مصر تشعل النيران في عقول أعدائها وتركيا تعلن الاستسلام

كتب : محمد عزت

منذ استلام أردوغان السلطه في مارس 2003، أعلن عن “Zero problems Policy” وهي سياسة عدم الانخراط في مشاكل مع دول الجوار، وحاليا في مارس 2021 نجد تركيا تنغمس في مشاكل مع كل جيرانها تقريبا وأصبحت قائمة أعدائها تزداد يوماً بعد يوم ، فتركيا مازالت تحتل شمال سوريا، وتسيطر علي مياه العراق وساهمت في إشعال الحرب الاهلية في ليبيا، بالاضافة إلي توتر العلاقات مع قبرص واليونان في البحر المتوسط، فضلاً عن مواقفها مع مصر في أكثر من ملف ، ولم يتبق حليف لتركيا سوي فرنسا بأسطولها البحري بعد تخلي الاتحاد الاوروبي عنها بسبب أزمة الاجئين تزامنا مع غضب الولايات المتحدة علي أردوغان، ومشهد انتظار أردوغان أمام باب بوتين قبل اجتماعهم يعكس طبيعة وتوتر العلاقات بين روسيا وتركيا بالرغم من التقارب بينهم في بعض الملفات وخاصة الاقتصادية.

بدأ صياح تركيا مع بداية مارس الجاري وتأمل في عودة العلاقات مع مصر ، ولم تكن تصريحات لمحاولة كسب ود مصر وتهدئة الاوضاع في المنطقة، لكنها أعلنت انها بدأت تتواصل دبلوماسياً مع مصر لأول مرة منذ قطع العلاقات في 2013، وجاء ذلك تزامنا مع عقد الرئيس التركي مؤتمر صحفي في اسطنبول وصرح بأنه يتمني عودة العلاقات مع مصر !!

الأمر الذي يثير الجدل فتركيا التي تستضيف علي أراضيها الاخوان والجماعات المتطرفة المحرضه علي الإرهاب، بالإضافة إلي القنوات التي لطالما تهاجم مصر وتحرض علي جيشها تتمني عودة العلاقات مع مصر ، وهنا يتمثل اللغز فما هي الأسباب التي أدت لتحول أردوغان من سياسة أقصي اليسار لأقصي اليمين ؟؟
فهناك عدة أسباب لهذا التحول منها :
شعور النظام التركي بالعزلة، فتركيا منذ 2015 تنغمس في مشاكل مع كل جيرانها ورد الفعل ضدها بدأ يضعفها، فالاتحاد الاوروبي صرف النظر عن فكرة انضمام تركيا للاتحاد، وقيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية علي تركيا بسبب صفقة الصواريخ الروسية S400، ومنعت عنها صفقات الاسلحة في أغسطس 2020
نجاح السياسة المصرية في التطويق والحصار علي تركيا بعد إنشاء منتدي غاز شرق المتوسط وتحويلها لمنظمة إقليمية تضم كل دول شرق المتوسط تقريبا عدا تركيا
بالإضافة إلي أن تركيا خسرت الرهان علي حكومة الوفاق بعد جهود مصر المستمرة لتوحيد الجبهة الليبية.
ناهيك عن خلافات النظام التركي مع السعودية والامارات والبحرين، فشعور تركيا بالعزلة جعلها بحاجة لوجود حلفاء.
تراجع الاقتصاد التركي والجبهة الداخليه المضطربة؛حيث تسببت سياسات أردوغان منذ وصوله الحكم في انهيار الاقتصاد التركي وانخفاض الناتج القومي الاجمالي من تيرليون دولار في 2013 إلي 750 مليار دولار في الوقت الحالي ، من ناحية أخري أشادت المؤسسات الاقتصادية العالمية بنجاح الجنيه المصري وزيادة قوته بنسبة 3% أمام الدولار، فمع انهيار الاقتصاد بدأت شعبية أردوغان تتراجع وتنهار.
فشعور تركيا بالعزلة والتطويق من جميع الجهات، جعلها تتجه لمصر باعتبارها قلب وعقل العالم العربي، ومحاولة كسب حلفاء جدد حتي وإن فشلت في جذب حلفاء تحاول منع وجود أعداء.

الجدير بالذكر : ان السياسة الخارجية المصرية ترقي لمستوي التصرف المتميز والذكي، ولطالما اعتادت مصر علي إشعال النيران في عقول أعدائها . فبرغم صياح تركيا ورغبتها في عودة العلاقات مع مصر ، نجد إن موقف مصر هادئ تماماً فلم تدلِ بأي تصريح أو رد علي تركيا ، وحاولت تركيا التواصل مع الخارجية المصرية وأعلنت عن رغبتها في انعقاد اجتماع في القاهرة لتسوية الأمور ، لكن صرح وزير الخارجية المصري في ١٤ مارس الجاري “بأن مصر لديها شروط لاستئناف وعودة العلاقات وهي الالتزام بالقانون الدولي لقواعد حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية ، قد تكون هذه الشروط من بينها تقديم أردوغان تنازلات أهمها التنازل عن دعمه للمنظمات المتطرفة وجماعة الاخوان وتسليم المجرمين المحرضين علي الإرهاب.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى