- يوريكو كويكي: حلم اليابان تحول إلى واقع ملموس على أرض الإمارات.
- طوكيو جراند سلام للجوجيتسو جسر للتواصل بين شباب الدولتين.
- مونديال الأندية وحصة “السيتي جروب” في نادي يوكوهاما تعاون احترافي.
- اتفاقية أبوظبي الرياضي مع رابطة الدوري الياباني نموذج لتبادل الخبرات والمكاسب.
وام: شهدت العلاقات الإماراتية اليابانية قفزة نوعية خلال السنوات العشر الأخيرة في مجال الرياضة، باعتبارها جسرا بين الشعوب مستفيدة من التقارب الرسمي الكبير بين قادة الدولتين والقواسم المشتركة العديدة في مشروعات التطوير والنهضة الرياضية، وملفات الإدارة والتسويق والتوسع القاعدي في بعض الألعاب، فضلا عن الشراكات الاستراتيجية المهمة في مجال أكاديميات كرة القدم والتنسيق الدائم والمستمر في الانتخابات القارية والعالمية، لتوحيد الرؤى في دعم المرشحين الإماراتيين واليابانيين للفوز بالمناصب الدولية.
وشهد العقد الأخير 8 محطات رئيسية للنمو المتصاعد في العلاقات والشراكات والاتفاقيات الرسمية لتبادل الخبرات والتعاون المشترك بين البلدين.
و في هذا السياق كانت يوريكو كويكي حاكمة طوكيو محقة في تصريحاتها القوية على هامش حضورها الشخصي لجولة أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو بطوكيو نهاية يوليو الماضي حينما تساءلت في ردها على الصحفيين ” وكيف لا أحضر لحلم ولد في اليابان و أصبح حقيقة على أرض الواقع في الإمارات؟ ..
وقصدت من ذلك أن رياضة الجوجيتسو التي نشأت في اليابان قبل أكثر من 9 قرون، لم تحقق قفزة هائلة في انتشارها وتطورها ونموها ولم تبرز على الساحة الدولية وتدخل المدارس والأندية والمؤسسات الحكومية، وتصبح اسلوب حياة، إلا حينما تبنتها الإمارات، وأقامت لها البطولات الكبرى ورصدت لها أفضل البرامج والمشروعات للكشف عن المواهب وصناعة الأبطال.
و لعل المحطة الأولى من محطات تعزيز العلاقة بين الدولتين في الفترة الأخيرة كانت في انتقال كأس العالم للأندية لأول مرة خارج اليابان التي اعتادت على استضافتها في أعوام 2005، و2006، و2007، و2008، لتستضيفها أبوظبي في نسختي 2009 و 2010 ما تطلب تنسيقا و تعاونا مشتركا بين الطرفين الإماراتي والياباني لمواصلة تحقيق أهداف البطولة بالزخم نفسه والتعرف على تفاصيل التنظيم والاستضافة، وقد نجحت أبوظبي بالفعل في تحقيق القيمة المضافة للبطولة في النسختين 2009 و 2010 ، الأمر الذي شجع الاتحاد الدولي لكرة القدم” الفيفا” على إعادة البطولة إلي أبوظبي من جديد في نسختي 2017 و 2018.
أما المحطة الثانية في مسيرة العلاقات المتصاعدة بين الدولتين فتلك التي تتعلق بتوقيع اتفاقية الشراكة والتعاون بين مجلس أبوظبي الرياضي ومركز التعاون الدولي ورابطة الدوري الياباني لكرة القدم من أجل تفعيل التعاون في مجال تطوير أكاديميات الأندية في أبوظبي، وهي الشراكة التي يتبادل بموجبها الطرفان المعسكرات التدريبية، والخبرات الاحترافية المشتركة، والمباريات الودية على مستوى المواهب والناشئين، وقد حقق هذا المشروع نجاحا كبيرا في الأعوام الأخيرة باعتراف مسؤولي الدولتين.
وحينما أراد الاتحاد الإماراتي للجوجيتسو أن يقيم أكبر بطولة في العالم بنظام الجولات واختار لها أبرز المدن حول العالم، كانت البداية الأولى في تطبيق هذا المشروع من العاصمة اليابانية طوكيو في صيف 2015، حينما استضافت اليابان الجولة الأولى في النسخة الأولى من تلك البطولة التي واصلت نجاحاتها وتطورها حتى الآن فأصبحت تقام في موسكو وطوكيو ولوس أنجلوس وريو دي جانيرو وأبوظبي ولندن كل عام، وكان اتجاه اتحاد الجوجيتسو في اختيار طوكيو لتكون نقطة البداية ترجمة حقيقية لتقدير الإمارات لدور اليابان باعتبارها دولة المهد و الميلاد لتلك الرياضة المهمة التي ترتبط بالعديد من القيم الإنسانية المهمة التي تسهم في بناء الأجيال القوية وترسيخ مبادئ الانضباط والصبر والتحمل والعمل في فريق وتكسب ممارسيها الثقة بالنفس واحترام المنافس وكانت تلك هي المحطة الرابعة ضمن محطات النمو المتسارع للتعاون الرياضي بين الدولتين.
و فيما يتعلق برياضة الجوجيتسو أيضا كانت هناك محطة مهمة ساهمت في إكساب العلاقة بين الدولتين بعدا رسميا حينما حرصت يوريكو كويكي حاكمة طوكيو على حضور نسخة 2017 من أبوظبي جراند سلام في طوكيو مصطحبة معها عددا من رجال الأعمال اليابانيين لتحفيزهم على رعاية الحدث، ثم حضورها مرة أخرى للنسخة الماضية في يوليو من العام الماضي ولقائها على هامش البطولة مع معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة سعادة خالد عمران العامري سفير الدولة لدى اليابان لمتابعة مجالات التعاون المشترك بين الدولتين.
وليس بعيدا عن الجوجيتسو تأتي الشراكة والتعاون بين الدولتين في لعبة الجودو، وبناء عليه كانت اليابان هي الدولة التي تم اختيارها من قبل الاتحاد كي تسافر إليها اللاعبة الواعدة ميثاء عبدالله النيادي، لتطوير مهاراتها الرياضية والاحترافية فيها، ووقع اتحاد الإمارات للجودو اتفاقية شراكة مع جامعة توكاي لتوفر لها أفضل بيئة تدريبية، من خلال الاحتكاك مع مستويات فنية متطورة، في الجودو، وفي الوقت نفسه تكون مستمرة في مسارها الأكاديمي، الذي يوليه الاتحاد أهمية كبرى و يحرص على أن يكون تطور اللاعبة في دراستها متزامناً مع تطورها في اللعبة، لتكون تلك هي المحطة السادسة والجسر السادس بين الدولتين لتعميق الشراكات الرياضية على المستويات كافة.
وفي عامي 2017 و 2018 اتجهت أنظار كل عشاق الكرة في اليابان نحو أبوظبي من جديد حيث كان فريق أوروا ريدز الياباني هو ممثل آسيا في كأس العالم للأندية عام 2017، كونه البطل المتوج بلقب دوري الأبطال القاري فيما كان نادي كاشيماأنتلرز الياباني أيضا هو ممثل آسيا في النسخة التي تلتها بأبوظبي و تعلقت بهما الآمال والطموحات في تحقيق نتائج مميزة في هذه البطولة العالمية الكبرى على مستوى الأندية لتكون تلك هي المحطة السابعة التي ساهمت في تحقيق المزيد من التقارب بين الدولتين على مستوى كرة القدم.
و فيما يتعلق بالمحطة الثامنة التي ستسهم في تمتين العلاقات بين الدولتين فهي دورة طوكيو الأولمبية 2020 ، التي جعلت من طوكيو هدفا لكل الاتحادات الرياضية بالإمارات على أمل التأهل لنهائياتها التي ستشهد رفع علم الإمارات في القرية الأولمبية الخاصة بالبطولة في يوليو المقبل، ممثلا لبعثة الدولة في الحدث الرياضي الأكبر الذي يقام كل أربع سنوات وستضم البعثة نخبة من مختلف الألعاب الرياضية الإماراتية.
وقد صدرت توجيهات من أعلى المستويات لمسؤولي الرياضة في الإمارات لمساندة اليابان لإنجاح تنظيمها واستضافتها لهذا الحدث العالمي الكبير على ضوء عمق العلاقات بين الدولتين من ناحية، واعتبار اليابان ممثلا لقارة آسيا من ناحية أخرى.
وإلى جانب المحطات الثماني السابقة كانت اليابان محور اهتمام مجموعة ” السيتي جروب ” التي تمتلكها أبوظبي و بموجبها تمتلك نسبا متفاوتة في عدد من الأندية الرياضية حول العالم حيث أن السيتي جروب استحوذت على نسبة 20 % في نادي يوكوهاما سيتي لينضم إلى النسب الأخرى لها في أندية مانشيستر سيتي، وملبورن سيتي، ونيويورك سيتي، ومومباي الهندي، وأتلتيكو توركي الأوروجواياني، وجيرونا الأسباني.