مزادات البشر

بقلم : خالد محمد الحميلي

أن تكون إنسان فذلك أمرا له ثمن كبير ، وليس مجانياً في هذا الزمان، فقيمة كل إنسان تعتمد على الأفكار التي يكتسبها، والمنافع التي يحويها عقله، ومن المفترض أن العلماء أثمانهم وقدرهم أعلى من الجهلاء، إذا كنا نتحدث بلغة المزادات، التي تقام علي قوانين العدل في البيع والشراء، ولكن في مزاد البشر المقام الأن في المجتمعات البشرية، العكس هو الصحيح، لأن المزادات تبدل فيها الحال، والجهلاء أصبحت أثمانهم مرتفعه عندما يقام المزاد، والعلماء تهاوت أثمانهم في مزادات البشر.

ونعلمكم أن هذه المزادات تخلي مثمنيها عن انسانيتهم ،لا مبادئ لا قيم لا أخلاق ،وصنف القائمين علي المزاد البشري الإنسان الي نوعان ،أنسان له قيمه وإنسان له ثمن ،وعندما يبدأ المزاد يتهافت المشترون علي من له ثمن ويستطيعون شراءه بكل سهوله،أما الإنسان ذو القيمه يظل في مكانه لا أحد يحاول أن يقترب منه، ويظل بضاعة راقده،لأن المشترون لا يريدون من لهم قيمه علميه وثقافيه وأخلاقيه،وأيضا لانها ليست بضاعة رائجه في الأسواق البشريه ،لأن هناك من يستهويهم الذهاب بفكرهم بعيداً ،ويعتقدون أن لكل انسان على وجه الارض له ثمن، فهؤلاء دائما ينظرون للبشر على أنهم سلعه رخيصة يمكن شراؤها ويمكن تبديل مواقفها وافكارها، بلا شك أن هذه الفكرة الرخيصة لا يمكن لها ان تتكون وتنمو لولا وجود بائعي النفوس البشرية،نحن لا نستطيع أن نلوم علي أصحاب القيم والمبادئ في زمن لا قيم فيه ولا مبادئ، لكن نلوم علي من استغنى عن كرامته الإنسانية مقابل حفنة جنيهات أو بعض الامتيازات، بالفعل أنه أمر محير ، ولكن حتى لا نستسلم الى هذا الواقع المرير ، علينا معرفة أن هناك فئة لا يمكن لأي كائن من كان شراء ذممها ، ولعل هذا هو عزائنا الوحيد في ذلك الأمر المحير، ولا احد يستطيع أن ينكر، أن شراء الذمم وبيع النفوس موجود منذ الأزل، وكان يستخدم حتى ايام الجاهلية والأيام التي لحقتها ، وهناك الكثيرون يتمنون ومع الأسف الشديد مواصلة هذا المنوال،وكأننا نحاول بكل وسيله تشويه إنسانيتنا ،كما أنه في أعتقادي أنه ليس من المؤلم أن يكون للإنسان ثمن بخس، بل الألم كل الألم، أن يكون للانسان ثمن من الأصل

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى