تحديات المرحلة

بقلم الاعلامية دينا حسين

“هندخل بطلب منكم .. ونخرج بأمر بررضو منكم، وبتكلم من غير ورقة وقلم ولا ترتيب”، هكذا يخاطب الرئيس الأشقاء في ليبيا، يتحدث السيسي بلغة العائلة، الأمة العربية لا تغيب عن مصر أبدًا. أمن الخليج وليبيا والسودان جزء الأمن القومي المصري.

منذ خمسينات القرن الماضي، لا تترك مصر الأمة العربية أبدًا، كان عبد الناصر زعيمًا أسس لهذه المدرسة، ويناضل السيسي لاستمرار ريادة في حفظ الأمن بالمنطقة رغم تغير الظروف التاريخية والاقتصادية.

تحاول تركيا فرض سيطرتها على المشهد في ليبيا، تدفع بمرتزقة من مشارق الأرض ومغاربها، لتنهب ثروات الشعب الليبي. لكن زعيم الأمة العربية كان حاضرًا. استقبل السيسي مشايخ القبائل الليبية ليعلنوا بوضوح تفويض السيسي للتدخل وحماية سيادة الأرض الليبية.

وسط انشغال مصر بحدودها الغربية، وروابط الأمة العربية. تستغل إثيوبيا الموقف. وتراوغ المفاوض المصري حول شروط ملء وتشغيل سد النهضة.

مصر لا تمانع في دعم التنمية في دول القارة السمراء، وخلال رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي العام الماضي، كان رؤية مصر في التنمية المستدامة نموذجًا للاقتصاديات الناشئة في إفريقيا.

وتاريخيًا، كان الزعيم عبد الناصر من أكبر مؤيدي الدول الإفريقية للتحرر من الاستعمار، والتاريخ شاهد بفصول كثيرة استمرت حتى جائحة كورونا الأخيرة بإرسال مساعدات طبية لعدد من الدول الإفريقية.

لكن موقف إثيوبيا المتعنت في حق مصر التاريخي في مياه النيل، تقف وراءه قوى بالمنطقة تريد تشتيت مصر عن جهود التنمية في الفترة الأخيرة.

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي رقم هام في معادلة سد النهضة، ماذا دار في الغرف المغلقة خلال تلك الزيارة؟
الردود التي تصدر من الجانب الإثيوبي، تشبه مراوغات الاحتلال في مفاوضاته مع فلسطين. من حق مصر أن تطلب ردود مقنعة حول تسريب صورًا لملء السد. المفاوضات برعاية سياسية من الولايات المتحدة. وتحت إشراف الأمم المتحدة، ومجلس الأمن. ماذا فعلت المنظمات الأممية في قضية المياه لمصر؟
يجب على مصر إظهار تهرب إثيوبيا من الوفاء بوعودها في قضية، وخوض معركة قانونية دولية أشبه بما حدث باسترداد طابا عقب حرب أكتوبر المجيدة. الحق واضح في قضية المياه، والرئيس السيسي وأجهزة الدولة قادرون على الحفاظ على هذا الحق.

الأمر الأخير الذي يستحق الإشادة والتعليق هذا الأسبوع، انتخابات مجلس الشيوخ، لدينا فرصة ذهبية لبناء غرفة ثانية للتشريع والمشورة، على غرار مجلس الشيوخ الأمريكي، علينا دراسة برامج المرشحين. ورغم ضيق فترة الترشح. لكن لدينا الوقت لندرس الأصلح ونمرر من يستحق إلى كرسي مجلس الشيوخ. الانتخابات في هذا التوقيت تحمل عدة رسائل هامة، أولها إظهار تماسك الجبهة الداخلية رغم أزمة الشقيقة ليبيا، ورغم انشغال الدولة بقضة السد الإثيوبي، ورغم التداعيات الاقتصادية لحائجة كورونا، لكن مسيرة التنمية مستمرة ومشاريع الأسمرات تُغير حياة الأسر المصرية. ومعها وبالتوازي لابد أن تستمر مسيرة الإصلاح السياسي. بالاستحقاق الأخير في دستور مصر. فلنشارك جميعًا خلف القيادة السياسية ليستمر دورنا التاريخي مع الأمة العربية، وتسمر مصر داخليًا في مسيرة الإصلاح الاقتصادي والسياسي في آن معًا.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى