كتبت هدي العيسوي

يعد السكر الجاني الحقيقي في معظم النوبات القلبيه التي يلوم الناس فيها الدهون الغذائية، وقد أثبتت العديد من الأبحاث أن تناول الكثير من السكر المضاف يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
و فى هذا السياق أكدت د. بسمه يسري، أخصائية التغذية أن الأشخاص الذين يحصلون على 17 إلى 21 % من السعرات الحرارية من السكر المضاف يواجهون مخاطر أعلى بنسبة 38 ٪ للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين حصلوا على 8 ٪ فقط من السعرات الحرارية من السكر.

وقالت أن معظم البالغين يستهلكون حوالي 22 ملعقة صغيرة من السكريات المضافة يوميًا، وهذا يمثل خطر نسبي بالنسبة لأولئك الذين استهلكوا 21٪ أو أكثر من سعراتهم الحرارية من السكر المضاف في اليوم ، مشيرة إلى أن أكثر ما توصي به جمعية القلب الأمريكية أن لا يزيد السكر عن 6 ملاعق صغيرة أو 100 سعرة حرارية يوميًا لمعظم النساء ، وما لا يزيد عن 9 ملاعق صغيرة أو 150 سعرة حرارية في اليوم لمعظم الرجال.

وأوضحت أن هناك سبب آخر لضرورة تقليل تناول السكر وهو الكبد الدهني غير الكحولي وهو مرض آخذ في الازدياد في الولايات المتحدة حيث يقع اللوم على شراب الذرة عالي الفركتوز المختبئ في المشروبات والأطعمة المصنعة، ويحدث الكبد الدهني غير الكحولي عندما تتراكم الدهون في الكبد.

وأضافت أخصائية التغذية أن باحث في جامعة “تافت “قد اكتشف ان الأشخاص الذين يشربون مشروبًا محلى بالسكر يوميًا يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي مقارنة بأولئك الذين يبتعدون عن المشروبات التي تحتوي على السكريات المضافة.

و استطردت د.بسمة أن الباحثين يعتقدون أن ازدياد معدل السكر يسبب ما يسمي أعراض الأمعاء المتسربة وأمراض التمثيل الغذائي، ويعني ذلك أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة الذي يسببه السكر يمكن أن يؤدي إلى انتقال المواد من الأمعاء إلى مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى السمنة وأمراض التمثيل الغذائي المزمنة الأخرى، لذلك يعتبر التخلص من السكر المضاف الزائد جزءًا أساسيًا من أي خطة فعالة لعلاج هذه الأعراض.

و اختتمت يسري قائلة ان العلماء تمكنوا من إيجاد بعض الارتباطات بين أنواع مختلفة من السكر وأنواع معينة من السرطان، حيث تزيد السكريات المضافة من خطر الإصابة بسرطان المريء، وتشير أبحاث أخرى إلى وجود علاقة بين تناول كميات كبيرة من السكريات المضافة وسرطان القولون.