“الأردن عكس التطبيع وأخطاء الماضي تحرج نتنياهو”

كتب : أحمد ناجي

لجأت الكثير من الدول العربية الي تطبيع العلاقات مع اسرائيل بشكل مباشر خلال تلك الفترة وعلي رأسهم الامارات والبحرين، مما جعل إسرائيل تُظهر نفسها كدولة مسالمة تسعي إلي الحفاظ علي الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن رغم تلك التقاربات العربية الاسرائيلية اتخذت الاردن موقف مخالف لتلك التقاربات وقامت بتعطيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مرور طائرته عبر أجوائها خلال رحلته الي الامارات.
ويعود السبب الرئيسي لمنع عبور طائرته عبر الأجواء الأردنية الخلاف السابق الناتج عن منع إسرائيل ولي العهد الاردني حسين بن عبد الله من زيارة المسجد الاقصي نتيجة زيادة عدد الحراس الأردنيين بنسبة أكبر مما هو متفق عليه وبالتالي رفضت إسرائيل زيارة ولي العهد الاردني حسين بن عبد الله الي المسجد الاقصي.

علي جانب ذلك قال سامح سنجر الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية أن نتنياهو أراد استغلال الاردن كورقة انتخابية هامة تسهم في في فوزه بالانتخابات الحالية وردًا من قبل نتنياهو على استقبال ملك الأردن عبدالله الثاني مؤخراً، بشكل سري في عمان، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، خصم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الحالية أشار إلي رغبة نتنياهو فى هزيمته ودعم أبرز منافسيه، خاصةً بعد تأكيد غانتس عقب تلك الزيارة بأن “نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها لدى الأردن، وأن العلاقات مع الأردن كان من الممكن أن تكون أفضل ألف مرة، لكن وجود نتنياهو يتعارض مع تقدم العلاقات”.

وأكد سامح أن رفض الأردن تحليق طائرة نتنياهو فوق أراضيها متجهة إلى الإمارات، تعكس تلك الخطوة الأردنية مجموعة من الدلالات، من ضمنها رغبة الأردن فى تفويت حدث يستطيع نتنياهو استغلاله انتخابيًا وهو اللقاء بولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، خاصة أن نتياهو أصبح يعتمد بصورة رئيسية فى الدعاية الانتخابية على ما حققه مؤخرًا من إنجازات فى ملف التطبيع مع عدد من الدول العربية والتى يأتى على رأسها الإمارات، علي جانب آخر غضب الأردن من تطور العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج عمومًا والإمارات خصوصًا، خاصة فى المجال الاقتصادى، فى مقابل عدم تقديم أى مساعدات كبيرة من قبل هذه الدول للأردن فى ظل ما تمر به من ضائقة اقتصادية كبيرة، أزدادت خطورتها مع انتشار وباء كورونا.

وأضاف سامح أن اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تركز على تحقيق نوع من السلام الدافئ الذى يقوم على التعاون الاقتصادي والتواصل الثقافى والشعبى، عكس السلام البارد بين الأردن ومصر مع إسرائيل الذي يقتصر على المستوى الرسمى والسياسى وأن ذلك قد يصب فى النهاية فى صالح تصاعد دور الإمارات فى القضية الفلسطينية على حساب الدور الأردنى والمصرى، مع العلم بأن دور الأخيرتين فى القضية الفلسطينية من أهم العوامل المؤثرة على وضعية ومكانة هاتين الدولتين على المستوى الاقليمى والدولى، مؤكدًا علي تخوف الأردن من إمكانية اقدام نتنياهو فى حالة فوزه بالانتخابات على القيام بضم مناطق غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية الرئيسية في الضفة الغربية، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية مباشرة على الأردن تتمثل فى نزوح العديد من اللاجئين الفلسطينين إليها، ما يعنى تهديد التركيبة السكانية فى الأردن والتي تتكون من 50 إلى 55 % من أصل فلسطيني بحسب بعض التقديرات، الأمر الذى سيُشكل تهديدًا لأمنه القومي فضلًا عن استنزاف إضافي لموارده الاقتصادية.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى