بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام
وتمر الايام سريعاً لتحل معها الذكرى الثامنة لرحيل الجنرال عمر سليمان هذا الرجل الذى سوف يذكره التاريخ طويلاً وسوف تكشف الايام تلك البطولات التى حققها جهاز المخابرات العامة فى عهده وايضاً العديد من التدخلات الشخصية التى قام بها مستدمداً فيها ثقة معظم قادة العالم فى خبرته وبعد نظرته الامنية والسياسية والاستراتيجية.
كان عمر سليمان يعتبر العدو الاول لرئيس الوزراء الاثيوبى الراحل ميلس زيناوى حيث أجهض كل المحاولات التى حاول الاخير القيام بها لبناء اى سد من السدود على النيل الازرق فى اثيوبيا وكان زيناوى دائم الشكوى منه حتى انه طلب من الوفد الشعبى الذى سافر الى اثيوبيا فى اعقاب احداث يناير 2011 إقناع المسئولين عن الحكم فى مصر أنذاك بمحاكمة عمر سليمان والذى كان يسميه الشيطان الاكبر.
كما كان ايضاً العدو اللدود لقيادات جماعة الاخوان الارهابية خاصة التنظيم الدولى الذى تمكن من إختراقه فى انجلترا…. و فى اعقاب يناير 2011 قام بعقد عدة لقاءات مع قيادات الجماعة فى مصر ومن بينهم الكتاتنى ومرسى وسليم العوا وطلب منهم ان يتم الاعلان عن تشكيل حزب سياسى لهم يمارسون من خلاله نشاطاً معلناً غير سرى او انهم جماعة دينية دعوية فقط الا انهم رفضوا ذلك عندما استشعروا ان الظروف سمحت لهم ان يفرضوا شروطهم…. وهنا اتذكر انه قال لى انهم يشترون الدنيا بالدين فى حين انه ليس لهم أى علاقة بالدين ولكنهم سوف يحكمون البلاد ولن تستمر فترة حكمهم اكثر من عام واحد على الاكثر حيث سوف يكتشف الشعب المصرى حقيقتهم ويسقطهم بلا عودة بإذن الله….هو ما تحقق بالفعل.
كانت له رؤية ثاقبة فى الاشخاص الذين يتعامل معهم حتى ولو كان ذلك لمرة واحدة وفى هذا الاطار فقد ذكر السيد / احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية فى اكثر من لقاء وحديث ان السيد/ عمر سلييمان تنبأ بان اللواء/ عبد الفتاح السيسى مدير ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع فى اعقاب احداث يناير 2011 سوف يكون له شأن كبير فى قيادة الدولة المصرية وسوف يتمكن من ادارة الامور لما يحقق صالح البلاد والعباد وهو ما تحقق بالفعل بعد اقل من ثلاثة اعوام منذ تاريخ استيلاء جماعة الاخوان على الحكم وتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد تفويض الشعب له على إسقاطهم وعودة الحياة والامن والاستقرار الى ربوع الوطن.
رحم الله هذا الرجل الذى افنى حياته فداء لوطنه.