أوروبا تواجه الإرهاب بدراسات تحذيريه من جماعة الإخوان

تقرير – محمد البسيونى

كشفت دراسات أوروبية حديثة لمراكز بحثية عن نشاط وخطر جماعة الإخوان وما تمثله من خطر داهم على الجميع دولاً وأفراداً وقارات وولايات.

وكشفت المراكز البحثية عن أن جماعة الإخوان تحظى بدعم متميز من قطر وتركيا، اللتين تستضيفان عددًا من كوادر التنظيم، وتعملان على تمويله بشكل سخى، مع إيواء عناصر التنظيم الهاربة من دولها، واستغلالها فى نشر العنف بعدد من المناطق حول العالم، لتنفيذ أهدافها المشبوهة.

كما أوضحت دراسات، آخرى أن الجماعة استغلت على مدار الأعوام الماضية قناع العمل الخيرى، والحديث عن التقارب بين الحضارات من أجل تمرير أجندتها الخاصة بالعنف والإرهاب فى أوروبا، مع استقطاب كثير من الشباب إلى تعاليمهم الدينية المشبوهة من أجل تنفيذ تعليمات التنظيم وتحقيق مكاسب سياسية من وراء ذلك.

مؤسسة كونراد إديناور الألمانية طرت من خطورة تنظيم الإخوان والمنظمات التابعة له، وما تنفذه من أجندات لتخريب الأنظمة الديمقراطية فى الغرب.
وقالت دراسة، نشرتها المؤسسة الألمانية، إن التنظيم الإرهابى يمتلك نحو ١٦٠٠ قيادى فى ألمانيا وحدها، مشيرة إلى أن منظمة «المجتمع الإسلامى»، التى تعد أكبر المنظمات الإخوانية فى ألمانيا، هى الراعى الأكبر لكثير من المنظمات والمساجد، وتعمل بانتظام على نشر العنف والتخريب فى البلاد.

وتابعت الدراسة أن القلق أصبح مسيطرًا على عدد من الحكومات والمراقبين الأوروبيين بسبب انتشار أذرع تنظيم الإخوان داخل بلدانهم، مشيرةً إلى أن جهات الأمن فى برلين وجهت تحذيرات قوية من خطر الجماعة الإرهابية وأنشطتها فى ألمانيا وأجندتها الخاصة بتقسيم وتخريب المجتمع، وأن الاستخبارات الداخلية الألمانية حذرت من أن جماعة الإخوان الإرهابية، والتنظيمات الأخرى التى تنبثق عنها، تعمل على تخريب النظام الديمقراطى، وأن خطرها أكبر من الخطر الذى تمثله تنظيمات مثل «القاعدة» .

واكدت الدراسة أن التنظيم الإرهابى يدير شبكة كبيرة للغاية من المؤسسات والجمعيات التى تتبعه، ومن بينها المساجد والمنظمات الخيرية، فى أوروبا والشرق الأوسط.

علما بأن الإخوانى يوسف ندا، أحد أبرز قيادات التنظيم الإرهابى، وسعيد رمضان، صهر حسن البنا مؤسس الجماعة، ووالد الإخوانى طارق رمضان، المتهم فى عدة قضايا اغتصاب فى سويسرا وفرنسا، يعدان المؤسسين للشبكة الإخوانية فى أوروبا منذ عدة عقود.

وقالت الدراسة إن أذرع تنظيم الإخوان فى أوروبا لديها جهات تمويل متعددة، تسمح لها بتنفيذ خطط متطرفة معدة مسبقًا بشكل منظم، مع إخفاء المؤسسات التابعة لها لحقيقة ما تروج له الجماعة.

وأضافت أن الجمعيات السرية، التى أسسها جيل الرواد من التنظيم الإرهابى الذين وصلوا أوروبا فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، تعد نواة الشبكة الإخوانية، وترتبط بهيكل هرمى بأفرع التنظيم الرئيسية بالشرق الأوسط، فى ظل الاتصال الدائم بين الكيانات الإخوانية وبعضها واجتماع عناصر الجماعة، سواء من الأفراد أو القيادات، بشكل أسبوعى لمراجعة وتطوير مهاراتهم فى تنفيذ المهام المكلفين بها.

وكشف المركز الدولى لدراسة التطرف، التابع لجامعة «كينجز كوليدج لندن»، عن أن التمويلات القطرية تصل بانتظام إلى نحو ١٤٠ فرعًا لتنظيم الإخوان الإرهابى فى عدد من الدول الأوروبية، لتمويل المجموعات والمراكز والمدارس التى تعمل تحت إشراف الجماعة فى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وأوضح المركز البريطانى، فى دراسة حملت عنوان «الحركة الإسلامية فى بريطانيا»، أن أكبر تمويلات الجماعة الإرهابية تصب فى مركز يحمل اسم «النور»، ويعد فرعًا لـ«اتحاد المنظمات الإسلامية» فى فرنسا، ويديره عناصر التنظيم مباشرة لنشر الإرهاب والعنف خلف ستار الأعمال الخيرية والاجتماعية.

وأشارت الدراسة إلى أن مركز «النور» ينبثق عنه مركزان، أحدهما «جمعية الرحمة»، الذى يقع فى مدينة ستراسبورج الفرنسية، والثانى «المركز الثقافى الإسلامى»، الذى يقع فى مدينة «سيستو سان جيوفانى»، بالقرب من مدينة ميلانو الإيطالية.

ولفتت إلى أن المركز الأول يتلقى تمويلات ضخمة من تركيا، ويعمل تحت مظلة «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا»، وبالتنسيق مع جمعية «العمل للإصلاح الاجتماعى» الإخوانية، العاملة بمدينة ستراتسبورج، ما يسهل مهام الإخوان المتعددة فى المنطقة.

ونوهت بأن قطر مولت «المركز الثقافى الإسلامى» فى إيطاليا بنحو ١٢.٢٥ مليون جنيه إسترلينى فى الفترة بين عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦، ونجح عناصرها فى دعم وصول رئيس إحدى البلديات لمنصبه فى عام ٢٠١٧، ما كشف عن قدرة التنظيم على اختراق المحليات فى إيطاليا.

وذكرت الدراسة البريطانية أن قطر مولت المركز بنحو ٥.٥٢ مليون جنيه إسترلينى فى عام ٢٠١٨، وتم توزيعها على عناصر المنظمات الإرهابية فى الدول الأوروبية، وعلى رأسها مركز «الإيمان»، الذى يعد أحد أهم المراكز الإخوانية فى مدينة «شيفيلد» الألمانية.
وذكرت، أيضًا، أن ما يسمى بـ«المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية»، والواقع مقره فى مدينة شاتو شينون الفرنسية، يرتبط بشكل وثيق بالإخوان، الأمر الذى يفسر طلب مؤسسيه أن يتولى الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى تأليف مناهجه.

وأكدت الدراسة أن عناصر التنظيم الإرهابى فى بريطانيا ومختلف الدول الأوروبية يتلقون تكليفات واضحة من الدوحة وأنقرة مقابل التمويل الذى يتحصلون عليه تحت مسميات مختلفة، فيما تعمل أجهزة الاستخبارات فى قطر وتركيا على دعمهم وظيفيًا، أو منحهم رواتب ومكافآت على هيئة منح تدريبية.

وقال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات فى هولندا إن تنظيم الإخوان الإرهابى ركز عمله خلال السنوات الماضية على اختراق الجاليات المسلمة فى أوروبا، واستغلال أوضاع اللاجئين وظروفهم لتجنيد عناصر جديدة ونشر أيديولوجيته فى المجتمعات الغربية.
وأوضح المركز فى دراسة له أن التنظيم الإرهابى استغل أوضاع اللاجئين، خاصة من العرب، وعمل على استقطابهم وتحويلهم إلى أدوات لنشر أيديولوجية الإخوان العنيفة والمتطرفة، وذلك عبر التعاليم التى يتلقونها داخل المراكز التى تعمل تحت ستار الأعمال الخيرية، أو المساجد التى يسيطر عليها التنظيم.
وأشار إلى أن التنظيم الإرهابى عمل على إنشاء مراكز وجمعيات ومدارس وما غير ذلك على أن تظهر كأنها مستقلة عنه، مع ضمان خضوعها لأيديولوجيته بشكل مباشر، لافتًا إلى أن معظم منفذى العمليات الإرهابية فى أوروبا كانوا يرتبطون مباشرة بالمؤسسات والمراكز التى يديرها الإخوان.

ودعا المركز الدول الأوروبية إلى مراجعة سياستها تجاه تنظيم الإخوان، والكشف عن الجهات والمؤسسات التى تتبعه داخل القارة الأوروبية، خاصةً فى دول ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، التى تحظى بتواجد كبير لأذرع الجماعة الإرهابية.

وأضاف أن التنظيم الإرهابى عزز، مؤخرًا، من استثماراته داخل الدول الأوروبية، لتكون غطاءً للحصول على تمويلات من قطر وتركيا، وتمويل الجماعة وأنشطتها الضخمة، تحت ستار الأعمال الخيرية، لافتًا إلى أن الجماعة تمتلك ثروة ضخمة تقدر بنحو ١٠ مليارات دولار فى العاصمة البريطانية وحدها.

ونوه المركز بأن تنظيم الإخوان يعمل على استقطاب الأشخاص من كل الفئات العمرية، وجذب المستهدفين إلى المدارس والمؤسسات العلمية والمساجد التى يسيطرون عليها، وتمرير فكر الإخوان المتطرف إليهم عبر الخطب والندوات والدراسات التى تدعى أنها تتبنى تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة.
واستشهد المركز بقرار أصدرته السلطات الألمانية، فى فبراير من العام الماضى، تضمن سحب رخصة إحدى رياض الأطفال بألمانيا، بعد ثبوت ارتباطها بالتنظيم الإرهابى واستخدامها فى تمرير مناهج متطرفة لتأسيس جيل جديد يرتبط بالعنف والإرهاب ويعتنق أيديولوجية التنظيم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى