للمضي قدما لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. أشار أن الصين تؤكد في المحافل الدولية، أن على المجتمع الدولي الدفاع عن التعددية ودعم العدالة والإنصاف في تعزيز حل شامل وعادل ودائم.
وقال ياسين “إن الصين واضحة برفضها الدائم لأي مغامرة تصل الى مستوى مصادرة حقوق الشعوب، وتقارب الصين موقفها في الحل الشامل في اعادة تعزيز مبادرة السلام العربية على مبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، توفر معايير أساسية لحل النزاع” .
وقال ان الصين تدعو المجتمع الدولي ضرورة الاستئناف المبكر للمفاوضات بين الطرفين، التي ينبغي أن تؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. واعتبر إن أي مبادرة جديدة يجب أن تمتثل للمعايير الدولية الأساسية.
كما ينبغي على الدول ذات النفوذ الكبير في منطقة الشرق الأوسط الاضطلاع بدور بناء من أجل تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات”.