بقلم الدكتور عيسي العميري “كاتب كويتي “
إن مغامرات إيران على مدى العقود الماضية كان لها تأثيرات سلبية خطيرة على إيران فهي وجهت ثروات شعبها ونفطه إلى الإرهاب ومساندة الحركات الضلالية الإرهابية كما شهدنا ذلك في اليمن بعد أن تم الاتفاق بين الافرقاء في اليمن قبل سنوات فلم يناسبها هذا الاتفاق وعملت على تحريك الحوثيين لقلب الطاولة وتحريك الإرهاب الذي جاء على حساب هذا البلد وشعبه.. وحرضت الحوثيين للتحرش والهجوم على جيرانها في السعودية!؟.. هذا علاوة على تضييع ثروات شعب إيران للسلاح النووي.. وبناء المفاعلات النووية ومحطات الطرد المركزي!.. وكأن العالم أو منطقة الشرق الأوسط بحاجة لأخطار جديدة!…
ومن جانب آخر فإن مايثبت نظريتنا التي نقول بها بأن إيران لاتجرؤ على مواجهة إسرائيل فكل تهديداتها على مدى أربعون عاماً ليس لها أي قيمة.. فأجندتهم في هذا الصدد تتعارض مع حلم التوسع والهيمنة على الشعوب المستضعفة تفرض عليها إرادتها.. ولم تطلق على إسرائيل رصاصة واحدة بطريقة مباشرة إلاّ من خلال واسطة وعبر أدواتها الغبية كما أسلفنا… فهي تدرك تمام الإدراك بأن إسرائيل تعرف كيف تنتقم لنفسها وتضرب من يضربها وتكيل له الصاع عشرة!.. ومن سخريات القدر بكل معانيه!!! نقول بأن إيران تلقت الضربات تلو الضربات في سوريا من قبل الهجوم والقصف الإسرائيلي على مواقعها في سوريا بالقرب من حدود إسرائيل مع سوريا وفي أماكن متفرقة.. إنه حقا جبن مابعده جبن من قبل إيران.. فلم لم تضرب إيران إسرائيل التي استهدفت قواتها في سوريا؟.. لم هذا الخوف؟!.. إن زعماء إيران يجيدون ضرب شعوبهم عندما تنتفض أو تعترض أو مجرد أن ترفع رأسها وتعترض على أحداث سلبية في الداخل.. كما حصل في القمع الذي حصل على شعبهم عندما اعترضوا على نتائج إحدى الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ سنوات عندما رأينا قمعهم لشعبهم وقتلهم كأنهم حيوانات مسعورة!؟..
إن الأحلام الإمبراطورية الفارسية لم تغب يوماً عن ذهن الزعماء الإيرانيين الحاليين والسابقين على عهد الشاه.. في طمعهم بفرض السيطرة والنفوذ الأمة العربية.. وهدفاً لإسقاط وكسر أركان هذه الأمة بكل ما أوتيت قوة.. فالفكر الإيراني لم ينفك يوماً عن تلك الأحلام وسعيه خلال العقود الماضية على هذا الهدف حتى نجحوا في كثير من المواقع فأينما وجدت إيران نجد الشر والإرهاب الأكبر فيها…
وعلى نفس المنوال.. نجد أن ما تحدثنا عنه في بداية مقالنا أعلاه.. ينطبق على دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط.. هي تركيا.. فهما وجهان لعملة واحدة.. فتركيا لطالما سمعنا تصريحاتها النارية وانتقاداتها ضد إسرائيل منذ عقود.. في العلن.. في حين أنها في الخفاء لديها علاقات كاملة معها.. وبينهما تعاون من نوع خاص.. وعلى صعيد آخر فإن تركيا لطالما صرحت أنها مع حقوق الشعب السوري الثائر ضد حكم نظامه الحالي.. منذ بداية الأزمة ولكنها سرعان ما تخلت عن هذا الشعب المظلوم في سبيل مصالحها الشخصية التي اصطدمت بمصالح هذا الشعب.. فتحالفت مع روسيا وإيران في مواضع عدة..
ومن جانب آخر فهناك العديد من العوامل المشتركة بين ايران وتركيا.. فالتدخلات اللتان تقوما بهما الدولتان في العديد الدول في المنطقة هي تدخلات متماثلة.. فتدخلات تركيا في سوريا والعراق وليبيا كان لها وقع وأثر سيء فهي تدخل لتلك الدول وتقوم بقصف الاكراد بحجة وجود نشاطات معادية لها.. ولكنها في الحقيقة ترغب في عدم رؤية دولة حرة مستقلة للأكراد في المناطق التي تقوم بقصفها بين فترة وأخرى لتشتيتهم.. وفي نفس الوقت فإن تدخلها في ليبيا كان له أثر سيء جداً.. فقد أجج هذا التدخل والاصطفاف مع طرف دون آخر.. وعمق الخلاف بين الاخوة الأفرقاء في البلد الواحد.. وعلى الضفة الأخرى فيما يخص إيران فهي تدعي بأنها تساند الحق الفلسطيني من خلال دعم الحركات فيها مثل حماس وغيرها.. ولكنها في الحقيقة تدعمهم مقابل مصالح خاصة لها وتثبيت أوراق خاصة.. ومن هنا نجد بأن إيران وتركيا هما وجهان لعملة واحدة..