الموت يغيب الكاتب والأديب «سعيد الكفراوي» ناسك القصة القصيرة

كتب: صفاء الليثي
غيب الموت الكاتب المصري سعيد الكفراوي المولود في عام 1939، بعد رحلة قصيرة مع المرض.

ويعد الكفراوي أحد أبرز كتاب جيل الستينات في الأدب في مصر والعالم العربي، وأطلق عليه اسم “ناسك القصة القصيرة”، بعد أن ظل مخلصاً لهذا الفن الأدبي طيلة سنوات عمره، باعتباره الفن الذي يستطيع أن يعبر عن “الجماعات المغمورة من الفلاحين والموظفين ومكسوري القلب،الذين يمشون على السكك باحثين عن عزاء، باختصار، الجماعات التي تعيش في وحشة وانعزال على حافة الوجود الإنساني”، كما كان يقول دائماً.
وترك الكفراوي 14 مجموعة قصصية, وكتاباً نثرياً في محبة الناس، ورواية لم ينشرها، وحكايات لا تنتهي عن الحب والسجن والأصدقاء.

لم يكن يعنيه كثيراً أن يكتب رواية. المرة الوحيدة التي قرر فيها الاقتراب من هذا الفن المتشابك، لم يصدّقه الأصدقاء. لكنه كتب بالفعل “بطرس الصياد” رواية مشغولة بما هو ثقافي وديني، وبالمتغيرات الاجتماعية على الشخصية المصرية، لكنه لم يكملها، إذ كان يعنيه أن يكون “آخر المدافعين الجادين عن القصة حتى لا تندثر في الثقافة المصرية”.

كما ترك الكفراوي كتاباً خارج التصنيف بعنوان “عشرون قمراً في حجر الغلام” يجمع بين القصة والسيرة، وظل أيضاً متردداً في نشره وإن كان قد وصفه بأنه كتابة عن “الدهشة والألم والغرابة والحزن والانكسار”.

كان الكفراوي حكاءً شفاهياً بارزاً يوزع حكاياته على الأصدقاء، في المقاهي والندوات، وعبر الهاتف، وفي هذ الحكايات لا تستطيع أن تميز الصدق أو الخيال، “يكفي فقط أن تميز الجمال”، كما قالت له ذات مرة الناقدة عبلة الرويني.

كانت الحكايات الشعبية في موالد الأولياء، وعوالم المنشدين الدينين، وعوالم شعراء الربابة هي بداية الكفراوي للدخول إلى عوالم الخيال ما قبل مرحلة معرفة الكتابة، ثم جاءت “ألف ليلة وليلة” بمثابة الزلزال الذي “هزّ” حياته، واكتشف على أثره “أن الخيال البشري يمكن أن يصنع الأعاجيب”

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى