الهند..تخوف من توسع حركة طالبان نحو كشمير

كتبت صفاء الليثي

أفادت صحيفة “ذا برنت” الهندية، الخميس، بأن سلطات الأمن والجيش في البلاد متخوفة من امتداد نفوذ حركة طالبان إلى الشطر الهندي من كشمير، بعد إتمام انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.

وكانت طالبان قد أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة من أفغانستان، بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي. والأربعاء قالت إنها سيطرت على بوابة الصداقة، وهي أحد المعابر الرئيسية مع باكستان، قبل أن تعلن قوات الحكومة الأفغانية سيطرتها على المعبر، الخميس.

وذكرت صحيفة “ذا برنت” أن التقدم الميداني السريع لحركة طالبان يثير مخاوف مسؤولي وزارة الدفاع ووكالات الأمن في الهند، من محاولة بسط نفوذها على إقليم كشمير.

الهند تقيم اتصالات مع طالبان
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف هويتها، أن “الخوف ينبع من سوابق تاريخية مماثلة”، مشيرة إلى أنه عندما انسحبت القوات السوفييتية من أفغانستان في 1988-1989 “شهد إقليم كشمير طوفانًا من المتطرفين، ليس فقط من باكستان وأفغانستان، ولكن أيضًا من دول أخرى، كانوا يشقون طريقهم إلى الجانب الهندي من كشمير”.

ولفتت المصادر إلى أن “جماعة (جيش محمد) المسلحة الباكستانية، والتي تنشط في كشمير، لديها عناصر تقاتل إلى جانب طالبان، وشبكة حقاني في أفغانستان. وبالتأكيد سترغب تلك الجماعات في تصعيد عملياتها في الإقليم”.
وتابعت المصادر أن “الهند أقامت بالفعل اتصالات مع طالبان، وذلك مراعاةً لاعتبارات متعلقة بالأمن الداخلي والإقليمي بشكل عام”، دون الحديث عن طبيعة هذه الاتصالات أو على أي مستوى أجريت.

وعلى الرغم من هذه الاتصالات، فإن المصادر قالت إن “الهند قلقة من احتمال إقدام فصائل متعددة داخل طالبان بشكل مستقل على توجيه مقاتليها نحو كشمير”.

“عام حاسم”
ونقلت “ذا برينت” عن مصدر آخر وصفته بالمطلع على التطورات في أفغانستان، القول: “طالبان ذاتها مجزأة، كذلك، هناك مرتزقة أيضاً كانوا يقاتلون القوات الغربية. هؤلاء الأشخاص يقاتلون من أجل المال ويمكن لباكستان أن تحولهم بشكل كبير نحو كشمير”.

وقال مصدر في وزارة الدفاع للصحيفة إن “العام المقبل سيكون حاسمًا بالنسبة لنا. من المؤكد أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان على البلاد، سيكون لهما آثار مضاعفة في المنطقة”.

وأشار المصدر إلى أن أسوأ ما تخشاه الهند أن “يتم تحويل العديد من المقاتلين المأجورين الذين كانوا يقاتلون القوات الأميركية في أفغانستان نحو كشمير”. وقال مصدر آخر في وكالة استخباراتية هذا الاحتمال، وقال إن الهند “تأخذه على محمل الجد”.

وأفادت الصحيفة بأن المخاوف تتزايد بسبب الخبرة القتالية للعناصر التي قاتلت مع حركة طالبان، وأشارت إلى أن منفذ هجوم بولواما في الشطر الهندي من كشمير في فبراير 2019، وأسفر عن مقتل 40 من عناصر الأمن، كان “من قدامى المحاربين في أفغانستان”.

مهمة صعبة
وقالت مصادر لـ”ذا برنت” إن “الأمور لن تكون سهلة على باكستان لتحويل المقاتلين إلى الهند كما كانت في عام 1989″؛ نظراً لأن الجغرافيا السياسية العامة قد تغيرت.
وأضاف مصدر أن “هناك أنظمة دولية متعددة معمول بها الآن أكثر من أي وقت مضى، للتصدي للإرهاب بشكل مشترك”، لافتاً إلى أنه سيكون “من الصعب جداً على باكستان أن تفعل اليوم ما فعلته في ذلك الوقت”.

كذلك، أوضحت مصادر للصحيفة أن هناك فصائل داخل طالبان تصعّب مهمة على إسلام أباد؛ لأن بعضها يقاتل الجيش الباكستاني أيضاً.

ومنطقة كشمير مقسّمة بين الهند وباكستان منذ استقلالهما في عام 1947، وتشهد بانتظام تبادلاً لإطلاق النار وقذائف الهاون بين شطريها.

وكانت كشمير محور حربين من الحروب الثلاث التي خاضتها الهند وباكستان، ويشنّ متمرّدون هجمات ضد القوات الهندية منذ أكثر من 3 عقود، وهم يطالبون بالاستقلال أو بالالتحاق إدارياً بباكستان.

وتتهم نيودلهي باكستان بتسليح المتمرّدين، وتدريبهم لشن هجمات ضد القوات الهندية، وهو ما تنفيه إسلام أباد.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى