بقلم الاعلامية دينا حسين
حاول كثيرون التشكيك في قدرة الدولة، مرات عديدة يحاولون زعزعة الثقة بين القيادة والشعب. حروب الجيل الخامس تشتد في محاولة التغطية على إنجازات الدولة. ثم محاولة الصيد في الماء العكر. وتحميل الدولة أزمة سد النهضة وتعالي أصوات داخلية وخارجية بلهجة الحرب. ودق طبول معركة تحاول جهات متعددة فرضها على مصر في توقيت معين، لاستنزافها اقتصاديًا، وتعطيل عجلة التنمية والإنتاج في مختلف المجالات.
رد الزعيم السيسي جاء سريعًا، بأن جيش مصر يحمي ولا يعتدي، يؤمن ولا يهاجم، مع إشارته إلى الاستعداد إلى تنفيذ المهام القتالية داخليًا وخارجيًا.
كل من هاجم مصر لدفع القيادة السياسية إلى تنفيذ عملية عسكرية سواء في ليبيا أو إثيوبيا كان خطأ، التوقيت تحدده أمور ليست بالضرورة معلومة للكافة. الخيارات العسكرية سهلة. لكن التكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية تعني حسابات مختلفة، ونتائج وعوامل دولية يعرفها صناع القرار.
في مرحلة كتلك ينبغي علينا فقط تقديم المساندة للدولة، بكافة أجهزتها المعلوماتية والأمنية. في أوقات الريبة الحياد، والتنظير والحديث بغير علم خطأ كبير.
صحيح أن هناك تعنت من الجانب الإثيوبي في المفاوضات، وصحيح أيضًا أن أي مقارنة بحسابات القوة العسكرية بين قواتنا المسلحة والجيش الإثيوبي في صالحنا.
لكن ثمة أسئلة ينبغي علينا التفكير فيها، قبل المشاركة في دق طبول الحرب، هل تولت إثيوبيا وحدها تشيد السد، وعليه هل تتخلى الدول المشاركة معها البناء في الحرب؟
هل يمكن لإثيوبيا تدويل قضية السد بشكوى بمجلس الأمن حال ضرب السد من قبل مصر؟، وبدلًا من أن نسعى نحن لتدخل مجلس الامن بناء على الاتفاقية الإطارية لحماية حقوق مصر والسودان في مياه النيل. ينقلب الموقف القانوني القوي لمصر علينا.
وبعيدًا عن الحل الأخير بضربة عسكرية كما وصفه السفير سامح شكري، لدينا تاريخ كبير من الخبرات الدولية في قضايا التحكيم، أبرزها على الإطلاق قضية طابا إبان حرب أكتوبر. ونجحنا في استعادة الأرض بالمفاوضات وإقرار السلام. ولا يزال أبطال المفاوضات أحياء ويمكن للدولة الاستفادة من الخبرات المصرية الاستخباراتية، والعسكرية والدبلوماسية.
لابد أن تكون قرارتنا مدروسة، وخيار الحرب يمكن فقط لصانع القرار اتخاذه حال تعقد الأمور، ونفاذ البدائل والحلول السلمية والقانونية. لكننا في كل الاحول ندرك ونعي طبيعة دورنا في هذه المعركة وهو تقديم الدعم والمساندة للدولة. والثقة في قيادتنا وقواتنا المسلحة.