الهراء الواثق والمسارات الامنه والفارق بين الرغبه والقدره

بقلم اللواء تامر الشهاوي

جرأتنا المنصات الاكترونيه على طرح الهراء بثقةٍ فالجميع اصبح ملماً بكل شئ والجميع اصبح خبيراً فى كل شئ حتى وصل البعض الى توجيه اجهزه الامن كيف يتعامل مع الارهاب ؟؟؟؟

فى البدايه اود طرح ثوابت لابد من الالمام والامساك بها وهى مكونات المجتمع والتى يقصد بها مجموعة العناصر التي يتشكل منها، وتحكم وجوده واستمراريته، كذلك التي تحدد خصائصه العامة، ومدى تأثيره في مجتمعات أُخرى من افراد وجغرافيا والطبيعه والعلاقات والقوانين والضوابط ولكى ينجح اى مجتمع ويصل الى النهايات المرغوبه لابد من تكامل تلك العناصر والمحددات .

فى ٥ مايو ٢٠١٦ فى افتتاح مشروع المليون ونصف فدان قال الرئيس السيسى “مصر شبه دولة ويجب أن تتحول إلى دولة حقيقية”

وواكب هذا التصريح ردود فعل غاضبه فى الداخل والخارج معلله ان مصر صاحبه حضاره ال٧٠٠٠ عام لا يصح ان يطلق عليها هذا الوصف بل وتجاوز ذلك الى ربما طرح البعض لكلمات الرئيس وكانها تملصه من حال الدوله انذاك .

وواقع الامر بلا تجميل كان أسوء كثيراً من تعبير الرئيس ودعونا نتذكر كيف كان الحال ولماذا اخترنا هذا المسار وهل كان هناك مسارات اخرى اختياريه ام لا؟؟

فالدولة المصريه التى انهكتها الظروف السياسيه الدوليه و الاقليميه والداخليه كان عليها ان تختار ما يعرف بالمسارات الآمنه حتى تستطيع ان تعبر ازماتها بثقه ودون التعرض لضغوط خارجيه حتى تستطيع ان تملك خياراتها وقرارها .

لذا مصر وضعت خطط مختلفه فى ملفات متعدده وبلاشك اننا نخطو بخطى ثابته وفق اليات جيده فى تلك الملفات مع الوضع فى الاعتبار الظروف الدوليه والاقليميه شديده الصعوبه .

ماسبق كان تصور الدوله باجهزتها ومؤسساتها وهو تصور نبيل جاد طموح يحسب لها ولا يحسب عليها .

على الجانب الاخر دعونا نرصد الحال وماكان عليه منذ يناير ٢٠١١ من شلل كامل للدوله ومطالبات فئويه وتوقف عن الانتاج ومظاهرات واحتجاجات ومحاولات لاختراقات امنيه على كل المسارات وضغوطات دوليه ووصول الجماعه الارهابيه للحكم ومحاولاتها الامساك بمفاصل الدوله ثم ثوره اخرى للتخلص منهم ثم سنوات طويله من الارهاب ،سنوات لا تتحملها اقتصاديات الدول الكبرى .

واذا رجعنا قليلاً الى سنوات ماقبل يناير نجد ان دولتنا كانت تسير بنهج قائم على المهادنه السياسيه فى المسار الدولى والاقليمى والداخلي على حد سواء بالاضافه الى عدم وجود ما نستطيع الاعتماد عليه من اقتصاديات الدول لذا كان الهوه سحيقه بين ماقبل وما بعد يناير ٢٠١١.

واذكركم واذكر نفسى بما كانت عليه الامور من امتداد للعشوائيات فى طول البلاد وعرضها و فتح ابواب الاستيراد على مصراعيه وعدم استغلال مواردنا بشكل صحيح ناهيك عن ملفات اخرى اعلمها ويعلمها الجميع وهى ماتلخص عدم وجود رؤى طموحه حقيقيه .

وبالمناسبه هذا ليس محاكمه لعصر لانى كما قلت سلفاً عده مرات ” لا يوجد عصر او نظام لا يحمل ايجابيات وسلبيات “

وهنا كانت الوقفة التى ارى انه كان لابد منها وفى سبيل ذلك وضعت الدوله خططها و تحمل المواطنون الاعباء المترتبه على ذلك املاً فى اصلاح طال انتظاره سنوات طويله والدوله فى المقابل طمأنت جموع المواطنيين انها جاده فى الاصلاح ومحاربه الفساد رغم بعض الملاحظات التى لازالت موجوده.

على جانب اخر كان هناك المواطن المصرى والذى يتحمل هذه الكلفه ويطالب بالاصلاح والعداله ومحاربه الفساد وتحسين الخدمات واستقلال القرار السياسى وتعظيم الموارد والحق فى العلاج والتعليم …..الخ من طلبات واراها كلها بلا استثناء حق اصيل للمواطن .

فعندما قال الرئيس نحن “شبه دوله ” كان يجب ان يصدقه المصريين لان المقصود ليس ذماً فى تاريخ مصر بل كان رصد لواقع حقيقى ملموس بلا تجميل فهو صراع كبير بين الرغبات والطموحات والقدرات .

وفى النهايه قد يطول حديثى عن هراء البعض الواثق وعن المسارات الآمنه وعن قدراتنا ورغباتنا وللحديث بقيه..

انتظرونى فى المقال القادم غداً
عن حادث سوهاج والسفينه الجانحه وهند صبرى والتودد التركى وعماره جسر السويس والاعلام .

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى