الدكتور عيسى العميري يكتب لبوابة العرب ومرة أخرى يضرب الإرهاب مصر…

الدكتور عيسى محمد العميري كاتب كويتي

ومرة أخرى يضرب الإرهاب في جمهورية مصر العربية عبر بوابة سيناء التي تتحمل العبء الأكبر في هذا الأرهاب الأعمى الذي لايميز بين أحد.. وذلك من خلال عبوة ناسفة انفجرت بأحد المركبات المدرعة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء ما أسفر عن مقتل وإصابة ضابط وضابط صف وثمانية جنود.. تلك الخسائر التي ذهبت بكل تلك السهولة وبدون ثمن فقد ذهبت ضحية لهذا الإرهاب البغيض.. الذي ما فتأ ضرب البلاد بكل طريقة أو شكل يتوفر له.. ولعل منطقة سيناء هي أكثر البؤر التي طالها هذا الإرهاب من خلال العديد من التنظيمات الارهابية منذ مايقارب العقد من السنوات الماضية..

وابتداءاً من عمل تلك التنظيمات الارهابية من حركة تنظيم الاخوان.. ووصولاً إلى تنظيم الدولة الإسلامية تحت اسم “ولاية سيناء”.. وغيرها.. فتلكم التنظيمات كبدت جمهورية مصر العربية العديد من الخسائر والضحايا البشرية من الشعب وأفراد الشركة في هجمات مباغتة ومفاجئة عبر مسلحون تابعون لتنظيمات إرهابية.. كل هذا حدث ويحدث على الرغم من العديد من الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية من حظر للتجوال وتشديد للإجراءات والعمليات الأمنية التي شنتها قوات الأمن ضد تلك العناصر في سيناء.. ومناطق العريض والشيخ زويد ورفح وغيرها.. منذ سنوات ماضية.. إلاّ أن تلك العمليات لم تتوقف وتهدد في كل مرة الأمن والسلم في هذه المنطقة.. الأمر الذي يفرض على السلطات إقامة المراقبة الأمنية الدائمة لهذه المنطقة نظراً لاتساعها وترامي أطرافها وصعوبة التحكم فيها أمنياً كان الله في عون تلك السلطات للسيطرة على تلك المنطقة..

إن جمهورية مصر العربية عانت كثيراً من الإرهاب في الماضي والحاضر.. فـــأمراء الإرهاب يقبعون في مخابئهم كما الفئران ويتركون المنتسبين إلى جماعاتهم من السذج تحت ستار الدين كالعادة فهذا الستار هو أسهل مدخل لهؤلاء للسيطرة عليهم واتخاذهم مطية لتحقيق مآربهم ونواياهم الشريرة.. التي لم يتوقفوا حتى الساعة في إيقاظ جذوتها.. وهنا وفي معرض حديث مقالنا هذا وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. وأيضاً والأهم نقول بأنه وعلى الرغم من عدم معرفة من نفذ هذا الاعتداء الارهابي على منتسبي الجيش المصري في سيناء.. ولم تصرح أي جهة عن تبني هذا الاعتداء..

إلاّ أن هذا الاعتداء الارهابي يذكرنا بأسلوب عمل جماعة إرهابية لطالما عانت منها مصر وقاموا خلال فترة وجودهم في الكويت بممارسات إرهابية وإجرامية وغسيل أموال لغرض تمويل زعماؤهم في مصر والأهم من ذلك هو تمويل الإرهاب وزعزعة الأمن في سيناء.. بهدف إحداث إحراج للدولة في مصر وإظهارها بالمظهر السيء وخلق فلتان أمني يساهم في تحقيق مآربهم الدنيئة وأهدافهم الإجرامية.. وهو ما جبلت عليه هذه الجماعة.. منذ بدايات إنشاؤها فكان تأثير تلك الجماعة كالورم السرطاني الخبيث.. وابتليت به الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج.. حيث أن أثر هذه الجماعة ناشط في العديد من بلدان الأمة العربية والإسلامية.. وتعمل في الظلام، تعمل على مدار الساعة لإحداث الخراب والدمار أينما حلت..

إن مسلسل الإرهاب الإخواني لا ولن يقف عند حد معين.. فهذا الخطر هو مايتوجب أن تتنبه إليه الدول والحكومات وهو الأمر الذي تمت الإشارة إليه في مناسبات عديدة.. والتحذير من هذا الخطرالذي يهدد أمن المجتمعات العربية والإسلامية على الدوام.

ولعلنا لانذهب بعيداً إن وجهنا نداءنا هذا لحكومات الدول العربية والإسلامية لتشكيل اتحاد متخصص لغرض مواجهة هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى التي تزخر بها منطقة الشرق الأوسط وتتهده وجوده.. حيث أن التعاون الحالي بين الدول لايرقى إلى مستوى الحدث.. ويتوجب تجفيف منابع تحويل الأموال، وتنظيم الإجتماعات بين الدول المعنية للتنسيق ووضع الخطط اللازمة وتبادل المعلومات الاستخباراتية.. ومحاصرة نشاطات تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت وذلك لما وصلت إليه من خطر طاول كل الدول دون استثناء. فالخطر واحد والتهديد واحد.. حتى لايضرب الإرهاب مرة أخرى. والله الموفق والحافظ.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى