الدكتور عيسي العميري يكتب لبوابة العرب الكويت والسعودية والامارات.. قلباً واحداً مع مصر..

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري
“كاتب كويتي”

لطالما تميزت العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر بطابع مميز من العلاقات فهي دائمة وأبدية وتمتد الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها كل الحكام في البلدين الشقيقين منذ زمن طويل.. ومازالت تلك القيادات الرشيدة في البلدين تعمل على ترسيخها.. تلك العلاقات التي مرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات سواء على مستوى واسع أو من خلال مجلس الجامعة العربية، بما يحقق المصالح المشتركة بينهم.. وتلك العلاقات الوطيدة منذ زمن بعيد والتي يربطها الكثير من الروابط المتعددة.. واستمرت تلك العلاقات مع مرور الزمن وأصبحت مثلاً يحتذى للعلاقات الأخوية بين الدول التي تجمعهما كل المشتركة وذات الاهتمام المشترك.

إن جذور العلاقات التاريخية الثقافية بين تلكم الدول الشقيقة تمتد إلى عمق التاريخ، وبنيت على العلاقات الاجتماعية بين شعوب تلك البلاد من خلال البحث عن مصادر الرزق وتبادل الخيرات التي أوجدت لأبناء الشعبين أدوات التواصل لتبادل الثقافات والخبرات، وازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم وغيرها من المجالات الحيوية. ومن ناحية أخرى يمكن القول بأن هذا النوع من العلاقات يعد محوراً نموذجياً للعلاقة التي تجاوزت كل الحدود بين العلاقات بين الدول.. إذ تتمتع تلك الدول بالكثير من الروابط والعوامل المشتركة.. حيث هناك الكثير من التوجه في الرؤى الواحدة للكثير من الأمور والتوافق في الرؤى والسياسات حول العديد من القضايا المشتركة وغيرها من الكثير من القضايا العامة.. وتعكس تلك العلاقة عمق ما يربطها من علاقات صلبة تستند إلى إرادة قوية ومشتركة للدفع بها إلى آفاق أوسع من التعاون، والعمل المشترك لما فيه مصلحة الجميع، وتعزيز قدراتها على حفظ أمنها واستقرارها وحماية منجزاتها ومصالحها، في الوقت الذي تعتبر فيه العلاقات القوية والاستراتيجية بينها مستندة إلى أسس متوافقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، والتي تعد ركنًا أساسيا من أركان الأمن الجماعي في مسيرة الجامعة العربية ومن وراءها الأمن القومي العربي، خاصة أن العلاقات الثنائية بين تلك البلاد هي علاقة راسخة وعميقة تستشرف من خلالها قيادتا البلدين تطويرها وازدهارها في كل المجالات في المستقبل. إذ تعمل كل من تلك الدول على التعاطي بشكل موحد في القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات والتي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا سياسية واجتماعية عديدة التي واجهت المنطقة ككل، مما شكل سدا منيعًا أمام تلك التحديات، وهو ما شكل منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة تلك البلاد سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

ومن ناحية أخرى نجد أن أهم مايميز موضوع مقالنا هذا هو أن المفهوم السائد حالياً هو بأن الكويت والسعودية والامارات تقف قلباً واحداً مع جمهورية مصر العربية في مواجهة العديد من قضايا الارهاب في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً مواجهة خطر وإرهاب جماعة الاخوان الذي تغلغل خطرها في تلك البلاد بشكل واسع.. فكانا لزاما وتقليدا من تلك الدول مساندة ودعم الاخوة في مصر.. وكان العكس أيضاً في هذا المجال وهو بأن تبادل المعلومات الاستخبارية بين مصر ودول الخليج العربي كان لها في كثير من الأحيان الأثر الإيجابي في القبض على كثير من خلايا الاخوان في المنطقة تلك الخلايا النائمة والتي كان تضمر الشر في المنطقة وهذا النوع من التبادل مطلوب حالياً أكثر من أي وقت مضى.. واليوم ونحن على اعتاب مرحلة مهمة من التاريخ نجد بأن تلك العلاقات يتوجب تعزيزها وتتويجها بالكثير من الروابط والعلاقات الوشيجة، وذلك في العديد المجالات والأصعدة.. لمواجهة قوى الشر والظلام في منطقة الشرق الأوسط.. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى