الدكتور عيسى العميري يكتب لبوابة العرب نعم لطرح الحبتور العقلاني

بقلم الدكتور عيسى محمد عبدالرزاق العميري
“كاتب كويتي”

ومن جديد يثبت لنا الأستاذ خلف أحمد الحبتور بعقلانية الطرح الذي نادى به مؤخراً فيما يخص بإعادة فتح الاقتصاد بشكل تدريجي ومنح التفاؤل في هذه الظروف فرصة تستحقها وفرصة جدير بأن يتم التعاطي بها.. فهذه الشخصية العربية والخليجية التي يفخر بها المواطن العربي تثبت بمدى الفكر الراقي الكبير في ظل ظروف جائحة كورونا في العالم.. فمن خلال تصوراته البعيدة النظر تعطي الانطباع والارتياح في نفس الوقت لكل من يسمعه أو يتابعه في وسائل التواصل المتعددة أو مباشرة من خلال التصريحات الإعلامية.. تلك التصورات التي تستحق منا وقفة إعزاز وتقدير كبيرين لهذا المضمون.. فكل كلمة ينبس به أستاذنا الفاضل لها معنى كبير.. في الأوساط العالمية.. ومنها على سبيل المثال قوله بأن الاقتصاد في العالم حالياً متوقف تماماً فيما عدا قطاعي الغذاء والصحة.. فإنه لذلك أبعاداً كبيرة أقلها بأن توقف الاقتصاد كل تلك الفترة الماضية يحتاج منا وقفة جدية فهو أمر خطير وذي أبعاد سلبية على المدين القريب والبعيد
وهو بذلك الطرح كمن يضع الإصبع على الجرح.. ويلقي الضوء على أمر غاية في الأهمية لايجب أن يستمر بهذا الشكل الذي هو عليه حالياً .. فيجب عدم الركون إلى انتصار هذه الجائحة على العالم بهذا الشكل.. أي نعم أن الجائحة تلف الكرة الأرضية بأكملها.. وأي نعم بأن العالم أمام وباء أو عدو غير مرئي ولايرى بالعين المجردة ولكن الإنسان الذي كرمه المولى عز وجل قادر على مواجهة أزمات أكبر من كورونا وقانا الله والجميع منها.. زبدة القول هنا والذي نؤيده بشده كما تم طرحه على لسان الأستاذ خلف الحبتور هو لامانع من التفاؤل في هذه الظروف.. ولامانع من تحريك عجلة الاقتصاد ولكن في نفس الوقت يتوجب والحال هكذا أن يتم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة في ظل ظروف الأوضاع الصحية الجديدة التي خلفتها جائحة كورونا ويتوجب مراعاة كافة شروط منظمة الصحة العالمية ولكن مع استثناء التشاؤم الذي تبديه والتهويل الذي تمارسه بين حين وآخر على المتابعين لها.. إذا أن هذا طرح منظمة الصحة لايخدم مواجهة هذه الجائحة بالطريقة المنشودة.. وفي نفس الوقت لايمكن أن يستمر هذا التعاطي بالشكل الذي نراه عليه اليوم..

وبعيداً عن كل ذلك نقول بأن هناك أمراً غريباً يحدث في الدول الكبرى وصانعي الدواء واللقاحات في العالم!.. فهل يعقل أنه منذ بداية جائحة كورونا في العالم وتخصيص الدول الكبرى التي نقصدها لميزانيات تصل الى المليارات من الدولارات لإيجاد لقاح ودواء لهذا الجائحة تعجز حتى الآن عن هذا الدواء واللقاح!؟.. إنه فعلاً لأمر مريب حقاً.. هذا من جانب ومن جانب آخر وعودة على طرح أستاذنا الفاضل خلف الحبتور نقول بأن دعوته لمجلس التعاون الخليجي لاعتماد خطة شبيهة بخطة الاتحاد الأوروبي بالسماح بالسفر داخل مجلس التعاون الخليجي كمرحلة أولى.. ثم السماح بالسفر تدريجياً الى الدول التي سيطرت على انتشار الجائحة في المنطقة والعالم.. إحياءاً لبعض من جوانب الدورة الاقتصادية.. هو فكر ورؤية بالغة الأهمية وتنم عن رأي سديد ويستحق التأمل فيه من قبل أصحاب القرار في دول مجلس التعاون الخليجي..

وهو قرار لابد من دراسته وتقييمه من قبل تلك الدول بشكل جدي.. فهو بإذن الله سيكون له أثر طيب في تحريك عجلة الاقتصاد شيئاً فشيء.. وهو أمر يحتاجه العالم ودول المنطقة ونضيف عليه أن في حالة تطبيقه أن يتم أيضاً اتخاذ كافة الإجراءات الصحية الوقائية اللازمة بل والمغالاة فيها حفاظاً على صحة الناس.. بل والتشدد في تطبيقه إلى أقصى درجة يمكن توقعها.. وذلك لمحاصرة أي ثغرة انتشار للجائحة ومقاومة أي فرصة لبروزه في أي حدث أو تقارب بين الناس.. والتركيز على التباعد الاجتماعي بشكل أكبر مما هو عليه الآن تحت ظروف الحظر الحاصل في العالم لهذه الجائحة..

وفي الختام نقول بأننا نوجه شكراً كبيرة لأستاذنا الفاضل خلف الحبتور لتصوره وتوجهه الاقتصادي الرائع في ظل ظروف الجائحة العالمية وحرصه على تحريك الاقتصاد.. ونسأل المولى عز وجل في ظل هذه الأيام المباركة أن يتقبل الله منا الدعاء ويرفع عنا هذه الوباء والبلاء إنه سميع مجيب. ونقول نعم لطرح الحبتور العقلاني. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى