كتب: د محمد علي عطا

صدر حديثًا للكاتب والقاص المصري البارع “محمد محمد مستجاب” مجموعة قصصية جديدة بعنوان “الحزن لا يميل للممازحة”، وهي ملحقة بمجلة روافد الإلكترونية التي تصدر عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة، والعنوان الذي اختاره الكاتب هو عنوان آخر قصة من قصص هذه المجموعة، التي تضم عشرين قصة قصيرة، عناوينها هي: ظهيرة حارقة، كمُنت السحالي في الجبال، في البحث عن مفتاح الجنة، الثعابين تتسرب، الفحيح أيقظ الناس، بين البحيرة والاضطراب، ظلوا يبحثون عن المفتاح، في رأس إنسان وجلد ثعبان، فزعًا هرب الناس للجبال، مدينة تعج بالثعابين، الليل، الموت، جوع، زحام، مناورة، خطاب قديم، رأس الشمس، يوم في حياة جندي بدرجة أب، السياح، وأخيرا القصة التي اختيرت عنوانا للمجموعة القصصية: الحزن لا يميل للممازحة”.
وعتبات هذه المجموعة تغري القارئ بالتوغل في تفاصيلها، من حيث:
-العنوان بألوانه الدافئة مثل دفء المشاعر التي تنساب في قصص مستجاب وعمقها، والرموز التي كونت لوحة الغلاف حيث تتكون من أربع قطع من قطع البازلت، تحمل صورًا من رقة الحياة ببحرها ونداها، ومنها ثلاث متشابكة ومنها واحدة تحاول أن تتشابك ولكنها لا تجد لها مكانًا مناسبًا رغم توافر خيارين غير صالحين، وهي قطعة تحمل عينا زائغة تكاد تسح منها الدموع رغم ما يحيطها من رقة وخرير.

• عبارات مختارة من أدباء مشهرين مثل: محمد الماغوط، ويوسف إدريس.
• الإهداء الذي جعله الكاتب لوالده محمد مستجاب رحمه الله، صاحب المدرسة الأدبية المتميزة التي تمزج العامي بالفصيح بطريقة لم تتوافر لغيره، والحاضر بشدة في مخيال الكاتب، واستدعاء حزن الوالد الذي كان يميل للمازحة ينشئ مفارقة بين حزن مستجاب الابن ومستجاب الأب!
• عناوين القصص التي توحي أشد الإيحاء بأنها تهتم بتصوير آلام الناس كما نلاحظ من عناوين: أيقظ الناس، فزعا هرب الناس للجبال. كما نلاحظ فيها كثرة الإشارة إلى الحيوانات غير المرغوب فيها مثل: السحالي والثعابين والفحيح، وقد تكرر الثعبان ثلاث مرات في ثلاثة عناوين، وهي إشارة تستحق الوقوف أمامها.
  ويتميز مستجاب بالتوغل في عمق المشاعر، والقدرة على الإمساك بها وتشريحها، والبراعة في الوصف لدرجة تتملك منك!