هذيان الخلافة وحروب المرتزقة

بقلم الاعلامية دينا حسين

تسعي الدول حول العالم إلى تأمين حدودها، خاصة إذا كانت الجار يعاني من انفلات أمني، كما تفعل مصر مع ليبيا.
لدينا حدود غربية ممتدة مع الشقيقة ليبيا، ومنذ اندلاع الأزمة الليبية ترى مصر وجيشها العظيم يقف حائط سد منيع لتأمين الحدود. ومعاونة الشقيق الليبي على دحر الإرهاب والمليشيات المُسلحة.

في الوقت الذي يطالب فيه وزير الخارجية التركي مصر في تصريح يفتقد أدنى درجات الدبلوماسية، ينكر فيه على مصر حق تأمين حدودها الغربية.
يحتاج الوزير التركي، أن يطلع مجددًا على التاريخ ليعرف الكثير عن المعاملات التجارية، وطبيعة العلاقات بين العائلات على الحدود من زواج ونسب وعائلات تكونت بروح مصرية وجنسية ليبية أو العكس.

بحسب أخبار مُعلنة ولا يخفيها أردوغان الحالم بزمن الخلافة العثمانية، أرسلت تركيا مرتزقة إلى ليبيا. وقع رجب طيب أدروغان، ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، مذكرتي تفاهم، إحداهما تتعلق بتعيين الحدود البحرية بين الدولتين، التي تنتهك حقوق دول الجوار، والأخرى أمنية تتيح لأنقرة إرسال قوات إلى ليبيا، منذ تلك الاتفاقية المشبوهة في 2014 وتدفق السلاح إلى ليبيا لا يتوقف.

لم يرسل أردوغان السلاح والمرتزقة إلى ليبيا للتنمية، أو يساهم في إعمار ليبيا، الأمر بوضوح أنه يحاول السيطرة على مصادر الطاقة، وسرقة النفط الليبي، وإيجاد حل لأزمة انهيار الليرة التركية. على حساب مطامع سياسية في ليبيا.

يجاهد هذا التركي الحالم بالخلافة بجنود مرتزقة. لا تعلم شيئًا عن شرف المعارك ولا تراب الوطن. ولا يعلم أن الخدمة العسكرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمواطنة. والعقيدة والشرف وليس البترول والغاز.

تضرب تركيا بالقوانين الدولية عرض الحائط، لكن الرد جاء سريعًا. كانت سفينة تركية تفرغ حمولتها من الأسلحة في ميناء طرابلس، في مخالفة لحظر السلاح الدولي. فتعرضت السفينة لقصف جوي وصفته وكالات الأنباء بهجوم الطيران المجهول.

مصر أكدت بوضوح على لسان زعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الأمن الليبي جزء من الأمن المصري. وستخرج ليبيا من أزمتها قوية. وسيذهب الخليفة التركي وأطماعه إلى مزبلة التاريخ.
لدينا قائد وزعيم للمنطقة لم ولن يسمح بسرقة نفط دولة شقيقة، أو تفريط في حدود. أو تغيير في خرائط المنطقة.

هذه رسالة أكدها القائد والزعيم المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة باعثًا للأمن والأمان في قلب كل عربي يقف مهمومًا بمتابعة المشهد. اطمئنوا … ستبقى مصر قلب الأمة العربية، وسيذهب هذيان الخلافة ومرتزقة الدم إلى الجحيم.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى