السفير عبدالله بن ناصر الرحبي:
سعيد لتمثيل سلطنة عمان في بلدي الثاني ” مصر “

حوار: ماجي حامد

الصلة بين الدبلوماسي والاعلامي دقيقة جداً، السفير عبدالله بن ناصر الرحبي – سفير سلطنة عمان بجمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يفتح قلبه للصحافة ويتكلم عن علاقته بمصر متى بدأت وكيف استمرت.
البداية كانت في محافظة الاسكندرية وتحديداً في جامعة الاسكندرية التي شهدت اتمامي للمرحلة الجامعية حيث تخصصت خلالها في ” الاعلام ” ، لأعود عقب ذلك الى بلادي لأستمر في مسيرتي المهنية كمحرر أخبار بإذاعة سلطنة عمان، وعقب جولة عظيمة حافلة بالبصمات حول عالم الصحافة والاعلام عربياً وغربياً، كنت على موعد مع رحلة جديدة مع عالم الدبلوماسية التي شهدت ايضا بصمته من خلال كل محطة من محطاتها ، كل في مسار تحقيق أهداف السلطنة المشهودة لها دائما حيث نشر التسامح والتأكيد الدائم على قيمة الحوار ، كوسيلة مثلى لتوحيد الصفوف العربية وتحقيق الاستقرار والسلام في جميع أرجاء المنطقة العربية كأمة واحدة، صوتها واحد وهدفها واحد، بل والسلام العالمي الذي نادى به المغفور له جلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – ونال به إحترام وتقدير العالم ويحمل لوائها ويكمل مسيرتها المتجددة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق.
فلنبدا من مصر و تحديداً عام 1984 الذي شهد المحطة الاولى حيث على ارضها بالتحاقكم كطالب بشعبة اعلام قسم اجتماع بجامعة الاسكندرية؟
كان وسيظل الاعلام هو عشقي الاكبر، الحاضر معي من خلال كل خطوة اخطوها في مسيرتي المهنية، منذ ان كنت محرر اخبار مبتدئ، حلمه امامه يسعى من اجله، في مصر تحديداً محافظة الاسكندرية، تلقيت دراستي الجامعية هناك، ونظراً لظروف عديدة لم استطع اللحاق بالفصل الدراسي الاول حيث جاء القبول متأخراً ولكن كان الدافع كبيراً. وبذلت جهداً كثيراً لاجتياز الفصل الدراسي الثاني بنجاح ، ليكن التحدي الاول في هذه الرحلة، الذي وفقت في اجتيازه، وفي فترة وجيزة وقعت في عشق عروس البحر المتوسط، فهي لم تكن مجرد رحلة دراسية بل كانت ايضا رحلة للتعمق كثيراً في ابرز ملامح العلاقات والثقافة المصرية، وحينما كان يأخذني الشوق إلى عمان الوطن، كان البحر الرابط حيث تشابه النوارس وسيمفونية الأمواج. و من خلالها كانت فرصتي للتعرف على نخبة كبيرة من الاعلاميين الكبار الذين أثروا في شخصيتي كثيراً حتى ان بعضهم اصبحوا اصدقاء فيما بعد وإمتدت الصداقة بيننا وكانت تقنية الإتصال لها دور في إستمرار هذه العلاقة إذ ظلت دون إنقطاع والآن عدنا لهم بالود محملين بالذكرى.

