رؤية خبير…..”بئر الخيانة على القنوات التركية”

بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام

تشهد قنوات الاخوان التى يتم بثها من تركيا هجوماً محموماً على الدولة المصرية تتزايد أصواتها كلما تعرضت تركيا لهزة سياسية داخلية او خارجية وكذلك لآى إنتكاسة عسكرية فى اى دولة من الدول التى تقوم فيها بعمليات حربية بهدف السيطرة على جزء من اراضيها مثل العراق وسوريه او على مقدراتها الاقتصادية مثلما هو الحال فى ليبيا.

كانت الضربة الجوية التى قام بها الجيش الوطنى الليبى على قاعدة الوطية الجوية بداية واضحة لهذا الهجوم الإعلامى عندما أستشعر هؤلاء المأجورين من الاعلاميين المصريين اللذين باعوا ضمائرهم لآجهزة المخابرات التركية من حرج فى موقفهم وفشلهم لتأليب الرأى العام فى الداخل والخارج ضد الموقف المصرى المساند للحقوق المشروعة للشعب الليبى ودعم جيشه الوطنى الليبى وبرلمانه المنتخب….وكذلك فى فشلهم بإحتواء اصوات المعارضة الداخلية بعد تردى الاوضاع الامنية والاقتصادية وايضاً المعيشية فى تركيا.

حاول هؤلاء فى لقاء مع مستشار الرئيس إردوغان إثبات قدرة الجيش التركى على التواجد فى جميع الدول التى يحاول غزوها وان قوته العسكرية تفوق قوة الجيش المصرى….ولا اعلم سبب اهتمام هؤلاء الخونة الدائم بمقارنة الجيش التركى بالمصرى رغم ان العالم أجمع يعلم تفوق القوات المسلحة المصرية بكافة تخصصاتها على القوات التركية….ولكن يبدو انها محاولات يائسة لطمأنة الشعب التركى من ناحية….ولاثبات ولائهم وإحترامهم للدولة التى تأويهم وتحميهم من ناحية اخرى….ولكن الحقيقة ان هناك اسباب غير معلنة وراء تلك الحملات المحمومة من هؤلاء المرتزقة من الاعلاميين اشار اليها الاخوانى/ صابر مشهور فى احدى حلقات برنامجه الذى يبث من هناك وذلك فى اعقاب صدور قرار من احدى المحاكم المصرية بعدم الموافقة على تجديد جواز سفر المصرى الهارب/ ايمن نور….حيث تساءل على الهواء مباشرة عن مصيره ومصير زملائه الذين باعوا ضمائرهم لحساب تركيا بأنهم بدأو يشعرون بالقلق من تغيير معاملة السلطات الامنية معهم هناك حيث تزايدت مطالبتهم بالحد من تحركاتهم خاصة وان العديد منهم قد انتهت صلاحية جوازات سفرهم ويبدو ان إتجاه السفارة المصرية عدم تجديدها لهم وبالتالى فإن إقامتهم هناك اصبحت غير شرعية….يأتى هذا فى الوقت الذى تم فيه تسريب للرئيس التركى مع احد مستشاريه بان الاخوان المسلمين المصريين قد يشكلون عبئاً على تركيا فى الفترة القادمة نتيجة الضغوط الدولية التى تتهمهه بحمياتهم وايوائهم بالرغم من انهم احد المصادر الرئيسية للارهاب فى العالم ….كما انهم سبق ان خانوا وطنهم الاصلى ومن المحتمل ان يخونوا تركيا طالما كان ذلك سبباً فى تقوية وضعهم فى المنطقة وذلك بالتحالف مع ايران على سبيل المثال …. كما سرت بينهم ايضاً شائعات تفيد بانه من المحتمل ان يتم تسليم بعض شباب الاخوان الهاربين فى تركيا مقابل قيام الجيش الوطنى الليبى بالافراج عن بعض الاسرى الاتراك الذين يساندون حكومة الوفاق الليبية….ومن الواضح انه كلما تزايدت تلك الشائعات تتزايد معها الحملات المسعورة ضد الدولة المصرية سعياً منهم لإثبات ولائهم للنظام التركى و أملاً فى منحهم الجنسية التركية او على الاقل السماح لهم بالاقامة هناك بغض النظر عن انتهاء صلاحية جوازات سفرهم خاصة بعدما وعد الرئيس التركى العديد من مليشيات داعش اللذين دفع بهم الى ليبيا بانه سوف يمنحهم الجنسية التركية عند مشاركتهم فى الحرب الاهلية هناك وذلك اذا حققوا الانتصار المطلوب ضد الجيش الوطنى الليبى.

ويتابع هؤلاء المرتزقة الاحداث اليومية فى مصر باهتمام بالغ لمحاولة تشويه اى نجاح او تقدم يحدث بها فى اى مجال او التشكيك فى قدرة الدولة على ادارة المواقف والمشكلات التى تتعرض لها ….فها هم يحاولون صرف الآنظار عن التواجد التركى فى ليبيا الى مشكلة سد النهضة فى اثيوبيا محاولين إيهام المواطن المصرى ان تلك هى المشكلة الاهم بالنسبة لمصر لانها مسالة وجود وحياة وان التواجد التركى فى ليبيا لا يشكل اى خطر على الامن القومى المصرى….ومن المتوقع ايضاً ان تشهد الاستحقاقات النيابية القادمة فى مصر موجه اخرى من الهجوم والانتقادات عليها للطعن فى اى خطوة تتخذها الدولة المصرية فى طريق الديمقراطية مع الاستمرار فى تجاهل الممارسات الاستبدادية الصارخة التى يمارسها النظام التركى ضد المعارضيين السياسين هناك….وبطبيعة الحال فان العناصر الاعلامية الاخوانية سوف تتمادى فى هذا التوجه نظراً لما سوف يزيده ذلك من عزلة تنظيم الاخوان الارهابى فى اى استحقاق انتخابى قادم فى مصر نتيجة افتضاح ممارساته الاستبدادية التى شهدها الشعب المصرى اثناء الفترة التى تولت تلك الجماعة حكم البلاد.

ومن الواضح ان السلطات التركية تتعامل مع هؤلاء المرتزقة حالياً بشئ من عدم الاهتمام والتجاهل وهو الامر الذى جعلهم يرسلون الالاف الرسائل والشكاوى على الموقع الاليكترونى لوزارة الداخلية التركية يناشدون المسئولين فيها بعقد لقاءات مع الجالية المصرية هناك ومعظمها من جماعة الاخوان الهاربين لتركيا للوقوف على مشاكلهم ومساعدتهم فى حلها إسوة بما يحدث لاعضاء الجالية السورية هناك التى تلقى اهتماماً ملموساً من السلطات التركية خاصة من يحملون مؤهلات جامعية…لقد ايقن هؤلاء الخونة الذين يستخدمهم اردوغان ابواقاً ضد بلادهم ان مصيرهم ومهمتهم قد شارفت على الانتهاء وانه لن يتحملهم طويلاً فقد رسم لكل منهم دوراً محدداً عندما ينتهى فسوف يتم القائه فى سلة المهملات تمهيداً لترحيله الى بلاده او تجميداً وتحديداً لتحركاته واتصالاته وحتى لظهوره إعلامياً وهو ما حدث بالفعل حالياً للبعض منهم حيث لم نعد نراهم الا على فترات متباعدة او عند الحاجة اليهم فقط.

هذا دائماً هو مصير الخائن لبلاده….يكون له دور محدد ويصبح بلا اى قيمة بمجرد ان ينتهى هذا الدور المرسوم له والذى ينفذه بكل دقة تطبيقاً لمبدأ السمع والطاعة….قريباً سوف نرى عودة هؤلاء العملاء من تركيا وايضاً من قطر….او نرى البعض منهم يطلبون الاقامة فى دول اخرى قد تسمح لهم بذلك ولكنهم فى نهاية المطاف سوف يظلون هاربين مطاردين ومشردين نادمين على اليوم الذى باعوا فيه ضميرهم لاعداء وطنهم.
وتحيا مصر….

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى