انجاز الامارات النووي يفوق الوصف

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي

إنجاز وخلفه انجاز حققته دولة الإمارات العربية المتحدة.. ويعطينا الشعور بالفخر والتميز من تلك الأخبار الطيبة التي نسمعها ونراها بين بين كل فترة وأخرى.. وآخرها ما أعلنه نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حساب سموه على «تويتر» عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي. حيث أردف قائلاً «نجحت فرق العمل في تحميل حزم الوقود النووي واجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل بنجاح . أبارك لأخي محمد بن زايد هذا الانجاز»، «والهدف هو تشغيل أربع محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات، الإمارات شطرت الذرة، وتريد استكشاف المجرة، رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية، ومنافسة بقية الأمم العظيمة، لا شيء مستحيل… إن تلك الكلمات التي صدرت عن شخصية مثل الشيخ محمد بن زايد.. لها دلالات واسعة المدى.. فهي تعبر عن رؤية الدولة من ناحية التقدم العلمي والتكنولوجي.. فتلك الرؤية تثبت بما لايدع مجالاً للشك بالقدرة التي تتمتع بها الشخصية العربية وبأنها تستطيع تحقيق المستحيل.. وهذا المثال نراه أمامنا حياً يرزق.. فالدخول للعصر النووي من الباب السلمي هو هدف رائع جداً تحقيقه على مستوى الشرق الأوسط.. فتلك الأفكار او لنقل الأحلام التي كانت فيما مضى لاتكاد تمثل رؤيا غير قابلة للتحقيق.. ولكن هذه الخطوة النووية السلمية أثبتت إمكانية تحقيق هذا الحلم والرؤيا.. وهو أمر يسهل تحقيق حلم آخر وهو استكشاف الفضاء الخارجي.. وهو الأمر الذي يعيد الأمجاد للأمة العربية من بوابة دولة الإمارات العربية المتحدة وهي جهود تشكر عليها من قبل كل فرد في هذا الوطن العربي الكبير..

ومن ناحية أخرى نقول بأن برنامج الامارات للطاقة النووية والذي لعبت فيه الهيئة دورا محوريا في تحويل الرؤية الى واقع ملموس هو رؤية طموحة وتشكل حافزاً لتشجيع أبناء العرب في خوض هذا المجال بكل قوة.. وما يفرح القلب ويبعث الاطمئنان في صدد البرنامج النووي هو توقيع الامارات على اكثر من 13 اتفاقية ومعاهدة دولية منها اتفاقية الضمانات الشاملة التابعه للوكالة الدولية للطاقة الذرية البروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الشاملة التابعة للوكالة الذرية ومعاهدة الأمان النووي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أيضا اتفاقية 123 للتعاون النووي السلمي التي وقعتها الامارات مع الولايات المتحدة الامريكية عام 2009 وتعتبر الشفافية الإماراتية من ابرز مبادئ السياسة النووية التي التزمت بها حكومة الامارات العربية المتحدة عبر التقيد بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية الضمانات الشاملة والبروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الشاملة التي وقعتها الدولة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاقية السلامة النووية، وتكفل مثل هذه الالتزامات تصميم البرنامج للأغراض السلمية وبشكل ينسجم مع القوانين الوطنية الدولية..

إن هذا الإنجاز التي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة هو فعلاً إنجاز حقيقي يستحق منا كل تقدير فأبناء زايد الذين في كل يوم يخرجون علينا بإنجاز جديد يبهرنا ويجعلهم قدوة يحتذى بها في كل المجالات الحياتية.. وإننا هنا في الوطن العربي وخاصة في دول الخليج العربي يحق لنا أن نفتخر بوجود دولة عربية وخليجية تدخل مجال الطاقة النووية السلمية لتحقيق الرفاهية والراحة لشعوبها.. وفي تقديرنا أن استمرار هذا النهج الاستراتيجي في دولة الإمارات العربية المتحدة يضمن لهذا البلد الدخول للعصر الجديد من التكنولوجيا الهائلة ويجعلها في المقدمة مع مصاف الدول المتقدمة في العالم.. وهنا لابد من الإشارة في هذا الصدد فإن رؤية دولة الإمارات في سلمية الاستخدام السلمي للطاقة النووية هو أمر يستوجب الإشادة العظيمة به فالدولة لم تتجه الى حرصها للاستفادة من السلاح النووي بدلاً من السلمي.. على العكس من الكثير من الدول في العالم التي سعت لبناء السلاح النووي وتدمير البشرية..
فهنيئاً لدولة الإمارات تلك الإنجازات والإسهامات التي تعمل على تحقيقها كل يوم وإنه لأمر طيب نتمنى من الله الاستدامة في تقديم مثل تلك الإنجازات.. والله الموفق.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى