وام: أطلقت إمارة دبي منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، العديد من المبادرات المبتكرة التي كرست من خلالها مكانتها كحاضنة للإعلام العربي، وقبلة لجميع المواهب والمبدعين العرب في المجال الإعلامي.
ونجحت دبي، في توفير البيئة المثالية لاستقطاب كبرى وأنجح المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية التي مارست نشاطها بكل مصداقية وشفافية مما ساهم في التأسيس لحالة إعلامية فريدة في العالم العربي.
وجاء اختيار دبي عاصمةً للإعلام العربي لعام 2020 ليتوج مسيرة حافلة خاضتها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي أثبتت خلالها جدارتها في قيادة جهود التطوير الإعلامي في المنطقة وتشكيل ملامح خارطة الإعلام العربي وفق رؤية واضحة لمتطلبات التطوير، وتوظيف واعٍ للإمكانات والقدرات.
وكان تأسيس “نادي دبي للصحافة” في عام 1999، بمثابة إشارة البدء لانطلاق المرحلة الجديدة التي خاضتها دبي في رحلتها الحافلة مع الإعلام، حيث سرعان ما تحول النادي إلى منصة أسهمت في تعزيز الحوار البناء بين العاملين في مختلف القطاعات الإعلامية على الصعيدين المحلي والعربي وخلال مسيرته الحافلة نجح نادي دبي للصحافة بإطلاق مبادرتين تعتبران من أهم المبادرات التي عرفها عالم الإعلام العربي على مدار عقود هما “جائزة الصحافة العربية” و”منتدى الإعلام العربي”.
وتهدف جائزة الصحافة العربية التي أطلقت في نوفمبر 1999 إلى المساهمة في تقدم الصحافة العربية وتعزيز مسيرتها، وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتفوقين والمتميزين منهم.
وتبلورت فكرة الجائزة من أجل تعزيز الدور البناء، الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وعرفاناً بإسهامات الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم، وقد جاءت الجائزة لتكريم هؤلاء الصحافيين وتعريف المواطن العربي بأعمالهم وإبداعاتهم المهنية.
وتشمل جائزة الصحافة العربية اليوم عدة فئات هي: شخصية العام الإعلامية، العمود الصحافي، الصحافة الاستقصائية، الصحافة العربية للشباب، الصحافة الثقافية، الصحافة السياسية، الصحافة الاقتصادية، الصحافة التخصصية، الصحافة الرياضية، أفضل صورة صحافية، الرسم الكاريكاتيري، الحوار الصحافي.
وحظيت الجائزة بإقبال متزايد على مر السنوات ليصل عدد الأعمال المتنافسة على جوائزها في دورتها السابقة إلى أكثر من 5000 عمل صحفي عربي في مختلف فئاتها من شتى أنحاء المنطقة والعالم.
بدوره انطلق منتدى الإعلام العربي للمرة الأولى عام 2001 كأحد أبرز مشاريع النادي، واستقطب في دوراته المتعاقبة أبرز خبراء الإعلام من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وشكل المنتدى قاعدة حوارية دورية للإعلاميين العرب.
ويساهم المنتدى في فتح قنوات الحوار بين الإعلاميين العرب ونظرائهم حول العالم، حيث يشارك في فعالياته كل عام نخبة من رؤساء التحرير ومديري المحطات التلفزيونية والإذاعية وكتاب الأعمدة والأكاديميين والمحللين والمعلّقين وكبار المسؤولين الحكوميين والأساتذة والأكاديميين وطلبة الإعلام والمدونين.
ولم يقتصر إسهام منتدى الإعلام العربي على إقامة جسور الحوار، بل أردف هذا الحوار بجهد بحثي علمي موثق بالتعاون مع مجموعة من أهم المراكز البحثية والأكاديمية في تقديم تقرير “نظرة على الإعلام العربي” الذي تحول عبر إصداراته المتتابعة إلى مرجع مهني مشمول بالحقائق والأرقام تم من خلالها رصد أهم تفاصيل الواقع الإعلامي في المنطقة العربية.
وتابع نادي دبي للصحافة تحقيق أهداف الرؤية التي تأسس في إطارها وأطلق المزيد من المبادرات التي هدفت إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى النقاش حول أهم الموضوعات المتعلقة بتطوير القدرات الإعلامية ليس فقط عربيا، ولكن أيضا محلياً فأطلق “منتدى الإعلام الإماراتي”، الذي انعقدت أولى دوراته في عام 2013 مما ساهم في توسيع دائرة الحوار البناء حول مستقبل العمل الإعلامي المحلي ومتطلبات تعزيز تنافسيته على المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي عام 2015 أطلق نادي دبي للصحافة ” قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب” التي مثلت حينها الحدث الأول والأكبر من نوعه في المنطقة للمؤثرين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستهدفت القمة طرح الأفكار المبتكرة الهادفة إلى توظيف منصات التواصل الاجتماعي والشعبية الكبيرة للمؤثرين في خدمة المجتمعات العربية، كما قدمت القمة أيضاً “جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب” لتكريم المبدعين العرب في مختلف المجالات التي تضيف قيمة حقيقية للمجتمع العربي، وتحمل رسالة هادفة وذات معنى وقيمة لجمهورها.
وخلال الدورة الثانية من القمة، تم الإعلان عن تأسيس “نادي رواد التواصل الاجتماعي العربي”، ليكون منصة جديدة يمكن من خلالها تعظيم دور وإسهام هؤلاء الرواد، وتعظيم مشاركتهم في النهوض بالمجتمعات العربية.
وأحدثت دبي نقلة نوعية مهمة بتأسيس منطقة حرة مخصصة للأنشطة الإعلامية تحولت خلال سنوات قليلة إلى أكبر تجمع إعلامي عالمي في المنطقة وهي “مدينة دبي للإعلام” التي انطلقت عام 2001 وأخذت في النمو بخطوات بالغة السرعة وتطور معها مجتمعها الإعلامي الضخم الذي يضم أكبر وأهم الأسماء في عالم الإعلام، من خلال المقار الإقليمية لوكالات الأنباء العالمية وشبكات التلفزيون والفضائيات والشبكات الإذاعية وشركات الدعاية والإعلان، وغيرها من القطاعات المُكملة.
ومع النمو الكبير على الطلب الذي شهدته مدينة دبي للإعلام وانتشار شهرتها كأهم مركز إعلامي متخصص في العالم العربي والمنطقة الحرة التي تتيح خدمات نوعية هي الأفضل من نوعها وفق أرقى المعايير العالمية، سارعت دبي لإطلاق منصّة إبداعية جديدة ومنطقة حرة تدعم الحراك الإعلامي القوي والإقبال المتنامي الذي شهدته الإمارة من قبل مؤسسات الإنتاج الإعلامي وهي “مدينة دبي للإنتاج” التي انطلقت في عام 2003 كمنطقة حرة مخصصة لأنشطة الإنتاج الإعلامي.
وتم تخصيص “مدينة دبي للإنتاج” لتلبية كافة احتياجات مجتمع الطباعة والنشر والتغليف وتقديم العناصر التي تعين الشركات العاملة في تلك القطاعات على التميز في إطار تنظيمي يضمن أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية وتعزيز فرص النجاح.
وشكل تأسيس “مدينة دبي للأستوديوهات” في عام 2005 نقطة تحول جديدة أسست لمرحلة مهمة في رحلة دبي مع العمل الإعلامي، حيث ساهم إطلاق هذه المدينة في ترسيخ مكانة دبي ليس فقط كمركز إعلامي من الطراز الأول في المنطقة ولكن أيضاً كمركز جديد للإنتاج السينمائي استقطب انتباه صنّاع السينما في العالم لما تتمتع به الإمارة من مقومات طبيعية ولوجستية أهّلتها أن تكون الموقع الجديد لتصوير أعمالهم السينمائية.
وساهمت المدينة في إعطاء زخم جديد لدبي كموقع للإنتاج السينمائي بما تتمتع به من مقومات عديدة جذبت إليها أنظار كبرى شركات الإنتاج العالمية التي وجدت في دبي مبتغاها من إمكانات لوجستية نادراً ما تتوافر في أي موقع تصوير آخر حول العالم، ومواقع متميزة للتصوير وفريدة من نوعها مثل “برج خليفة” أطول بناء في العالم.
وتشكّل المدن الثلاث “دبي للإعلام” و”دبي للأستوديوهات” و”دبي للإنتاج” مجتمعاً هو الأكبر من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط ويحفل بكل مقومات التميز في المجالات الإعلامية المختلفة لأكثر من 4000 شركة إعلامية متخصصة و33 ألف مهني متخصص يعملون في المؤسسات القائمة في المدن الثلاث.