كتب : رضا الحصري
التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي هنا الملا عبد الغني بارادار الزعيم السياسي لحركة طالبان الأفغانية.
وأعرب وانغ عن تطلعه لأن تلعب طالبان الأفغانية بصفتها قوة عسكرية وسياسية مهمة في البلاد دورا مهما في عملية السلام والمصالحة وإعادة الإعمار في أفغانستان.
كما دعا الحركة إلى وضع المصالح الوطنية أولا وقبل كل شيء ورفع شعار محادثات السلام وترسيخ هدف السلام وخلق صورة إيجابية وتبني سياسات شاملة.
وأضاف أن الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو من أفغانستان يشير إلى فشل سياسة الولايات المتحدة بشأن أفغانستان، ويحظى الشعب الأفغاني الآن بفرصة مهمة لتثبيت استقرار بلاده وتطويرها.
كما حث جميع الفصائل والمجموعات العرقية في أفغانستان على الوحدة، وتطبيق مبدأ “القيادة الأفغانية والملكية الأفغانية” بشكل حقيقي، ودعم عملية السلام والمصالحة في أفغانستان لتحقيق نتائج ملموسة في أقرب وقت، وإقامة هيكل سياسي شامل بشكل مستقل يتوافق مع الظروف الوطنية الأفغانية الخاصة.
وقال وانغ إن الصين، باعتبارها أكبر جارة لأفغانستان، تحترم دائما سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها، وتلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وتتبنى سياسة ودية تجاه الشعب الأفغاني بأسره.
وأضاف أن “أفغانستان ملك للشعب الأفغاني وينبغي أن يكون مستقبل البلاد ومصيرها في أيدي شعبها”.
وقال إن حركة تركستان الشرقية الإسلامية، وهي جماعة إرهابية دولية مدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي، تشكل تهديدات مباشرة للأمن الوطني للصين وسلامة أراضيها، ومن المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي أن يحاربها.
ودعا حركة طالبان الأفغانية إلى رسم خط واضح بعيدا عن حركة تركستان الشرقية الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى، واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم بحزم وفعالية، من أجل إزالة العقبات وتهيئة الظروف المواتية للسلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
ومن جانبه، أعرب بارادار عن امتنانه لإتاحة الفرصة له لزيارة الصين، قائلا إن “الصين كانت دائما صديقة موثوقة للشعب الأفغاني”، معربا عن تقديره لدور الصين العادل والإيجابي في عملية السلام والمصالحة في أفغانستان.
وقال إن حركة طالبان الأفغانية، مع سعيها الصادق لتحقيق السلام، مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لإنشاء هيكل سياسي شامل في أفغانستان يقبله جميع الأفغان ويحمي حقوق الإنسان وكذلك حقوق النساء والأطفال ومصالحهم.
وأكد أن الحركة لن تسمح أبدا لأي قوى بفعل أي شيء ضار بالصين في الأراضي الأفغانية.
وقال إن الحركة ترى أن أفغانستان ينبغي أن تطور علاقات ودية مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
وأعرب عن أمل حركة طالبان في أن تشارك الصين بشكل أكبر في عملية السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان، وأن تلعب دورا أكبر في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في البلاد في المستقبل، مضيفا أن حركة طالبان الأفغانية ستبذل جهودها الخاصة إزاء خلق بيئة استثمارية مواتية.