بقلم المستشار الحقوقي الدولي
أنور الرشيد
الكل يُدرك تماماً بأن الحروب عمرها ما بنت مجتمع فاضل ولا حلت أزمات ولا مشاكل لا بل الكل مُدرك بأنها ستكون ماساة مستنسخة من ماقبل تاريخ الحضارة البشرية التي توصلت لما يُعرف اليوم بفن التفاوض لحل الأزمات والمشاكل.
اليوم مع الاسف نسمع طبول الحرب تُقرع في منطقتنا الموعودة بحروب مستمرة منذ بداية الخليقة وحتى اليوم، فطبول حرب مصر ليبيا المؤكد بأنها لن تكون نزهة فقرار الحرب سهل ولكن الخروج من تلك الحرب ليس بيد احد وأنما بيد المصالح التي ستترتب على تلك الحرب التي ستستنزف طاقة الجيش المصري طويلاً مع الأسف لسبب بسيط جداً وهو أن من سيُقاتل ضد الجيش المصري ليس جيش مقابل جيش يمكن هزيمته وأعلان النصر عليه وأنما جيش مقابل ميليشيا وكل الحروب التي خاضتها جيوش نظامية ضد ميليشا انهزمت الجيوش وحرب فيتنام خير دليل ورغم قوة الجيش الاسرائيلي بصواريخه وتكنولوجياته هزمه حزب الله وعاصفة الحزم على ميليشيا الحوثي لازالت مستمرة ولم ينتصر بها جيوش وليس جيش، نعم جيوش عشرات الدول ورغم ذلك لم ينهزم الحوثي، طبول الحرب القادمة لمنطقتنا عبر الصحراء الليبية المصرية ستكون كارثة تُضاف للكوارث التي تتساقط على منطقتنا، ومعالجة قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ليس بالعنف يمكن حلها فالعنف يجر للعنف كما يُقال ونحن أمام فكر يُحمل إيدلوجية دينية وايجاد حل له هو بالفكر نفسه وليس بالعنف.
ولعلني أُذكر بأن هذا الفكر أنتم كانظمة تبنيتوه ودعمتوه وربيتوه بأحضانكم لكي تضربوا التوجه اليساري بكل اطيافه من بعد هزيمة 1967م واليوم السحر انقلب على الساحر وبما أن الفكر الديني السياسي لاينموا ولايعيش إلا في أجواء الظلم والظلام والاستبداد فحله هو الديمقراطية والحرية والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والفاسدين الذين هم اليوم برعايتكم كأنظمة.
فالحروب كوارث والحل بالديمقراطية وعلينا تقبل نتائجها فازمة المنطقة ليس بالإخوان فقط وإنما حتى بالانظمة التي تُحارب الديمقراطبة.