كتبت صفاء الليثي

صرح مسؤولون أمريكيون، الأحد، إن حريق الغابات الذي يستعر في شمال كاليفورنيا أصبح ثاني أكبر حريق من نوعه يُسجل في تاريخ الولاية، بعد أيام من تسببه في تدمير بلدة تاريخية لاستخراج الذهب وإجبار الآلاف على ترك منازلهم.

وقال مسؤولو الإطفاء بالولاية إن حريق ديكسي اتسع نطاقه ليأتي على نحو 463 ألف فدان، أو ما يعادل 724 ميلًا مربعًا “1876 كيلومترًا مربعًا”، حتى الساعة التاسعة “1600 بتوقيت جرينتش” الأحد، وإنه جرى احتواؤه بنسبة 21%، والمساحة المحترقة أكبر من مساحة مدينة هيوستن.

ويعد هذا الحريق هو ثاني أكبر حريق في الولاية بعد حريق هائل اندلع في أغسطس 2020 وأتى على ما يزيد على مليون فدان.
ولم تسفر حرائق الغابات حتى الآن عن سقوط وفيات، وكان هناك 5 أشخاص في عداد المفقودين حتى بعد ظهر السبت، وفقًا لمكتب قائد شرطة مقاطعة بلوماس، لكن الشرطة تلقت بلاغات بسلامة اثنين منهم، ولا تزال تتحقق من صحتها.
وقال المسؤولون إن الحريق يهدد نحو 14 ألف مبنى ودمَّر بالفعل ما يزيد على 400، بما في ذلك كل وسط مدينة جرينفيل تقريبًا، وهي بلدة تعدين قديمة تقع على بعد 160 ميلًا شمال سكرامنتو.
وقدمت الرياح الضعيفة والرطوبة العالية بعض العون لرجال الإطفاء، لكنهم يستعدون لحرارة أعلى من المتوقع قد تتجاوز 38 درجة مئوية بحلول منتصف الأسبوع، علمًا أنه يشارك الآن أكثر من 5 آلاف فرد في عملية إخماد حريق “ديكسي فاير”.

وفر آلاف السكان من المنطقة ووجد كثيرون منهم مساكن مؤقتة، حتى إنهم بقوا في خيام. ولا يزال سبب الحريق قيد التحقيق، لكن شركة “باسيفيك جاس آند إليكتريك” تقول إنه ربما نجم عن سقوط شجرة على أحد خطوط الكهرباء التابعة للمرفق.

وبحلول أواخر يوليو، ارتفع عدد الهكتارات المحترقة في كاليفورنيا بنسبة تتجاوز 250% مقارنة بعام 2020 الذي اعتبر أسوأ عام بالنسبة لحرائق الغابات في تاريخ الولاية المعاصر.

وترتبط الحرائق التي تتزايد في جميع أنحاء العالم بظواهر مختلفة، إلا أن الخبراء يتوقعون علاقتها بظاهرة “الاحتباس الحراري”، لذلك فإن ارتفاع الحرارة، وزيادة موجات القيظ، وتراجع معدلات سقوط الأمطار، تشكل مزيجًا مثاليًا لتطور الحرائق.