بقلم د. رانيا ابو الخير
فى خطوة ربما تبدو عادية او عقلانية حينما اعلنت شركة فايسبوك عن تشكيل لجنة اطلقت عليها مسمى لجنة الرقابة العالمية على محتوى الفايسبوك والانستجرام تلخصت مهمتها فى الاشراف على محتوى الوسيلتين الاكثر استخداما عالميا، ولكن هذه العقلانية تذهب ادراج الريح إذا ما نظرنا إلى بعض اعضاء هذه اللجنة ونعنى بالاخص اختيار الاخوانية اليمنية توكل كرمان لتصبح واحدة من الاعضاء المسئولين عن تقييم المحتوى، الامر الذى يثير معه العديد من علامات الاستفهام حول اسباب اختيار هذه الشخصية ضمن اعضاء اللجنة، فهل كانت الاختيار صدفة؟ أم انه اختيار مقصود بعناية؟ وإذا كان اختيارا مقصودا فما هو الهدف منه؟ وما دلالاته بالنسبة لعالمنا العربى تحديدا؟
الحقيقة ان الامر يجب ان يكون واضحا بل ومحسوما فى الاجابة على التساؤل الاول أن الاختيار لا يمكن ان يكون صدفة وإنما هو اختيار مقصود بعينه، يدلل على ذلك اختيارها من قبل لنيل جائزة نوبل للسلام 2011، حينها اثيرت الكثير من علامات الاستفهام حول اختيارها لتصبح اول امرأة عربية تحصل على هذه الجائزة رغم انها لم تقدم شيئا يذكر مقارنة بمن سبقها من الفائزين بجائزة نوبل، الامر الذى دفع البعض حينها إلى التأكيد على ان ملف الجوائز العالمية لا يزال يخضع لكثير من الاهواء الذاتية بعيدا عن الكفاءات الشخصية التى لم يكن نصيبها فى هذه الجوائز إلا نادرا. ومن ثم فاختيارها اليوم يأتى استكمالا لاختيار الامس. ليصبح التساؤل الاكثر اهمية هو لماذا توكل كرمان رغم ان كافة تصريحاتها وكلماتها تدافع عن الارهاب والعنف والتطرف، فهل المقصود هو الدفاع عن لغة العنف والتطرف عالميا ام المقصود هو التأكيد على أن ادارة العالم اليوم تخضع لتحالفات خفية تلعب جماعة الاخوان دورا فى ادارتها بالتعاون مع قوى الشر عالميا واقليميا؟ وأرى ان الامرين معا يجيبان على السؤال.
وبعيدا عن الاسباب او الاهداف التى اضحت جلية للجميع عن ذلك التحالف بين الخبثاء والذى كشفت عنه مجددا اختيار كرمان ضمن لجنة عالمية لمراقبة محتوى الفايسبوك، وتطبيقا للقاعدة القائلة رب ضارة نافعة، فمن اهم المنافع المحققة من اختيار هذه الشخصية ضمن هذه اللجنة ان اختيارها مثل ردا عمليا على جميع الابواق التى ترى فى وسائل التواصل الاجتماعى على وجه العموم والفايسبوك على وجه الخصوص نافذة لنشر الادعاءات والشائعات التى تضر بالامن القومى بوجه عام وامننا الشخصى على وجه الخصوص، فقد كشف اختيارها عن حجم الخطر الذى تلعبه مثل هذه الوسائل فى نشر الاكاذيب والادعاءات ضد سياسات الدول وخططها التنموية، إذ تستخدم هذه الوسائل كأدوات ناعمة للجماعة الارهابية وحلفائها فى نشر الاحباط والقلق بين المواطنين، الامر الذى يتطلب منهم الوعى كاملا بدور مثل هذه الوسائل فى هدم اوطان وتفكيك دول تحت مسميات وشعارات كاذبة، فكان اختيارها ضمن اللجنة العالمية كشفا مهما أمام الرأى العام عن جوهر وحقيقة دور هذه الوسائل بما تحمله من اجندات ورسائل تخدم حلف الخبثاء، فهل يفيق العالم العربى وابناءه لما يخطط لهم أم يستمرئون ما يجرى وكأنه بعيدا عن أمنهم؟