حول ابرز ملامح جولتكم حول عالم الصحافة و الاعلام عربياً و غربيا .. و الاضافة او الاثر الحقيقي لهذه الجولة على شخصكم وفكركم و ايضاً اهدافكم في الحياة؟
في هذا السياق أتحدث بلغة الاعلامي حيث أتهم أحياناً بالإنحياز الشديد للاعلام واهله . فقد كنت مندوب السلطنة الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف ، وكنت من القلة من السفراء الذين يشاركون الصحفيين والإعلاميين بيومهم هذا من خلال الاحتفال السنوي،لتمثيل بلادي بوجبة عمانية ضمن عدد كبير من الوجبات لمختلف بلدان العالم ، وفي مرحلة اخرى كنت رئيساً لأهم مؤسسة صحفية عمانية هي مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان والأنباء التي كانت تصدر عنها صحيفتين يوميتين عمان وعمان أوبزيرفيرز بالإضافة إلى وجود وكالة الأنباء العمانية وشركة إعلان وتوزيع وطباعة، كل هذا جعلني ادرك تماما مشقة العمل الصحفي والاعلامي، والمعاناة التي يتحملها كل صحفي او اعلامي من اجل الوصول الى الحقيقة، في الوقت ذاته اظل على علم بمدى السعادة التي تغمرنا بمجرد رؤية العمل الصحفي النهائي مطبوع ويشيد به الجميع والذي يتمثل في صدور المطبوع يومياً بدون أي إشكالية.
في حديثكم تأكيد مباشر على الدور المحوري الذي يقوم به الاعلام في المنطقة العربية ازاء كل قضية عربية وكل حقيقة وانجاز وتحدي؟
بالفعل هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعا تجاه القارئ . مسؤولية اخلاقية ومهنية ودور رئيسي يكمن في كيفية زيادة وعي المجتمع والحفاظ على استقرار وأمن البلاد، من خلال توصيل الحقيقة ونقل الصورة الحقيقية عن مجتمعاتنا، فعلى سبيل المثال المرأة العربية وحقوقها ، وواقعها الذي يشهد مشاركة فعالة للعديد من النساء الرائدات، وهنا التساؤل حول طبيعة دور الاعلام في تقديم مثل هذه النماذج ونقل هذا الواقع باحترافية ليشاهد العالم ويدرك مدى تقدم الإهتمام بقضايا المرأة والطفولة في بلداننا العربية، إذ أننا نلاحظ بأن هناك شكوكاً من قبل دول معينة تجاه بلداننا فيما يتعلق بهذا الأمر ومواضيع أخرى تتعلق بقضايا حقوق الإنسان والحريات وفق أحادية الرؤية وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن هناك تفريقاُ لهذا المفهوم بالإنحياز لقضايا معينة دون الجوهر فقد ركزوا على أمور تتصادم مع قيم مجتمعاتنا والخروج عنها، أعتبرها مخالفة أي النظرة الأحادية والكيل بمكيالين، ونحن نتساءل؛ هل هناك حقوق مغيبة عن الإهتمام كحق الشعب الفلسطيني الذي تنتهك حقوقه؟ وهناك دول تعاني من الإرهاب والعنف وعند معالجتها وفق رؤيتها من أجل إستتباب الأمن يعد مخالفة من وجهة نظرهم!.

عقب هذه الجولة حول عالم الاعلام والصحافة فلننتقل الى عالم اخر وهو عالم الدبلوماسية ورؤيتكم كدبلوماسي للمشهد عربياً وعالميا في ضوء العديد من المستجدات والتحديات ايضاً؟
أود في البداية أن أعرب عن سعادتي بتمثيل بلادي في وطني الثاني مصر ، لتكون وجهتي في خدمة البلدين وانا على ثقة تامة انني متفائل في القيام بدور هام في خدمة بلدي ” عمان ” من خلال تواجدي على أرض مصر بشكل اكبر و افضل.
مما لا شك فيه ان هنالك تحديات تشهدها دول العالم إقتصادية وسياسية وقد أضاف لها الوباء كوفيد 19 عبء آخر، وهذه التحديات تعيشها جميع الدول وتحاول الدول العربية أن تخرج من هذه الأزمات بأقل الأضرار.. ومصر ضمن هذه الدول، التي عاشت فترة سابقة في مجابهة ظروف إستثنائية هددت أمنها وإستقرارها وبوعي القيادة وتكاتف المجتمع أعيد لمصر أمنها وإستقرارها لتتفرغ للبناء والإعمار والتنمية، وهذا ما شاهدناه فور وصولنا فتحسن مستوى الطرق بأعلى المواصفات والمدن الحديثة والمشاريع التي تستهدف الإنسان المصري في القرى لتحسين ظروف معيشته، وبمتابعة حثيثة من الرئيس وجهاز الحكومة المصرية الذي يعمل على مدار الساعة في سباق مع الزمن وهذا ما نلاحظه في العاصمة الإدارية الجديدة .. ايضا لا تزال اليمن تعاني ويلات الصراعات والحروب ، مع الأسف فإن ما حدث في اليمن وما زال مستمراُ يأتي ضمن التحديات والإشكاليات العربية التي عاشتها وما زالت بحكم تصدع الأمن القومي العربي، فإن سلطنة عمان كان لها منذ البدء رؤيتها في حل الصراع في اليمن والذي ما زالت تؤكد عليه وهو ضرورة أن يتم حل هذا الخلاف بالحوار مع جميع الأطراف وعدم إستثناء أي مكون من مكونات اليمن والعودة إلى طاولة المباحثات للوصول إلى حلول توفيقية ترضي جميع الأطراف، ولعل المبادرة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخراً ستسهم في بداية حل هذا الصراع الذي طال أمده من أجل الإنسان اليمني وعودة السلام والإستقرار والبناء لأن لغة الحرب ليست هي الحل ولن تؤدي إلى إستقرار.
وهكذا فالمحتم علينا كأمة عربية أن نتحمل المسئولية في توحيد الجهود العربية وتجاوز الخلافات من أجل مواجهة التحديات المتعددة على هذه الأمة..
و ماذا عن ليبيا التي كادت ان تكون مسرح للارهاب لولا الحكمة المصرية؟! نعم بالنسبة للوضع في ليبيا مؤسف ومحزن، فالقتال وتواجد قوات متعددة وأطراف مختلفة لسنوات مضت، وحينما وجد أن ذلك لا يصل بالليبيين إلى الإستقرار والأمن إنتصر صوت العقل والحق، وهكذا نجد ما أسفرت عنه المفاوضات بين الأطراف الليبية والدول المحبة للسلام والأمم المتحدة، وكان لمصر دوراً مهماً من خلال إستضافة أطراف النزاع فى حوار من أجل الوصول إلى حلول، وقد كانت، وهكذا نرى أن الأمور تسير بشكل أفضل ونتمني أن تسفر الإنتخابات القادمة عن حكومة وطنية وعودة ليبيا إلى محيطها العربي لتتفرغ للتنمية والبناء ونسيان الماضي.

بالفعل التدخلات الأجنبية. الانقسام داخل الدولة العربية الواحدة أحد أبرز التحديات الكبرى التي تواجه بعض دول المنطقة العربية .. تعقيبكم ؟
كأمة عربية نعيش تحديات كبرى على الصعيد السياسي، و هو ما أتاح الفرصة من وجهة نظري لمثل هذه التدخلات الاجنبية في شؤوننا الداخلية، وذلك نتيجة ما اسفرت عنه خلافاتنا من فراغات سمحت للتدخل في شؤننا كأمة عربية واحدة .. وهنا ينبغي ان نعي جيداً انه في حال اردنا حقاً وضع حد لهذا التدخل، فالحل بأيدينا، لتحقيق الحماية لأنفسنا، لمقاومة التدخلات والأخطار التي تحدق بنا كأمة عربية للنيل من استقرارنا وسلامنا، ونعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأبرز التي تؤرق دولنا وما لم يتم الإستماع إلى صوت العقل والإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش في أمن وسلام لتحقيق مفهوم الدولتين وتكوين دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وبتعاون دول العالم برعاية الأمم المتحدة والتأكيد على القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية فإننا نعتقد بأن دون ذلك سوف تستمر هذه التحديات ويستمر العالم العربي من أزمات لأخرى.

بمناسبة الحديث عن مصر واستعادة دورها المحوري دعنا نتطرق لطبيعة العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان على كافة الاصعدة؟
العلاقات بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة تاريخية كما أشرنا إليها سابقاً ومستمرة دون أي إنقطاع وتأثر ولله الحمد وتزداد نمواً وإزدهاراً بإيمان الدولتين على مبادئ راسخة في العلاقات الدولية لتغليب لغة الحوار والتسامح في حل الخلافات وقاعدة عدم التدخل في شئون الغير وعدم قبول التدخل في شئوننا والتعاون بين البلدين مستمر وسيشهد ذلك مزيداً من التطور والنمو خاصة إننا نركز خلال الفترة المقبلة على العناصر المشتركة التي تهم الإنسان بين البلدين وهو تعظيم المصالح من خلال الإستثمارات وتقوية وتعزيز الجانب التجاري بين البلدين حيث أن عمان تسعى من خلال رؤية عمان 2040 إلى التوسع في التنوع الإقتصادي من خلال جذب الإستثمارات وتهيئة المناخ المناسب وإعطاء الأولوية للأشقاء العرب.
لذلك أنتهز هذه الفرصة لدعوة الأشقاء المصريين للتوجه إلى الإستثمار في عمان والعكس صحيح وتجدر الإشارة أن هناك لجنة رجال أعمال عمانية مصرية تعمل من أجل تفعيل هذا العمل بين البلدين حيث أن حجم الإستثمارات والتجارة بين البلدين ما زالت دون الطموح. عليه فإننا نتطلع إلى عمل أكثر جدية ونحن بصدد إجراء عدد من الحوارات لعرض الفرص الإستثمارية من خلال سفارة سلطنة عمان وتبادل وجهات النظر في إطار عمل الدبلوماسية الإقتصادية.

بالعودة الى قيمة الحوار وايمان السلطنة به كوسيلة مثلى لتحقيق الوحدة العربية المنشودة ما هو تقييمكم لاداء الحوار العربي خلال الآونة الاخيرة؟
بكل شفافية ما لفت انتباهي أن هناك فجوة شهدتها الاعوام الماضية نتيجة الأزمات العربية، وسلطنة عمان بحكم سياستها التي ليست بسياسة حديثة يظل هدفها نصرة القضايا العادلة بالحوار وتعزيز مفهوم التسامح وهذا مبدأ عماني عبر التاريخ، وهكذا تتطابق وجهات النظر العمانية المصرية وهذا سر ثبات العلاقة بين البلدين وإستمرارها وتطورها.
في السياق ذاته اشار الرحبي لانطباعه حول الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الاخير ، الذي تصادف ان يشهد مشاركته الاولى من خلال اجتماعات جامعة الدول العربية حيث اعرب عن تفاؤله حيال الموقف العربي ، مؤكداً أن ما شعر به من جميع الاعضاء المسؤولية والادراك التام لخطورة ما اسفرت عنه الخلافات الداخلية من تدخل أجنبي في شؤوننا، مشيداً بالدور المصري وإهتمامه بالقضايا العربية وعودة دورها التاريخي الهام.

منذ ايام احتفلنا بمرور 76 عام على تأسيس جامعة الدول العربية وهنا ينبغي ان اشير الى الدور المحوري لهذا الكيان العربي الذي لم يكن على مر التاريخ مجرد كيان بجدرانه واداراته المتتالية وانما كان دائما مرآة عاكسة للارادة العربية القوية .. تعقيبكم ؟
مما لا شك فيه الدور المهم الذي تقوم به الجامعة العربية ، والذي لا تستطيع اي دولة الاستغناء عنه، نعم هناك ملاحظات وهناك اهمية كبيرة للتطوير من اداء عمل الجامعة العربية، لكننا كما ذكرت دائما عندما نذكر الجامعة العربية يمر امامنا تاريخ حافل للتاكيد على ارادة العرب و وحدتهم، لذلك برأيي ان قوة الجامعة العربية تكمن في ارادة دولها الاعضاء ، وفي ضوء ما نشهده من تحديات واخطار تحدق بدولنا العربية، يصبح من الاولوية ان نعمل جميعا من اجل العمل على ارادة عربية قوية تستطيع بث الروح من جديد في الجامعة العربية ” الحاضنة الكبرى لقضايا المنطقة العربية “.

القضية الفلسطينية و أخر المستجدات في مسار تحقيق الوحدة و انجاح العملية الانتخابية؟
قد نختلف كعرب ولكن بمجرد ان يتعلق الامر بالقضية المركزية تجدنا يد واحدة، نجتمع على كلمة واحدة وهدف رئيسي، من هذا المنطلق يبدو واضحا ما تمثله هذه القضية المركزية في مصير استقرار وسلام الامة العربية . والحقيقة ان ما شهدته القضية الفلسطينية من مستجدات مؤخرا امر يبعث على الامل و الجميع يدرك هذا جيدا و هنا ينبغي الاشارة الى الحوار الذي تستضيفه مصر لحل الاشكالية بين الاطراف الفلسطينية وما اسفر عنه من تقدم ، ونحن بالفعل نترقب اتمام العملية الانتخابية وان تفضي لنتائج ايجابية من اجل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني ..

أخيرا رؤيتكم لواقع المنطقة العربية في ضوء سياسة الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن؟
برأيي سواء ادارة جديدة او قديمة فالاهداف تظل واحدة، ربما يختلف الاسلوب من ادارة لاخرى لكن هناك مصالح دول كبرى، لكن افتراضا انهم جادون فيما يعربون عنه من رغبة وسعي لتحقيق السلام فى المنطقة العربية فهو أمر لصالحنا بالتأكيد ،مع الاخذ في الاعتبار ضرورة العمل من اجل اصلاح البيت الداخلي و توحيد الرؤى و تضافر الجهود حتى نستطيع التعامل مع جميع دول العالم في ضوء مصالح مشتركة . فالأهداف والمصالح تظل واحدة ولكن هناك مصالح لهذه الدول وعلينا الإعتراف بها وإذا إفترضنا أنهم جادون فيما يعربون عنه من رغبة والسعي لتحقيق السلام في المنطقة العربية حسب التصريحات التي نتابعها من الإدارة الأمريكية الجديدة فهو أمر إيجابي لصالح إستقرار المنطقة بالتأكيد مع الأخذ في الإعتبار ضرورة العمل على إصلاح البيت الداخلي وتوحيد الرؤي وتضافر الجهود حتي نستطيع أن نتعامل مع العالم برؤية موحدة لتحقيق أهدافنا والتفرغ للتنمية من أجل الرسالة العربية والإستقرار والسلام.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى